عيسى السيد جعفر ||
لعل من أعظم البلاءات التي ابتليت بها العملية السياسية هو صفة الغباء في معالجة القضايا، سيما المعقدة منها، وقديما قيل : يريد الأحمق أن ينفع فيضر، فكانت أضرار سياسة الغباء في المعالجة عندنا أكثر من تحتمل، وإذا شئنا تقديم مثال على الغباء السياسي فليس أقله إجراء إنتخابات مجالس المحافظات ومجلس النواب على دفعتين يفصل بينهما سنتين، فقد كان الغرض هو "فسحة" من الوقت تجعل مفوضية الأنتخابات تتصرف على راحتها لتنظيم إنتخابات تتوفر مخرجاتها على الحد المقبول من المعايير.
لكن النتيجة أن الفاصل الزمني بين العمليتيتن أوجد مجالس محافظات ومجلس نواب وحكومة غير منسجمة مع بعضها! فالحكومة بنيت على مبدأ التوافق السياسي ، فيما مجالس المحافظات تركت لحسابات القوة الإنتخابية الميدانية.
هذا يعني أن مجالس المحافظات أكثر تمثيلا للشعب من الحكومة ومجلس النواب..وتلك مفارقة أن يكون "المحلي" منسجم مع نفسه ، فيما "الوطني" صريع الأختلافات التي ما لبثت أن تفجرت الى خلافات كما هو حاصل الآن بين الكتل السياسية..
من نتائج تلك المفارقة أن يحصل تنافرواضح وكبير بين مجالس المحافظات والحكومة، إنعكس على التخصيصات المالية للمحافظات، كما أنعكس على الخدمات المقدمة لمواطني المحافظات..وبدت الصورة أن الحكومة المركزية بعيدة جدا عن المحافظات...
تلك معظلة لن تحل إلا بإجراء إنتخابات مجالس المحافظات ومجلس النواب دفعة واحدة ، لنشهد بعدها حدا مقبولا من الأنسجام...
https://telegram.me/buratha