المقالات

بين الرئيس الزائيري والرئيس الموريتاني

1976 2021-03-20

 

حميد الموسوي ||

 

في سنة 1973،  زار الرئيس الزائيري وقتذاك (الجنرال موبوتو سي سي  سيكو ) موريتانيا  لمدة ثلاثة أيام،

و حينها كانت موريتانيا من أفقر بلدان القارة  الأفريقية،  واقتصادها

يعتمد  على  صيد  الأسماك

والزراعة والرعي.

أثناء المباحثات في الأيام الثلاثة، لاحظ الرئيس الزائيري أن مضيفه الرئيس الموريتاني المختار ولد داداه (أول رئيس لموريتانيا بعد  استقلالها  من  الاحتلال

الفرنسي) لم يغير بدلته طيلة اللقاءات في الأيام الثلاثة، فأدرك موبوتو أن مضيفه لا يملك المال الكافي لشراء البدلات الأنيقة،باهظة

الثمن....

فعند اختتام الزيارة، وفي صالة المغادرة في مطار نواكشوط،

سلم الرئيس الزائيري موبوتو شيك  بمبلغ 5  ملايين  دولار لسكرتير الرئيس، منعا للحرج، وكان قد ارفق مع الشيك ورقة فيها عناوين أشهر مصممي  دور  الأزياء في العاصمة الفرنسية باريس حيث كان  موبوتو تصنع بدلاته، وكان يأمل أن تصنع للرئيس  المختار ولد داداه هناك بدلاته الرسمية وتوابعها...

بعد مغادرة الرئيس الزائيري سلم  السكرتير  الرئيس ذلك  الشيك ومقداره خمسة ملايين دولار ،قائلا: إنها هدية من الرئيس موبوتو لكم  مخصصة لشراء بدلات رسمية ولوازمها من باريس..

فما كان من الرئيس ولد داداه الا ان يستلم الشيك ويسلمه على الفور الى وزير  المالية الموريتاني وامره بان  يضع المبلغ في حساب الدولة..

وبعد ذلك امر الرئيس ان تجهز بهذا المبلغ المدرسة العليا لإعداد المعلمين في موريتانيا، حيث كانت موريتانيا تعاني من نقص  شديد في هذا المجال، بسب الفقر و ضعف الموارد..

بعد مرور خمس سنوات، اي  (في العام  1978) توقف الرئيس الزائيري في المغرب قادما من الولايات المتحدة الأمريكية، 

وكانت زيارته الى المغرب لمدة اسبوع، وحين علم ولد داداة بتوقفه

في الرباط ؛ اتصل به  ودعاه  لزيارة موريتانيا، وترجاه ان  يقبل الدعوة ولو بزيارة 

قصيرة...

وفي الطريق من المطار إلى القصر الرئاسي  لاحظ موبوتو  وجود

لافتات باللغة الفرنسية تزين

الشوارع مكتوب عليها :

 شكرا زائير..  شكرا موبوتو.. شكرا على  الهدية..

وقبل أن يصل الموكب الرئاسي إلى القصر توقف في مدرسة إعداد المعلمين والمعلمات، فترجل موبوتو من السياره واستفسر من الرئيس الموريتاني بتعجب: ما الهديه التي  يشكرني  عليها  الشعب الموريتاني،  ولم اصل الا قبل ساعة  إلى  نواكشوط؟  وحقيقة الامر اني لم أحمل هدايا  معي ولم اكن مستعدا لهذه الزيارة!!.

عندئذ ابتسم  الرئيس المختار وقال له  :

هذه المدرسة هي هديتك  القيمة، انك قدمت مبلغ  خمسة ملايين دولار قبل خمس سنوات  بنينا  بها هذهِ المدرسة  لإعداد  المعلمين والمعلمات، حيث كان شعبنا بأمس إلى المال كي يحارب

الأمية والفقر، فعانقه موبوتو

وقال له : لو قدر أن يكون باقي الزعماء الأفارقة مثلك لاختفت الأمية واختفى الجهل و مات الفقر والتخلف ...

فاستطرد المختار قائلا :

إن راتبي استلمه شهريا من خزانة الدولة فأنا لا اعمل  بلا أجر،  والشعب الموريتاني لهديتك احوج أما هندامي فبخلاص شعبي

من الجهل والفقر ..!         فبالعلم  نقضي على الآفات والمعوقات  المعرقلة لمسيرتنا..

 عرفت عن الرئيس المختار

رحمه الله (المتوفى سنة 2003)

البساطة والابتعاد عن مظاهر

الترف والبذخ،  فقد كان يسكن في

بيت لا يتجاوز الغرف الثلاث.

هذه القصة الواقعية نشرتها قبل خمس سنوات . اما اليوم فانا اقدمها هدية لكل  لص  ينعق بالوطنية ويتستر بالدين الحنيف لمزيد من سرقة  قوت الشعبوب العربية  ولمزيد من قتل احلام البسطاء..

السارقون في بلدي لا يتعظون -وهنا مكمن المصيبة العظمى- واقرب شاهد على ذلك : ان كلفة مأدبة البابا في زيارته الى اور كانت ٤٥٠ مليون دولار .

والحقيقة انها لا تتجاوز اربعة ملاين وخمس مئة الف اضيف اليها صفران فقط .

متى يتعظ الفاسدون ؟؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك