🖋 قاسم سلمان العبودي ||
أختلف عباقرة العراق وسياسيوه الجهابذة حول تفسير منطقي لمسألة السلاح المنفلت . منهم من قال أنه يهدد الدولة وأركانها ، وطبعاً هؤلاء ممن يلحس قصاع الحكومة ، ولايجيد غير الشجب والأستنكار . ومنهم من قال أن السلاح المنفلت سيذهب بالعراق الى الحضن الأيراني، الذي يحاول أبتلاع العراق بأكمله ، ويتباكى ليلأً نهاراً على ( سيادة ) الدولة المنتهكة من قبل ( الميليشات ) المسلحة التي تعيث في الأرض فسادا ! فتراه يخلق المبررات تلو الأخرى ليفضي الى نتيجه واحد ، هو بقاء القوات الأمريكية الحامية للأرض والعرض في العراق ، وعدم المساس بها كون تلك القوات ترمز الى هيبة الدولة وسيادتها وتواجدها يصنع مجداً للعراق زائفا .
ما جرى نهار هذا اليوم ٢٥ آذار من خروج أستعراض للنخب الحرة من الشعب المستضعف التي حاولت تذكير الحكومة العراقية بمسؤلياتها الدستورية ، والأخلاقية والوطنية تجاه الشعب الذي أستضعفته القوى الغاشمة بكل مفاصله . لقد أغاض الأستعراض العسكري الأصدقاء قبل الأعداء في سابقة غير وطنيه . تنافحت التغريدات شجباً لتلك الحركة الجماهيرية ، وربطت عملية الأستعراض بهيبة الدولة ! الدولة التي ذهب حياء وجهها بأستخفاف المحتل الأمريكي لقرار الشعب العراقي بخروج قواته المحتله .
فعن أي هيبة يتشدق هؤلاء المتشدقون ؟ عن الثكنه العسكرية الأمريكية وسط بغداد والتي تسمى مجازاً سفاره ؟ أم عن القوات التركية التي أبتلعت نصف سنجار ؟ أي هيبة للدولة التي عومت عملتها الوطنية مقابل الدولار الأمريكي بكل أستخفاف بأركان الدولة التي يتباكى عليها من نهب ثرواتها تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان ؟ أين هيبة الدولة التي يتلاعب بها ( الأنفصاليون ) شركائنا في الوطن ، عندما ينفردو بقرار تصدير نفطهم ، ويتشاركون نفط الجنوب ؟ أين هيبة الدولة التي لم تستطع أقرار ميزانيتها لعدم قناعة راعي الأنفصال الأول في العراق عنها ؟ أين هيبة الدولة ورئيس مكون ( أنفسنا ) يدرج في ميزانية العراق المعطلة حقوق الدواعش الذين ( فطسوا) بيد أبناء الحشد الشعبي والفصائل المقاومة ؟ هل هذه هيبة الدولة التي أستعادت هويتها من مراهقي تشرين وصبيته ؟ مالكم كيف تحكمون ؟
المشكلة التي يعيشها بعض سياسو الصدفة ممن نصب نفسه ( حامياً ) للدولة وهيبتها ، هو أزدواج المعايير السلوكية التي بدت تنحرف رويداً رويداً مع المصلحة الذاتية والمنفعه الفئوية التي أتخم البعض منها ، وهو ينادي بمصطلح الدولة واللادولة أو السلاح المنفلت . الوطنية لا تتجزأ أيها السادة . أن كنتم من نطف طاهرة فلا تدنسو أرض المقدسات بقيح أفكاركم النتنه ، ولا تتلاعبو بمشاعر العراقيين الذين خرجو اليوم مطالبين بالأصلاح الحقيقي ، وليس الأصلاح شعاراً كما أتخذتموه جملا .
لقد أجهضت العملية السياسية عندما وقفتم مع من أستباح الدم العراقي الطاهر ، وكان لكم موقف يندى له الجبين خجلاً عندما نأيتم بأنفسكم وتياراتكم الطويله والعريضة ، عن المشاركة الوجدانية مع الحشود المليونية المطالبة بالقصاص العادل ممن أنتهك حراماتنا بدم بارد بأبشع جريمة غادرة أرتكبت بحق الجنديين الذين ضحيا بدمائهم الزاكيات من أجل أن يصونا أرض العراق ووحدته . واليوم تتباكون زيفاً على هيبة الدولة التي ( أنتهكت ) عندما خرجت مجاميع شعبية تحمل السيوف في أغمادها ، وكأنكم لم تفعلوها في شوارع بغداد قبل أيام خلت ! مع الفارق الكبير بين الأهداف والنوايا .
نعم لقد بلغ السيل الزبى ، ولن نسمح بتهميشنا وسلب حقوقنا ، وتجويع شعبنا من أجل أرضاء الأمريكي الذي يريد أن يدفعنا ذلاً وهواناً بتطبيع فاجر مع كيان غاصب . تغريداتكم لن تمنعنا من اليوم فصاعداً عن أخذ الحقوق ولو بالقوة .
أزبدو وأرعدو . لقد تمادى أعداء الشعب العراقي وبدأت عملية الأقصاء المقصودة بحقنا نحن أبناء الجنوب . وأصبحت ثرواتنا نهباً بينكم ، وبين من نصبتو أنفسكم لهم درعاً واقيا .
ما أخذ بالقوة ، لن يعود ألا بالقوة . الذي رأيتموه اليوم وتفاجئتم به أنتم وقادتكم ، ما هو ألا مقدمة لما قد يحدث لاحقا .
عندما يكون الحوار بطريقة الطرشان ، فأن السيوف لن تصمد بأغمادها طويلا ، حتى وأن كثر نعيقكم على تويتر ليلاً نهارا .
https://telegram.me/buratha