✍🏻 عبدالملك سام ||
تآمروا على القضية الفلسطينية ، وهاهي الأفاعي تلدغ بعضها .. بعضهم تآمر بدافع الخوف من أمريكا ، أما البعض الآخر فقد تآمر لأنه يريد ذلك من صميم قلبه ، فهو إما يفعل ذلك حفاظا على تراثه الأسري الخفي المرتبط باليهود ، أو بسبب ضعفه وظنا منه أنهم بهذا يحافظون على "عروشهم وكروشهم" كما قال ذات مرة المتحدث باسم السياسة الخارجية الإسرائيلي باللغة العربية الفصحى بعد أن قال بأنهم "سيحضرون" مؤتمر صفقة القرن "وهم صاغرون"
لا أذكر بالضبط من الذي قال أن القضية الفلسطينية رافعة وخافضة ، وأعتقد أنه الراحل محمد حسنين هيكل ، ولكن ما يحدث ينبئ على صحة هذه العبارة ؛ فكل من جعل فلسطين نصب عينية كقضية مركزية للأمة نراه وهو يعلو مقاما وقوة ، والعكس صحيح ، وتلك الأنظمة التي التزمت الصمت أو تآمرت على القضية الفلسطينية نراها تتخبط وتهوي كلما أزدات بعدا عن فلسطين والقدس .
ما يحدث في الأردن هو أحد صور هذا التضعضع ، فهذه ليست المرة الأولى التي تتورط فيه أنظمة العمالة بمحاولات زعزعة أنظمة حكم المفترض أنها حليفة أو مرتبطة بمعسكر الشر الصهيوني ، فقد حصل هذا سابقا في المغرب ومصر ولبنان وعمان وغيرها . نجحت بعض هذه المؤامرات في تحقيق أهدافها ، وفشل بعضها الآخر ، والمشكلة أن هؤلاء لا يتعظون ! بل نراهم يرتمون أكثر في حضن العدو الصهيوني أكثر بعد أن ضاعت البوصلة ، وما عادوا يستطيعون التفريق بين الصديق والعدو !
اليوم ألقت أمريكا بالطعم للإخوان مجددا ليكونوا يدها في تنفيذ الإنقلاب على النظام الأردني ، وهو إنقلاب قد يكون السبب فيه هو تأديب الملك الأردني الذي أظهر خضوعا أقل من النظامين السعودي والإماراتي ، أو ربما أن المرحلة تتطلب أقصاءه لأنه بات عاجزا عن تقديم المزيد من التنازلات ، أو أي سبب آخر . لكن المثير للدهشة والشفقة هو أن هذا النظام فاجأنا بأن رمى بنفسه في أحضان الأمريكيين هربا من الإخوان ، والذين بدورهم لم يتعلموا شيئا مما جرى لهم سابقا على أيدي الأمريكيين ، فمصيرهم ما كان ليكون أفضل مما حصل معهم في مصر بالأمس القريب
هذا التخبط هو السمة الرئيسية لكل أولئك الحمقى الذين ظنوا بأن لجوئهم وتقربهم من أعداء أمتهم يمكن أن يحميهم من عقاب الله وينجون بفعلتهم ! وللأسف ، لا شيء قادر على جعل هؤلاء يبصرون إلى حقيقة موقفهم وما سيؤول اليه مصيرهم ، وسواء نجى النظام الأردني من الإخوان ليسقط بيد الأمريكان ، أو نجح الإخوان في أزاحته ليأتي الأمريكان فيما بعد بمن يزيحهم ، فكل الطرق تقود إلى ذات المصير ، وسيدخل الأردن في دوامة لن ينجو منها إلا بوعي الشعب العربي المسلم هناك ، ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين.
https://telegram.me/buratha