المقالات

إضاءات..!

2011 2021-03-17

 

ضحى الخالدي ||

 

🔸 إن الأداء الهزيل للكتل السياسية الشيعية وتشرذمها وانقسامها أدى الى تفرد المعسكر الداعم والموجّه لحكومة الكاظمي بالسلطة، وهو بكل تأكيد عامل مهم أدى الى تقوية التشرينيين، وتغوّلهم وتحولهم من تظاهرات الشارع الى مفاصل الدولة، واقصد بالتشرينيين الجهات التي تقف خلف حراك تشرين والمستفيدة منه.

🔸 نجحت الظاهرة الطحنونية في التغلغل في العراق كما فعلت في السعودية، والتغييرات الإدارية والأمنية تمثل انقلاباً ناعماً أبيض نجح فيما فشلت فيه سياسة السحل وحرق الإسعاف والصلب

🔸 إن الهدف من كل هذه المعاناة التي نعيشها على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي والثقافي هو لمصادرة عقيدتنا واجتثاثها، والتأسيس لمجتمع إلحادي فشلوا في تصديره المباشر فابتدعوا لنا ديانةً مخترعة هي الديانة الإبراهيمية التي تمكنهم من السيطرة على عقولنا أولاً، ومن ثم أرضنا ومقدّراتنا، والقضاء على ديننا، فمهما كانت أطماعهم مادية اقتصادية، فإن صراعنا معهم عقائدي وجودي مهما أنكره الباحثون في الشأن السياسي  بحجة أن الخطاب السياسي يخلو من الموروث الديني، فقد تبدّى من خلال إعلان قائد جيش العدو أڤيڤ كوخافي عن إقامة حلف صهيوني-سني (عربي وخليجي) ضد المحور الشيعي.

إن مخططاً بهذه الخطورة تأباه أبسط قواعد ديننا الحنيف، فالإسلام لدينا دين ودنيا، الإسلام يقود الحياة في كل تفصيلة شخصية، اجتماعية، سياسية...إلى آخره.

🔸 تسلل الخليجيون الى مجتمعنا العراقي (الشيعي)بطريقة مغايرة عن تغلغلهم في المجتمع العراقي السني، ففي الأخير اعتمدوا على الروابط المذهبية وتغذية الإرهاب الطائفي بالمال والرجال والفتاوى، أما في المجتمع الشيعي فقد اعتمدوا المال السياسي، والشراكات الاقتصادية المشبوهة (غسيل الأموال)، وغسيل العقول والدعوة الى اختلاق روابط شراكة مفتعلة غير الموجودة أصلاً، فبدلاً عن الإسلام والعروبة والجغرافيا، اعتمدوا التوجه نحو العلمانية والمدنية والإلحاد وزرع هذه الأفكار داخل عقول شبابنا، ولما فشلوا يعمدون الآن الى الإبراهيمية، واستخدموا الآلة الإعلامية الشرسة في تسقيط رموزنا، وتصيّد أخطاء ساستنا التي لا تقل كارثية عن خطط الخليجيين، وصدّروا لنا انموذج دبي وجدة وأبها والدوحة بإزاء حي طارق!!!!!!

ولم نفلح بمواجهة كل هذه الضخ المالي والإعلامي، ولو بالتركيز على وجود نسب الفقر والإهمال المتعمد والتمييز الطائفي داخل المجتمعات الخليجية.

🔸 الحكومة التي لدينا لا يفلح التحاور معها، والصبر عليها حتى موعد انتخابات قد لا تأتي هو كإلقاء العنق على سيف السيّاف، فهي حكومة تنفذ أجندا، ولا تمتلك رفاهية القرار.

هذا ليس صبراً إستراتيجياً، ما دام دون أوراق ضغط.

🔸 يمضي المخطط قدماً نحو التمزيق، قد لا نشهد دويلات، أو أقاليم فيدرالية، لكن نشهد وسنشهد شعباً ممزقاً.

🔸 إن الاعتماد على ردات الفعل هو ما أوقعنا في شرَك الاستسلام لكل هذه التخبطات، وإن كان لهذا الاستسلام من فضل، فهو كشف زيف الادعاءات بأن حكومة علمانية قادرة على انتشال العراق من وضعه الملئ بالفساد الإداري والمالي وووو...

🔸 يدخل الإصرار على علمانية الدولة في صلب الأهداف الأساسية التي أشرت إليها آنفاً، ورغم أن الواقع والتأريخ يؤكدان الهوية الإسلامية للعراق، فإن الدستور لا يشير إلا الى أن الإسلام دين الدولة، وأنه مصدر أساسي للتشريع، وليس المصدر الوحيد.

وهذا يعني أن لفظ دين الدولة يمكن تفسيره بأنه دين أغلبية الشعب العراقي (باعتبار الدولة مؤلفة من أرض وشعب ومؤسسات) والذي يمكن لهم ممارسة طقوسه بحُرّية دون أن يكون له سطوة على القوانين، ورغم المادة التي تتحدث عن منع سنّ القوانين التي تتعارض مع أحكام الإسلام، فلا زلنا نتعاطى بالقوانين الوضعية من قوانين مجلس قيادة الثورة المنحل ومدرسة السنهوري المشتقة من قوانين الثورة الفرنسية، وإن الساسة المعممين، وأولئك المنتمين الى أحزاب إسلامية في أدبياتها الفكرية (الشيعية)لم يطبقوا الشريعة الإسلامية في حكم العراق، وهم لم يشكلوا أكثر من ٤٥٪ من السلطة التنفيذية منذ ٢٠٠٣ وحتى الآن بإزاء السنة والكرد والعلمانيين، رغم أن الشيعة يمثلون ٦٥٪ من الشعب العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك