📌🖊غدير التميمي ||
أنّ المحيط والمجتمع الذي يعيش فيه الإنسان، كان ولا يزال عاملاً مهمّاً في تكوين وصياغة شخصية الإنسان، وأخلاقه ومؤثّراً فيها، وإن كان الأمر ليس على وجه الجَبر، وبناءاً على ذلك فإنّ تطهير أجواء المحيط الإجتماعي من أهم العوامل لتهذيب الأخلاق وتربية الملكات الفاضلة في المحتوى الداخلي للإنسان.
وإذا لم يستطع أنّ يغيّر الإنسان من أجواء المحيط شيئاً، فيجب عليه أن يُهاجر ويترك ذلك المحيط الغارق في الزّيغ والضّلالة، وكما أنّ الإنسان، وعندما تتعرض حياته المادية للخطر، يتحرك من موقع الإبتعاد والهجرة من أرضه، فكذلك عليه أن يُهاجر منها، عندما تتعرض قِيمَهُ الأخلاقيّة وحياته المعنويّة، التي هي أهم من حياته الماديّة، للخطر...،
ولا ينبغي أن يتذرّع بأنواع الحجج والأعذار، ليبقى فيها بحجّة أنّها أرضي وأرضَ آبائي...، وغير ذلك من الأعذار والتّبريرات الواهية، ويستسلم لعناصر التّلوث والإنحراف التي تؤثر عليه وعلى أولاده، في الدائرة السّلبية ولا يهاجر منها؟
فيتوجب على جميع علماء الأخلاق، أن يتحركوا في عمليّة التربية، لغرض إحياء الفضائل الأخلاقية، وتفعيل عناصر الخير والإيمان، من خلال إصلاح المحيط والمجتمع، وبدون ذلك، فإنّ السّعي الفردي والآني في هذا الخط، سيكون أثره ضعيفاً في حركة التّربية والتّهذيب.
https://telegram.me/buratha