منهل عبد الأمير المرشدي ||
الإرهاب والفساد والإجرام صفات ومسميات لأفعال وفاعلين مع اختلاف الرأي والرؤيا والتشخيص وفقا لرأي المتحدث .
فبينما يتفق العالم بما فيه العقلاء والمجانين والأسوياء والمخابيل على إن ما تقوم به عصابات بني صهيون والجيش الإسرائيلي من قتل وتهجير وتدمير للشعب الفلسطيني هو إرهاب دولة منظم ومشرعن ومدعوم وإن قادة الكيان الإسرائيلي وجيشه هم إرهابيون بإمتياز إلا ان بوصلة الرأي المقلوب والعقل المثقوب تغيرت وتقلبت وتحولت ليكون الإرهابي هو كل من يقاوم هذا الإرهاب او يرفضه او يتحداه .
فإيران إرهاب وحزب الله إرهاب والحشد الشعبي إرهاب وأنصار الله في اليمن إرهاب وكل من يرفع شعار الضد لإرهاب الصهاينه في البحرين او فنزويلا او تنزانيا هو إرهابي بإمتياز.
من الطريف العجيب والغريب في القضية إن مشايخ الأعراب وعبيد سلاطين الجور تجاوزوا حدود الله وقلبوا الموازين وأشاعوا وروجوا وبلّغوا على إن أسرائيل صديق مضمون وواليهود أحبة مخلصون اما العدو الأول والأخطر فهوا إيران ومعها المحور الشيعي (المقاوم) حيثما كان او يكون.
حتى انهم بدأوا بتغيير المناهج الدراسية وترتيب الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بما يخدم فلسفة بن زايد وبن سلمان والسيسي وبقية جبناء العربان .
في رسالة وصلتني من أحد الأخوة اللبنانيين من الطائفة المسيحية الكريمة أرتكب جريمة قتل في حادثة مشاكسة في السعودية وحكم عليه بالإعدام بقطع رأسه بالسيف .
وحين جاء موعد تنفيذ الحكم من قبل اللجنة الشرعية (الوهابية) سألوه أن يطلب آخر طلب قبل إعدامه فقال أنه يريد أن يموت وهو على دين الأسلام .
تفاجأ السعوديون وأضطروا للموافقة على الطلب وإعتبروه جزء من بشارة ابن تيمية في الوعود الغيبية فوافقوا على طلبه كي لا يخالفون الشرع .
لكنهم وجدوا أنفسهم في مشكلة وهي انه غير مختون والمسلم يجب أن يكون كذلك ولتطبيق الشرع فقد تم تطهيره ثم أعطوه مهلة عشرة أيام إلى أن يلتئم الجرح لكي يستطيع أن يتوضأ ويصلي ركعتي الشكر على نعمة الإسلام قبل تنفيذ حكم الإعدام .
بعد انتهاء المدة المحددة جائوا لينفذوا الإعدام فسألوه إن كان لديه طلب أخير فقال لهم أتمنى أن أصوم رمضان قبل موتي .
وبعد التشاور مع القاضي قرر تأجيل تنفيذ الإعدام إلى ما بعد رمضان .
بعد إنتهاء شهر رمضان منحوه فرصة قضاء عيد الفطر وبعد انتهاء العيد أتوا لتنفيذ حكم الإعدام فطلب منهم أن يرفعوا طلبه للقاضي ليسمح له بتأدية فريضة الحج فوافق القاضي وأجل الإعدام لما بعد الحج .
وقبل أسبوع من تنفيذ القصاص هدى الله خصومه أولياء الدم وتنازلوا عن طلب الإعدام وأكتفوا بالدية الشرعية .
خرج من السجن واثناء وضوءه وهو يمسح برأسه قال الحمد لله الذي أنقذك برأس غيرك .
https://telegram.me/buratha