سعد الزبيدي* ||
ألف بعض موهبي ومخترعي القصص في البلدان العربية والإسلامية قصة خرافية عن عالم فايروسات اسمه ديمتري ماتريوس يعيش في ولاية كاليفورنيا أنه هو من صمم واخترع فايروس كورونا لتأديب الدول التي تعارض السياسة الأمريكية وخاصة (الصين وإيران).
والقصة جميلة وعاطفية ومؤثرة المغزى من صياغتها الانتصار الوجداني من قبل المؤلف والقراء الفاشلين والسذج الذين سيكونون أبواقا لنشرها بسرعة تفوق سرعة انتشار الفايروس في البلدان المتخلفة التي لا تتقن سوى فن الكلام والإيمان بالخرافات والأوهام .
والقصة أصبحت معروفة للقاصي والداني لأنها انتشرت في مواقع التواصل انتشار النار في الهشيم .فالرجل الذي صنع الفايروس في أحد مصانع الحرب الجرثومية في مستشفى كأي مستشفى من مستشفيات صدام التي أصابها التآكل والقدم والإهمال حتى أصبحت بقدرة قادر مستشفى فلان أو علان من رموز الدين الذين يتاجر بهم السياسيون والتي أصبحت تفتقد لأبسط شروط النظافة والصحة حتى بات المواطن يخاف أن يزور المستشفى لتلقي العلاج لأنه متأكد أنه لا دواء في صيدليات المستشفيات وأن الجراثيم تعشش في أرجاء المستشفى كما تعشش القطط والفئران .ويضطر المغلوب على أمره من الفقراء والمعوزين والمحرومين بالمجازفة لإجراء عمليات كبرى وصغرى في هذه المستشفيات لعدم قدرته دفع المبالغ الطائلة للجشعين من أصحاب المستشفيات الأهلية .
نعود لقصتنا فصاحبنا مخترع الفايروس الذي بث الرعب في الكون وهو يعمل في مختبره في مستشفى ولاية كاليفورنيا قريبا من الحمامات التي تزكم روائحها الأنوف وكان يتناول ال(الكاهي والگيمر ) في المختبر مع زملاءه وهم يحتسون أقداح الشاي المهيل يستقبل اتصال من زوجته (أم ألس) التي كانت تعد له الباميا حسب طلبه وتخبره أن ابنته الصغيرة التي تلعب في الشارع المليء بالنفايات حيث أن بلدية كاليفورنيا تعاني من نقص في عدد الكابسات لفساد المديرية والأمانة والتي حولت شوارع المدينة إلى بؤرة لأنواع الجراثيم ك(حبة واشنطن) والكوليرا وشلل الأطفال .
تبلغ الزوجة زوجها أن صغيرته (ألس) مريضة وأنها تشعر بحمى نتيجة ارتفاع الحرارة واصفرار في الوجه ونحول وألم .
حينها يخرج ديمتري مسرعا ويترك عمله لتصنيع فايروس (ماليبو) الذي يصممه للروس الذين يتدخلون في انتخابات البيت الأبيض ويولي هاربا من البيت وهو يقود بسرعة جنونية ليصل إلى بيته وهو يبدو غاضبا لازدحام الشوارع المليئة بشتى أنواع الحفر ويلعن أصحاب التك تك الذين يتخاطفون يمينا و شمالا ويسيرون عكس الاتجاه ويده لا تفارق المنبه وهو يشتم ويلعن السياسيين كلما رأى صورهم المعلقة على أعمدة الكهرباء وعلى أسطح العمارات .وبعد صراع مع الشوارع يصل بيته ويترجل من السيارة مسرعا ويدخل البيت المكتظ بإخوانه وأخواته وإخوان زوجته وأخواتها و(جدة ألس) تطمأنه أنها بخير ولكن يبدو أنها أكلت آيس كريم من مرطبات حسان أو أكلت سندويچ هوت دوگ من فالح ابو العنبة وأن الموضوع بسيط بعد أن أخذ خال( ألس) جورج الطفلة للمرض ابو نوكسن الذي زرقها أبرة خبط وهي الآن أفضل بعد كل هذا عانق ديمتري زوجته وطفلتهما واحتظنهما وسلم على جميع أفراد العائلة شاكرهم على سرعة وصولهم لبيته .
والبقية تعرفونها فديمتري الذي قتل فايروسه آلاف البشر نسي أن ينزع صدريته وهو يغادر المختبر ولم يعفر ملابسه بالحرمل ولم يغسل يده بالصابون ولم يرتل أدعية الخروج من المختبر ونقل فايروس كورونا وفايروس ماليبو الجديد إلى عائلته وجميع الموجودين في البيت الذين نقلوا الفايروس للحي والمدينة التي يسكنون بها .
وماتوا جميعا انتقاما لله لما كسبت يد ديمتري .
وأعلنت أمريكا حالة الطواريء وهي تتوسل بمختبرات العالم الرباني أبو علي الشيباني كي يسأل معلمه ليصنع لقاحا بالتعاون مع أبو ثقب أو الكاظمي وكل العلماء العراقيين والعرب الذين يملأون القنوات العربية والذين أثبتوا نجاحهم في علاج كل الأمراض النفسية والجسدية وكل أنواع السرطانات بالعسل أو الأحجار عن بعد اعتمادا على اسم الشخص واسم أمه ومعرفة نوع التابعة المسؤولة عن مرضه والاتصال بالقرين أو الجن لإيجاد العلاجات المناسبة .
وأعلن صباح اليوم أن الCIA وال KGB تتسابقان للتعاقد مع أبو علي الشيباني الذي صرح بأنه توصل مع معلمه للقاح لفايروس كورونا وأنه يمتلك لقاحات لكل الفايروسات المستجدة كفايروس ماليبو وبرازيلي ولادا وموسكوفيچ ورف وأولدز وسلبرتي ...
وأن مصانع وشركات الأدوية استلمت اللقاح من مختبرات أبو علي مجانا الذي اشترط على كل مصانع الأدوية أن تضع صورته فقط على اللقاح وان تدعوا له بالخير والبركة ولمعلمه وأن يلعنوه بكل اللغات إذا لم تنجح كل لقاحاته .
ويا أمة ضحكت من جهلها الأمم .
ملاحظة كتبت المقال بعد بحث مستفيض عن القصة باللغتين العربية والانگليزية ولم أجد لها أساس من الصحة .
و... لله في خلقه شؤون.
*كاتب ومحلل سياسي.
https://telegram.me/buratha