حسين فلسطين ||
في خطوة مريبة أشرفت عليها المخابرات الصهيونية أعلنت الإمارات عن نيتها منح (١٠٠٠) فيزا اقامة طويلة الأمد خصصت لمثقفين وكتاب واعلاميين وشعراء عرب تصدّر العراق ولبنان وسوريا واليمن ومصر قائمة المرشحين لمنح تلك الفيز ترافقها جملة من الامتيازات والمغريات المشروطة التي تنتهي مع نهاية مهام التجهيل التي من المخطط تأديتها كجزء من عملية انسلاخ أخرى قد تحدث في الوقت القريب في المجتمعين العربي والإسلامي.
وتتزامن هذه الخطوة مع حالة الهيجان الثوري الذي تركته المقاومة الإسلامية وحركات التحرر الوطنية في نفوس وقلوب الشعوب العربية والإسلامية خصوصاً مع تكرار هزائم المحور الإرهابي الطائفي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي وينفذ من قبل الكيان السعودي والإمارات .
وعلى ما يبدو أن التفاعل الشعبي والجماهيري الذي شهدتهُ دول عربية وإسلامية و الممتد من أقصى شرق آسيا إلى أقصى القارة الأفريقية افزع حكام الخليج العملاء أسيادهم واذنابهم فالامتعاض الغير مسبوق والرفض الغير عادي لحادثة المطار في بغداد و التي أودت بحياة قادة النصر والمقاومة الشهيدين (قاسم سليماني) و (أبو مهدي المهندس) كانت شرارة أولى لرفص شعبي كبير لحادثة الاغتيال التي تسببت بخروج عشرات الملايين في دول مختلفة أولى نتائج هذا المد البشري إعادة إحياء مشروع المقاومة الرافض للهيمنةالأمريكية ـ الاسرائيلية في المنطقة والعالم.
الخطوة الامارتية هي الأولى من نوعها وإن سُبقت ببعض الخطوات الاستباقية فالحقيقة أن التخطيط لمثل هكذا أمور لا تخلو من وجود استراتيجية صهيوهابية هدفها شن غزو ثقافي لألغاء ما تبقى من الهوية الإسلامية والوطنية في المنطقة والعالم وبالتالي فإن طريق التطبيع مع الكيان الإسرائيلي يكون معبداً من خلال شراء ذمم اقلام عربية اعتادت الارتزاق لبث أفكار و طورحات مشوهة تحاول تجميل ظواهر تنافي مضامين الأديان والمذاهب والعقائد السمحة للانسان بصورة عامة والتي لا تقبل الهيمنة والاستغلال والاستكبار والاضطهاد التي تتبناه دول وكيانات عرفت بمعادتها للشعوب المستضعفة.
ويعد العراق في مقدمة الدوّل التي يستهدفها المشروع الإماراتي بل إنه المنطلق الحقيقي لعملية الانسلاخ الثقافي المراد تنفيذه ، وتشير بعض المعلومات إلى أن دبي تسعى لأستقطاب عدد من الإعلاميين والكتاب و وسائل إعلامية مرئية ومقروءة لها تأثير في مواقع التواصل الاجتماعي عملهم الأشراف على بعض المواقع وتدريبهم على صناعة أحداث وهمية تستهدف عقول الشباب وتسيس ارادتهم بما ينسجم مع خطة الاغتيال الثقافي للامة بالقضاء على المحتوى الإنساني الذي تتضمنه العقائد الدينية وما تحمله الأديان الحقةِ من سماحة وقواعد تثبت الحقوق وتوزع الواجبات كذلك ما تحمله الأعراف والتقاليد من اطر تنسجم وتحافظ على كرامة الإنسان وخصوصا استهداف الشعائر الدينية واستبدالهما بأكذوبة الحداثة والتطور وزيفيهيما وتمرير سلوكيات وافكار شاذة لا تنسجم مع طبيعة الفرد والمجتمع العراقي لأجل افراغ العقول من كل ما يجعل الإنسان يفكر بما له من حقوق اغتصبها الاستعمار منذ قرون .
https://telegram.me/buratha