المقالات

السلاح المنفلت..وهيبة الدولة

1613 2021-03-26

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

أختلف عباقرة العراق وسياسيوه الجهابذة حول تفسير منطقي لمسألة السلاح المنفلت . منهم من قال أنه يهدد الدولة وأركانها ، وطبعاً هؤلاء ممن يلحس قصاع الحكومة ، ولايجيد غير الشجب والأستنكار . ومنهم من قال أن السلاح المنفلت سيذهب بالعراق الى الحضن الأيراني،  الذي يحاول أبتلاع العراق بأكمله ، ويتباكى ليلأً نهاراً على ( سيادة ) الدولة المنتهكة من قبل  ( الميليشات ) المسلحة التي تعيث في الأرض فسادا !  فتراه يخلق المبررات تلو الأخرى ليفضي الى نتيجه واحد ، هو بقاء القوات الأمريكية الحامية للأرض والعرض في العراق ، وعدم المساس بها كون تلك القوات ترمز الى هيبة الدولة وسيادتها وتواجدها يصنع مجداً للعراق زائفا .

ما جرى نهار هذا اليوم  ٢٥ آذار من خروج أستعراض للنخب الحرة  من الشعب المستضعف  التي حاولت تذكير الحكومة العراقية بمسؤلياتها الدستورية ، والأخلاقية والوطنية تجاه الشعب الذي أستضعفته القوى الغاشمة بكل مفاصله .  لقد أغاض الأستعراض العسكري الأصدقاء قبل الأعداء في سابقة غير وطنيه . تنافحت التغريدات شجباً لتلك الحركة الجماهيرية ، وربطت عملية الأستعراض بهيبة الدولة ! الدولة التي ذهب حياء وجهها بأستخفاف المحتل الأمريكي لقرار الشعب العراقي بخروج قواته المحتله .

 فعن أي هيبة يتشدق هؤلاء المتشدقون ؟  عن الثكنه العسكرية الأمريكية وسط بغداد والتي تسمى مجازاً سفاره ؟ أم عن القوات التركية التي أبتلعت نصف سنجار ؟ أي هيبة للدولة التي عومت  عملتها الوطنية مقابل الدولار الأمريكي بكل أستخفاف بأركان الدولة التي يتباكى عليها من نهب ثرواتها تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان ؟ أين هيبة الدولة التي يتلاعب بها ( الأنفصاليون )  شركائنا في الوطن ، عندما ينفردو بقرار تصدير نفطهم ، ويتشاركون نفط الجنوب ؟ أين هيبة الدولة التي لم تستطع أقرار ميزانيتها لعدم قناعة راعي الأنفصال الأول في العراق عنها ؟  أين هيبة الدولة ورئيس مكون ( أنفسنا ) يدرج في ميزانية العراق المعطلة حقوق الدواعش الذين ( فطسوا) بيد أبناء الحشد الشعبي والفصائل المقاومة  ؟ هل هذه هيبة الدولة التي أستعادت هويتها من مراهقي تشرين وصبيته ؟ مالكم كيف تحكمون ؟

المشكلة التي يعيشها بعض سياسو الصدفة ممن نصب نفسه ( حامياً ) للدولة وهيبتها ، هو  أزدواج المعايير السلوكية التي بدت تنحرف رويداً رويداً مع المصلحة الذاتية والمنفعه الفئوية التي أتخم البعض منها ، وهو ينادي بمصطلح الدولة واللادولة أو السلاح المنفلت  . الوطنية لا تتجزأ أيها السادة . أن كنتم من نطف طاهرة فلا تدنسو أرض المقدسات بقيح أفكاركم النتنه ، ولا تتلاعبو بمشاعر العراقيين الذين خرجو اليوم مطالبين بالأصلاح الحقيقي ، وليس الأصلاح شعاراً كما أتخذتموه جملا .

لقد أجهضت العملية السياسية عندما وقفتم مع من أستباح الدم العراقي الطاهر ، وكان لكم موقف يندى له الجبين خجلاً عندما نأيتم بأنفسكم وتياراتكم الطويله والعريضة ، عن المشاركة الوجدانية مع الحشود المليونية المطالبة بالقصاص العادل ممن أنتهك حراماتنا بدم بارد بأبشع جريمة غادرة أرتكبت بحق الجنديين الذين ضحيا بدمائهم الزاكيات من أجل أن يصونا أرض العراق  ووحدته  .  واليوم تتباكون زيفاً على هيبة الدولة التي ( أنتهكت ) عندما خرجت مجاميع شعبية  تحمل السيوف في أغمادها ، وكأنكم لم تفعلوها في شوارع بغداد قبل أيام خلت ! مع الفارق الكبير بين الأهداف والنوايا .

نعم لقد بلغ السيل الزبى ، ولن نسمح بتهميشنا وسلب حقوقنا ، وتجويع شعبنا من أجل أرضاء الأمريكي الذي يريد أن يدفعنا ذلاً وهواناً بتطبيع فاجر مع كيان غاصب . تغريداتكم لن تمنعنا من اليوم فصاعداً عن أخذ الحقوق ولو بالقوة .

أزبدو وأرعدو .  لقد تمادى أعداء الشعب العراقي وبدأت عملية الأقصاء المقصودة بحقنا نحن أبناء الجنوب . وأصبحت ثرواتنا نهباً بينكم ، وبين من نصبتو أنفسكم لهم درعاً واقيا .

ما أخذ بالقوة ، لن يعود ألا بالقوة . الذي  رأيتموه اليوم وتفاجئتم به أنتم وقادتكم ، ما هو ألا مقدمة لما قد يحدث لاحقا .

عندما يكون الحوار بطريقة الطرشان ، فأن السيوف لن تصمد بأغمادها طويلا ، حتى وأن كثر نعيقكم على تويتر ليلاً نهارا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك