كندي الزهيري ||
يمثل قطاع الاستخبارات الحدود الأخيرة في مجال عمليات إرساء الديمقراطية والحفاظ على أمن الدولة، وإصلاح الخلل الأمني في بلد ديمقراطي وغير الديمقراطية ،
القطاع الأمني. كما رهان عدد من الديمقراطيات القائمة، يمتد الحكم الديمقراطي وسيادة
القانون بعد وقت طويل من إرسائهما إلى مجالات أخرى من الدولة.
والكل يعلم أن البلد مثل العراق بموقعه الجغرافي والسياسي، كان تحت يد الطغاة الفجرة، فأحالوا البلاد إلى خراب.
من ثم دخل العراق معترك النظام الديمقراطي لكن فوضوي وغير متزن.
بعد ٢٠١٤م تحديدا بعد طلب الحكومة العراقية إنشاء قوات تحالف لمساعدة العراق بحربه ضد داعش، عملت الاستخبارات التحالف كمستشار و عامل أساسي في عمليات التحالف الدولي، يذكر بأن الاستخبارات الهولندية كان لها دور هي الأخرى ضمن التحالف في حرب داعش.
تحت مسمى مساهمات الاستخبارات الهولندية ضد ( داعش)، في العراق وسوريا
أكد التحالف الدولي في عام 2019 أنه منذ تشكيل التحالف، كانت هولندا شريكاً ملتزماً في الحرب ضد “داعش “من عام 2017 حتى نهاية عام 2018، وساهمت هولندا ب(4) طائرات طراز F-16، والتي كانت أساسية في توفير الدعم الجوي المباشر والقيام بعمليات المراقبة المسلحة والمساعدة في التزويد بالوقود جَوًّا في سوريا والعراق.
إشارة السلطات الهولندية إلى الجهود إضافية لمكافحة خطر هذه التهديدات الإرهابية على "أراضيها". ويذكر أن هولندا من أكثر الدول الأوروبية التي انطلقت منها (إعداد كثير من المقاتلين النساء والرجال للانضمام إلى تنظيم “داعش” سوريا والعراق) . لذلك حذرت أجهزة الاستخبارات الهولندية من الاستهانة بالتهديد الذي يشكله تنظيم داعش بعد الخسائر التي تكبدها في سوريا والعراق.
□أنشطة الاستخبارات الهولندية في العراق والمنطقة.
• ● كشف هويات ومخططات تنظيم” داعش”: كشف تقرير للمخابرات الهولندية “آيفيد” في 8 نوفمبر 2018 أن تنظيم “داعش ” يستغل الاستقرار النسبي في {تركيا} من أجل وضع خطط لمهاجمة الأهداف الغربية، وتوجيه حربا سرية في القارة "الأوروبية". وذكر التقرير الاستخباراتي أن ما لا يقل عن (4) آلاف عنصر من “داعش” والقاعدة هم من المواطنين (الأتراك).
● دعم الجماعات الإرهابية في سوريا: أفاد تقرير في 11 سبتمبر 2018 عنوانه ” الحكومة الهولندية متورطة في دعم فصائل معارضة في سوريا ” أن الحكومة الهولندية دعمت (22) فصيلا معارضا مسلحا يقاتلون ضد الجيش السوري بشاحنات وبزات عسكرية وتجهيزات أخرى. من أبرزهم مسلحو “الجبهة الشام” المعارضة، التي صنفتها النيابة العامة الهولندية “حركة سلفية وجهادية تسعى لإقامة الخلافة”، وأنها “منظمة إرهابية هدفها إجرامي”.
● التعاون بين هولندا والعراق:
تم التركيز منذ بداية عام 2019 وفقا التحالف الدولي” في 2014 على تعزيز وإصلاح قطاع الأمن في العراق. وتدريب القوات الخاصة العراقية في بغداد. وتتكون مساهمة هولندا في شمال العراق من (50) جُنْدِيًّا كحد أقصى ينصب كل تركيزهم على تزويد القوات العراقية والكردية بتدريب مكثف.
وأشادت ” سيكريد كاف” وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي في مملكة هولندا بإنجازات العراق في حربه ضد الإرهاب والإرهابيين في 2018. وخصوصا النصر الذي تحقق بدحر “داعش” وتحرير الأراضي العراقية من سيطرته. وجرى خلال اللقاء مناقشة تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات لا سيما مجال مكافحة الإرهاب والتطرف! ! ! ! ! وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية وعدم السماح بعودة الإرهابيين الهولنديين؟ ؟ ؟ إلى أوربا أو بلدهم الأصل .
أي تصفية الإرهابيين على أرض العراق ودماء أبنائه. . .
حسب المصادر وتتناقض المعلومات التي قدمتها وسائل إعلامية عن تورط هولندا بدعم الإرهابيين في سورية مع تصريحات ” ستيف بلوك “وزير خارجية هولندا بأن المساعدة المقدمة إلى الفصائل في سوريا “ذات طابع غير عسكري. ومن المتوقع أن يؤدى استخدام الإرهابيين في سوريا للدعم الهولندي، إلى وقف كامل المساعدات للجماعات المعارضة.
وقدمت هولندا دعماً عسكرياً محدد لجبه النصرة، وكما كانت محورية بشكل خاص في توفير التدريب اللازم للوحدات العسكرية في العراق. وينبع اهتمام الاستخبارات الهولندية بمناطق الصراعات في سوريا والعراق من إدراكها لانعكاسات تمدد التنظيمات الإرهابية على الأمن الداخلي الهولندي أي أمن هولندا لا يتحقق إلا بحرق الإرهابيين في العراق وسوريا من جهة، ودعم الإرهاب من أجل قتل الشعبين من جهة أخرى! ! . خصوصا وأن هولندا تعاني من تغلغل التيار السلفي “الجهادي” بشكل لافت، ونشر الفكر المتطرف في هولندا بأساليب مختلفة،
وبرغم إدراك هولندا لمخاطر تنظيم “داعش” في سوريا والعراق واتخاذ المقاتلين الأجانب تركيا ملاذا آمنا، إلا أنها لم تدرك مخاطر انتشار المقاتلين الأجانب للقتال بجانب حكومة “الوفاق”. ودعم تركيا وقطر لتلك المليشيات والجماعات. مما يؤدي إلى تمدد التنظيمات والجماعات المتطرفة في ليبيا، وبالتوازي قد ينعكس ذلك على الأمن القومي لهولندا. فيجب عدم الاستهانة بالتهديد الذي تشكله الجماعات المتطرفة في ليبيا. وينبغي مع استمرار معركة تحرير طرابلس في ليبيا، وقف الدور التركي وسعيها المتكرر لتقويض أي مبادرات حل للأزمة هناك. ووقف تقديم الدعم للمليشيات المسلحة. كذلك إعداد ملف قانوني يثبت دعم تركيا للإرهاب في ليبيا والعراق وسوريا.
ويذكر أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دانت تحرك الاستخبارات الهولندية التي هاجمت محطات النووية الإيرانية عبر فيروس ( سناكس كنت). . .
مهما كان دور الاستخبارات الهولندية في العراق والمنطقة يمكن أن يوصف ب( حمال أوجه) يدعم الإرهاب ويقاتل الإرهاب بنفس الوقت، مع ذلك أن تطوير الاستخبارات وجعلها ذات قدرات عالية سيجعل من البلد في مأمن، من الاستخبارات ذات أجندات مشبوه وغير موثوق بها.
https://telegram.me/buratha