المقالات

 ماذا يعني يوم 9-4-2003 للعراق والعراقيين ؟!

1507 2021-04-11

 

مهدي المولى ||

 

  في هذا اليوم انتقل العراق والعراقيين من العبودية الى الحرية أي من النار الى الجنة  في هذا ولد العراق الحر  وشعر العراقي الحر إنه إنسان  إنه عراقي   وإن العراق ملكه وليس ملك فرد  عائلة عشيرة  قرية.

منذ استشهاد الإمام علي   وهزيمة العراقيين في معركة صفين أمام الفئة الباغية  والعراقيون  ينتقلون من يد طاغية الى يد طاغية  حتى يوم 9-4- 2003  يوم قبر آخر طغاة الفئة الباغية  صدام في العراق.

في هذا اليوم شعر العراقي وخاصة الشيعي إنه إنسان   حر  أنه عراقي  يملك وطن  وشرف بعد إن كان مطعون مشكوك في إنسانيته في أصله في شرفه في دينه  في أخلاقه كان موضع سخرية من قبل عناصر الفئة الباغية من بدو الصحراء وأراذلهم   لا  يثقون به لأنهم أي الشيعة لا أصل لهم ولا شرف  هذه هي حالهم منذ احتلال الفئة الباغية  دولة آل سفيان  التي سلطت عميلها زياد    على العراق وحتى  دولة آل سعود  التي  سلطت صدام  على العراق والعراقيين  وكانت مهمتهم الوحيدة إذلال العراقيين وقهرهم  وهتك حرماتهم واغتصاب أعراضهم  وذبح روح الكرامة والعزة في نفوسهم   وفرض العبودية عليهم  وهكذا  استمر  هذا الوضع حتى يوم 9 – 4 – 2003  في هذا   اليوم تحرر العراقي  وشعر إنه  إنسان حر وعراقي فكان    الشيعي وكل عراقي حر  قبل ذلك اليوم  مجرد عبد ذليل مطعون في إنسانيته في عراقيته  في دينه في شرفه في نسبه في أخلاقه   فكان الطاغية المقبور صدام   يعتبر الشيعة  مجموعة العبيد أسرهم جده لا ندري أي جد وأتى بهم مع الجاموس وأسكنهم  في  أهوار  الجنوب  لم يقل  لنا ما اسم هذا البلد  وأتهم  رجال الشيعة بعدم الغيرة   ويمارسون الجنس مع محارمهم ونسائهم لا يملكن شرف ولا كرامة والدليل أنهن يرفعن ثيابهن  الى صدورهن     وغيرها من السلبيات   رغم أن الشيعة في العراق نسبتهم أكثر من سبعين بالمائة وأن نسبتهم في العراق  أكثر من 90 بالمائة من نسبة العرب في العراق  ليس هذا بل ان جنود صدام وشرطة صدام   وعناصر حزبه العنصري الفاشي  لكنه لم ولن يسمح  للشيعي  الدراسة في كليات الشرطة الجيش  الطيران العسكري  الأركان  إلا  إذا أقر أنه عبد ومثل هؤلاء أقلية قليلة  لا تأثير لهم ولا يملكون إي مسئولية  هل تعلمون ان  عدد  أعضاء حزب البعث  في مدينة الثورة أكثر من أعضاء حزب البعث في الأنبار صلاح الدين والموصل ومع ذلك لا تجد  أمين سر فرقة شعبة لأنهم لا يثقون بالشيعي  لأنه فارسي مجوسي  حتى لو تنازل عن شرفه وكرامته وأقر أنه  عبد  قن لصدام وزمرته .

لهذا أدعوا كل شيعي وكل عراقي حر يعتز ويفتخر  بإنسانيته بعراقيته  ان يعتبر يوم 9-4- 2003  يوم ولادة  العراق الحر ان يعتبر  هذا اليوم  عيدا وطنيا  من أهم الأعياد وأقدسها وأجلها   لأن العراقي في هذا اليوم أصبح حرا عراقي ‘نسان.

في هذا اليوم تحرر عقل الإنسان  العراقي من أغلال العبودية وأصبحت كلمته حرة وصاحب الكلمة الحرة  يعني  محب للحياة والإنسان يعني إنسان  صالح يعني يريد الخير  لهذا كانت صرخة الإمام الحسين في يوم  كربلاء  التي وجهها لأنصاره ولأعدائه كونوا أحرارا في دنياكم لم يطلب منهم  ان يكونوا معه وضد عدوه   لم يهددهم  بالموت والنار ولا يغريهم بالمال والجنة  بل طلب منهم  أن يكونوا أحرار.

لأن الحر لا يخون ولا يغدر ولا يظلم ولا يفسد فهذه من طبيعة  العبيد فقط في كل التاريخ.

المؤسف والمؤلم ان العراقيين بشكل عام والشيعة  بشكل خاص غير مؤهلين  غير مهيئين  للمرحلة الجديدة  لمرحلة الحرية  لمرحلة  الديمقراطية والتعددية الفكرية والإنسانية لمرحلة استخدام العقل  للخروج من مرحلة الحيوان  والدخول الى مرحلة الإنسان فقديما قيل أن الحيوان يستخدم  الأيدي أسنانه  أظافره في حل ما يواجهه من مشاكل ومعانات إما  الإنسان فيستخدم عقله.

 المؤسف ان هذا الانتقال المفاجئ من مرحلة العبودية   التي هي دون مرحلة الحيوان  الى الحرية بدون تهيئة جعلنا نستخدم قيم وعادات مرحلة العبودية الحيوانية في مرحلة  الحرية  الإنسانية وكانت النتائج أكثر سوءا  من مرحلة الطاغية صدام.

ومع ذلك أشعر بالراحة  بأننا بدأنا  التهيئة بدأنا العوم ومن الطبيعي بمرور الزمن سنتهيأ  للمرحلة الجديد ونتعلم العوم وسنبدع في هذا المجال  .

كان من الممكن  يبدأ السير في طريق الحرية  وإلغاء العبودية في بداية القرن العشرين خلال دخول  قيام القوات الإنكليزية  بتحرير العراق  من ظلام وعبودية خلافة آل عثمان   وبناء  عراق الحق  لكن  جهل وتخلف  شيوخ العشائر وبعض رجال الدين الذين لا يهمهم إلا مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية   الذين يرون في العبودية والظلام العثماني الوحشي يضمن لهم تلك المصالح والمنافع  لهذا قرروا الثورة على النور والحرية بحجة طرد المحتل   مما دفع  القوات الانكليزية الى تأسيس عراق الباطل  الى الاعتماد على العناصر  المعروفة بحقدها وعدائها للشيعة من الذين كانوا يخدمون ظلام وعبودية آل عثمان  في تأسيس  العراق الباطل   من خلال حرمان الشيعة في العراق من عراقيتهم  فالشيعي مشكوك مطعون في شرفه في عراقيته في إنسانيته في نسبه  في دينه لهذا لا يثق به لهذا  رفع الطاغية صدام بتحريض من قبل آل سعود شعار لا شيعة بعد اليوم  الذي بدأ بذبح الشيعة في العراق وتدمير وطنهم العراق بحربه المجنونة على إيران بتمويل ودعم من قبل آل سعود فذبح أكثر من مليون عراقي وأكثر من مليون عراقي دفنهم أحياء في مقابر جماعية وتهجير أكثر من مليوني شيعي بحجة إنهم فرس مجوس رغم إن  الشيعة في العراق  نسبتهم حوالي 70 بالمائة من نفوس العراق .

  في يوم 9-4-2003   أزيل عراق الباطل وحل محله عراق الحق  أي اصبح العراق للعراقيين لا شك  ان هذا التغيير لا يرضي العبيد  وأعداء الحياة والإنسان لا يرضي آل سعود وآل نهيان وكلابهم الوهابية لا يرضي   أنصار آل عثمان  ومغولهم لا يرض  أنصار ومؤيدي عراق الباطل   جحوش وعبيد صدام في العراق لا يرضي سادتهم آل صهيون   لهذا  تقاربوا وتحالفوا وتوحدوا وقرروا إعلان الحرب على العراقيين من أجل إلغاء عراق الحق الذي تأسس بعد  2003 وإعادة عراق الباطل  الذي تأسس  في عام 1921.

الله كم يتحمل  شيوخ العشائر ورجال الدين الذين ساهموا بجريمة العشرين التي سموها ثورة العشرين من هدر للدماء   وقمع واضطهاد وعدم عدل ومساواة للعراقيين بشكل عام وللشيعة بشكل خاص نتيجة لتلك الجريمة.

الغريب  حتى بعد  تحرير العراق في 9-4-2003 وتأسيس عراق الحق وإزالة عراق الباطل  وأعيد العراق الى أهله العراقيين جميعا ظهر جهلة وثيران  وزبالة الشيعة وعبيد صدام المحسوبين على الشيعة يدعون الى الثورة بحجة طرد المحتل.

لولا  حكمة وشجاعة   المرجعية الدينية الرشيدة مرجعية الإمام السيستاني وأنصاره ومحبيه من العراقيين الأحرار ووليد المرجعية المقدس  الحشد الشعبي  لتمكن أعداء العراق من إزالة  عراق الحق والعودة الى عراق الباطل.

لا يعني أن أمريكا  كان هدفها  إلغاء عراق الباطل وإقامة عراق الهدف لكن الإطاحة بنظام الطاغية صدام أي عراق الباطل تأسس عراق الحق تنازلا لرغبة الشعب العراقي وخاصة الشيعة حتى تتمكن من تحقيق أهدافها في العراق والمنطقة  وعندما ترى هذه الرغبات اي رغبات الشعب تتعارض مع أهدافها من الطبيعي  ستتحرك بقوة الى إلغاء عراق  الحق والعودة الى عراق الباطل.

لهذا  على كل عراقي حر يعتز بعراقيته بإنسانيته وخاصة الشيعة  أن يحمي عراق الحق بقوة ويدافع عنه بكل ما يملك من أمكانية وقدرة    وإلا لن تقوم لكم قائمة

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك