المقالات

العبثية السياسية في المشهد العراقي


 

عبد الخالق الفلاح ||

 

كلمة العبث تعني ان اي عمل  لا فائدة منه واي سلوك لا معنى فيه وهذا الذي ينطبق على الوضع الحالي العبثي وما عادت اكثر الأحزاب السياسية تهمها مصلحة الشعب في هذا الظرف الدقيق بقدر ما يهمها التموقع داخل الساحة السياسية بكل السبل يتطاحنون فيما بينهم،و نجدهم  أمام صراع الأشخاص كل شيء فيه مباح المهم هو كرسي وشحذ الألسنة للمشادات والسجالات و أصبحت كالسفينة في وسط العواصف، فقدت بوصلتها.. وكسرت مجاديفها وتاه ربانها، وهو ما أغرى طلاب الفوضى، وشجعهم على كسر حاجز الخوف، وعدم الرهبة من السلطة التي أرخت زمامها في المواجهة وحيث تتصارع القوى السياسية من اجل المكاسب فتجعلنهم يعيشون داخل شرنقتها و امام عبث سياسي و صراع شرس بين قوى راكمت في السنوات الماضية كل وسائل الحكم وجبالا من الامتيازات من جهة، وشعب من جهة اخرى مغلوب على امره يحاول باستماتة الغريق اخراج رأسه من تحت الماء و لا يجد من يمثله حقاً ومن يعبر بجدية عن مشاعره وبصدق عن معاناته المتراكمة ويساعده على رسم مستقبل واعد له ولابنائه .

لابد و من الواجب مراجعة الحسابات ولان العقول السياسية الوطنية يتحتم عليها ان تساهم في تكوين الإرادة السياسية لدى الشعب في كافة مجالات الحياة العامة، وذلك بتأثيرها بوجه خاص في تشكيل الرأي العام، والقيام بنشر الثقافة السياسية وتعميقها، وتشجيع المشاركة الفعالة للمواطنين في الحياة السياسية، وتنشئة مواطنين قادرين على تولي المسؤولية العامة وانقاذ العراق الجريح يدفع الجميع التخلي عن العبث السياسي الذي يهدد دعائمه بالفشل والجلطة القلبية والدماغية، و يراد تحويله إلى عبث اقتصادي هدام وخطير كما هي في التقارب الاقتصادي والسياسي مع مصر والاردن والتي يعقد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي عليها الامال في نجاته من المخمصة وهما دولتان ليس لهما مكان من الاعراب في المعايير الاقتصادية والسياسية ولم يقفا مع العراق في اي مرحلة من المراحل لصالحه بل كانتا بوابتان للشر عليه وما معنى أن يتلاعب  البعض في مجلس النواب بالدولار أمام حركة السوق وتحديده في الموازنة العامة وفق مايريده والسياسة العبثية الداخلي و الخارجي التي تنهش فيه و التعامل بالمقايضات التجارية على حساب المواطن ..

الوضع مأزوم في البلد ويزداد سوءاً يوماً بعد يوم ويغرق شيئا فشيئا في أزماته وكل مافيه خلال اكثر من  خمسون عاماً الماضية ، 35 عاماً من التعاسة في ظل نظام البعث ، و 18 عام بعد سقوط نظامه كان اتعس ، و مستقبل مجهول.. لم تستطع  او لا تريد أن تخرج البلاد من مشاكلها المزمنة من فقر و بطالة و نقص في التجهيزات و المستشفيات و المدارس و المساكن ووضع إجتماعي خطير و العواقب ستكون وخيمة على الجميع ، إذ يتطلب في هذا الظرف الإستثنائي من  القوى السياسية " الوطنية  "رسم خطط جديدة بعقول نيرة و إعادة حساباتهم ، من خلال مراجعة المسيرة للسنوات 18 الماضية والفشل الكبير الذي لازمها لكي يتسنى معرفة الاخقاقات ووضع الحلول التي تتفق مع المرحلة التي يعيشها الوطن وابنائه، لا مع مصالح الكتل والمجموعات السياسية المتسلطة على الرقاب.

إن التفكير ولو للحظة  في المشهد السياسي العراقي واحتقانه وما فيه من توتر يحتمل الدخول في متاهات قد تدفع بالبلاد إلى ما لا يحمد عقباه و المطلوب و بأسرع وقت ممكن للوحدة الوطنية الحقيقية لا العبثية  والتكاتف بين الجميع وترك الخلافات والمناكفات جانباً لتجاوز الظروف الصعبة التي يعيش عليها وما يزال يمر بتعقيدات وصعوبات و البلاد في احرج الظروف من أي وقت مضى يحتاج الى معالجات سياسة واقتصادية واجتماعية من أجل الخروج إلى بر الأمان بيسر وسهولة ،و لا يمكن للحوكمة والسياسة العقلانية أن تتحققا دون دولة العقد الاجتماعي و الوطني المعبرين عن كل الاطياف والمكونات بعيداً عن أية سياسة عبثية إقصائية فاسدة لان العراق يمر بمخاض سياسي عسير يضع الجميع أمام مختلف التجارب المناسبة  لاتخاذها في سبيل الخروج من عنق الزجاجة وتعتبر الخروج من العبثية السياسية  التي تتئبطها الأطراف السياسية في الساحة هي من أهم الاسباب التي يجب أن يبتعد عنها  الساسة في الوقت الحالي و ينبغي خلق الانسجام وتوافق بين مختلف القوى السياسية الحقيقية الحريصة على بناء الوطن والقبول بالآخر بما يعطي فسحة للخروج  من أزماته ومعاناته إلاجتماعية الخطيرة وإلا العواقب ستكون وخيمة على الجميع و إذ يتطلب في هذا الظرف الصعب من القوى السياسية رسم خطط جديدة وبعقول جديدة غير مستهلكة في إعادة حساباتهم ، من خلال مراجعة المسيرة للسنوات 18 الماضية والفشل الكبير الذي لازمهم لكي يتسنى معرفة الاخقاقات .

ان من هم االمظاهر العبثية الاولى تتمثل باثارة النعرات الطائفية  والانتماءات الضيقة والتكتلات التي لا توصل البلد الى شاطئ الامان ، والتي تشكل تهديداً خطيراً للتماسك المجتمعي، وتؤدي الى زعزعة وحدة الوطن، حيث ان هذا النوع من التعامل يجد له مكان  في احيانا كثيرة عند شريحة ليست بالقليلة في ظل ضعف الانتماء الوطني و انهم يموتون ألف مرة ومرة في اليوم جزاء ما اقترفوه في حق أنفسهم ووطنهم في ظل الابتعاد عن مناهج التربية الوطنية السليمة القائمة على اصول تربوية بعيدة عن اثارة الخلافات بل ترسيخ مبادئ الالفة والمحبة  وبعيداً عن التزلف والنفاق، واتقان العمل وحسن الانجاز و تقليل اشكاليات التعصب المقيت الذي يلحق الضرر بالمجتمع ومستقبله، وتكمن الخطورة في هذا النوع من العبث عندما يظهر التعصب في سلوك بعض رجال السياسة والمسؤولين  ويكون احيانا برعاية بعض من يحسبهم الناس انهم من الكبار جسماً ولكن فارغين من حكمة العقل وعدم تمرس بعض النماذج " السياسية " التي رغم طول عملها في العملية السياسية لم تمر بمرحلة الانضاج والتكوين السياسي المؤهل مما تشكل خطرا داهما يهدد وحدته الوطنية وهويته الثقافية، وجذوره التاريخية، وهي لا تتورع عن التعامل مع اي جهة تهدف الى اثارة الفوضى والقلق وانعاش الفوضى الخلاقة حتى تضعف الدولة ويسهل قيادتها، وتدفع لهدم الوطن، وتفتيته بشراء الذمم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك