عيسى السيد جعفر ||
زمن المؤرخين الذين لا يكتبون إلا تواريخ السلاطين قد ولى، والطبالين من الكتاب والمهرجين الذين نصبتهم أنظمة القهر والإذلال العربي على صحائفنا، يبدو أن وقتهم قد أفل أو على وشك الأفول..
اليوم نحن في عصر جديد لسنا كما كنا قبل عشر سنوات، قبل عشر سنوات كنا أذا أردنا أن نخبر أحد بأمر ما نرسل رسالة تصل بعد أربعة أيام، اليوم ولدي "جعفر" له أصدقاء بهاتفهم في أستراليا وفي كرواتيا ، ويرطن معهم بلغة لا أعرفها، قال لي مرة أنها لغة الديجتال.
أنا رباني أبي ، هو ربيته أنا لكن شاركني تربيته كائن لوحي صغير أسمه الكومبيوتر، حفيدي لن يربيه "جعفر"، بل سيربيه كائن لم يولد بعد ولا يعرفه أي منا أنا أو جعفر..!
غدا سيكون من الصعب جدا تزييف الوعي، لأن أولادنا أكثر وعيا منا، وأحفادنا سيكونون عباقرة، وسيصبح عسيرا أن يزيف التاريخ وتنمق الجرائم والمذلات مجاملة لأصحاب الفخامة والسيادة أو خوفا من دبابة قائد عسكري أرعن...
غدا ربما ستكون الحكومات أيضا ديجتال، وسوف لن نحتاج إلى حكام وجيوش وقيادات عمليات!! غدا سيكون غد وليس مستنسخا من الأمس كاليوم، لكن المشكلة هنا في بغداد أن بعض ساستنا لازالوا يحاولون استنساخ عقلية الأنظمة العربية التي تحيى في عصر القرون الوسطى أو في الأربعينيات والخمسينيات أو حتى الثمانينات، ونسوا أن الشعوب التي كانت تحت سلطة تلك الأنظمة قد فنت، ولكن رحمها بقي منتجا ولودا فأولد جيل جديد من الرؤؤس لم يعد يهم أن تقطع أو أن تقطف أعمارها وان لم تكن بعد قد أينعت...
جيل اليوم عنفواني جدا يا سادة قد يصرخ في وجه من كان ولا يبالي إن هدده عمه أو أباه...
جيل اليوم متمرد جدا منذ الطفولة, مستقل جدا, قد يعرض حتى عمن والاه...
https://telegram.me/buratha