🖋 قاسم سلمان العبودي ||
أدركت دول العالم بأجمعها ، على أن الجمهورية الأسلامية الأيرانية تحيك قادتها ، مثلما تحوك سجادها الذي أبهر العالم كله . هناك بناءاً يبتدأ بصناعة رجال دولة ، ولا ينتهي ، وما النجاح المتسلسل ألا دليل على مانقول . كان مخطط لهذه الدولة المحمدية الأصيلة ، أن تكون في قاع دول العالم الثالث أو حتى الرابع . لكن حنكة القائد المؤسس الذي أرسى دعائم الدولة ، ووضع حجر الزاوية في مكانه الصحيح ، لذا كان أنجاب القادة وصناعتهم هو القاعدة وما عدا ذلك هو الأستثناء .
اليوم الجمهورية الأسلامية تضع نفسها بكل فخر وأعتزاز بمصاف الدول الكبرى . رغم الحصار الذي رسم على أنه يفتك بعضد الدولة والشعب ، نرى أن الدولة تزاداد سمواً وأرتفاعاً ، والشعب يندك في قيادته التي تسير به وسط طوفان هادر . في الأمس القريب كان رئيس أمريكا الخاسر ترامب يزبد ويرعد من أجل أذلال الشعب الأيراني في أكبر وأطول قرار حصار جماعي على الشعب والدولة ، نرى اليوم أن القيادة الأمريكية تستجدي اللقاء مع القادة الأيرانيين من أجل لملمة ماتبقى من الأتفاق النووي مع المجموعة الأوربية . يوماً بعد آخر ينكشف زيف الأستكبار الأمريكي ، ويقابله أرساء ثقه من قبل دول العالم مع أيران التي تتسابق الدول الصناعية الكبرى من أجل أبرام الأتفاقيات الأقتصادية والأمنية والعسكرية معها وذلك لمصداقية الأدعاء و الثبات على الموقف ، بعكس الأدوات الخليجية التي تتحكم بها دوائر الأستكبار العالمي التي جعلت منها مصدراً للحلب المستمر والدائم .
هذا النجاح الكبير الذي تسطره الجمهورية في صناعة الهدف لم يأتي من فراغ . بل جاء من علم ودراية وتمسك بالثوابت الأسلامية التي جاء بها الخاتم صلوات الله عليه وآله الكرام . فعندما ذهب المفاوض الأيراني لتثبيت حقه في صناعة مشروع نووي لم يتعامل مع الآخر من منطلق الضعف والقوة ، او منطلق الكبير والصغير ، بل أنطلق من موضوع الأحقية البشرية في التمكن من الأرتقاء جنباً الى جنب الى من تقدم في الصناعات الكبرى ومن سبقه في هذا المضمار . الكل يعلم أن الغرب يحترم الثابت ، ويستصغر المتحرك المتلون الذي يوهم نفسه قبل الآخرين ، بأنه شيء ذو قيمة . لذا جاء الأعتراف من قبل مجموعة خمسة زائد واحد مع الجانب الأيراني أنطلاقاً من الثقه الكبيرة التي أبداها المفاوض الأيراني والتي أنعكست حتى على من جاءاً ناكراً لتلك الأحقية في أمتلاك أيران لمشروعها النووي المخصص للأغراض السلمية والتي تتماشى مع تعاليم الأسلام وفكره .
لقد أوصل المفاوض الأيراني حثييات الأسلام الى دول الغرب وفق نظرية ولاية الفقيه المباركة التي تزن الأعمال بميزان التكليف الشرعي ، والذي هو بأصله أخلاقي في المقام الأول ، بالعكس من تلك الدول التي تدعي الأسلام ، وتسَير أمورها وفق نظرية المنشار وتقطيع الأوصال . نعتقد عندما توضع أيران في ميزان المقارنة مع مدعي الأسلام الآخرين ، نرى أن ترجيح الكفة ، وبحسب المنظور الغربي ، يميل للجانب الأيراني الذي سار واضحاً في منهاج محمد وآل محمد بأبهى صورة قدسية أسلامية عرفها التأريخ المعاصر . فلا غلو أن قلنا أن الأسلام اليوم يعاد الى الواجهة بصدقية القائد الذي عمل بدأب طوال سنين مضت من أجل أيصال رسالة الأسلام كما خطط خطط لها أن تكون بالضد من أدعى الأسلام بهتاناً وزورا .
عندما أستهدفت طائرات العدوان الأمريكي قادة النصر في بغداد ، أعلن قائد الثورة الأسلامية آية الله علي الخامنائي بأن الرد سيكون قاسيا . فهل أن قصف قواعد المحتل الأمريكي كانت تمثل ذلك الرد القاسي ؟ قطعاً لا . لأن الرد بأستهداف القواعد الأمريكية أنما كانت رسالة أيرانية ، بأنكم أيها الأمريكيون أرتكبتم حماقة كبرى ، وثمنها طردكم خارج بلدان الشرق الأقصى ، الذي تحاولون رسم مساراً أستكبارياً لأحتلاله ، بصنع أتفاقات مذلة بين دول المنطقة والكيان الصهيوني الغاصب . وربما نجح الأمر بتركيع بعض هذه الدول في أتفاق مخزي ، لكن الرسالة التي وصلت للجانب الأمريكي وقد قرأها بوضوح ، وأستشعر من خلالها قوة الجانب الأيراني وصلابته . الآن ومن خلال بعض الأدوات الأوربية ، تحاول واشنطن الضغط على الحكومة الأيرانية بأستقدامها مرغمة على التفاوض من خلال أصدار سلسلة عقوبات على بعض الشخصيات الأيرانية ، من قبل الأتحاد الأوربي ، في محاولة يائسة لجر الجانب الأيراني الى الأذعان . فما اللي حصل ؟ تم رفع نسبة التخصيب في المفاعلات النووية الأيرانية الى نسبة ٦٠ % ، مما أحرج الغرب كثيراً ، وجعل بلدان الشر تعيد القرار الى الخبراء الستراتيجيين لمعرفة آثار القرار الأيراني برفع تلك النسبة المرعبة للغرب . نقولها بضرس قاطع ، هذا هو الرد القاسي الذي قال عنه قائد الثورة والذي بدأ يتحقق شيئاً فشيئا برغم كل المؤامرات التي تحاك في دول الخليج للنيل من الشعب والدولة الأيرانية .
https://telegram.me/buratha