حسين فلسطين ||
ما معنى أنْ يكون حامل الشهادة عاطلاً عن العمل وما تفسير تزايد أعداد الخريجين دون أن يفكر المعنيين لأيجاد حلول ناجعة تنقذ مئات الآلاف منهم وما الغاية من الإهمال والتقصير الواضحين من قبل الحكومات الحالية و السابقة لشريحة تعتمد عليها البلدان المتطورة في رسم وتحديد مستقبلها بين بلدان العالم ؟
لا شك ان الشعور بالتهميش الاجتماعي والاقتصادي هو الشعور الوحيد الذي ينتاب هذه الشريحة المظلومة و أن ما ينجم عن هذا الشعور من أضرار اسرية واجتماعية ولد مشاكل كبيرة ومستعصية تنذر بكارثة لا تحمد عقباها خصوصاً وان الخريجون باتوا ينظرون لحالة الاهتمام المفرط بمن لا يستحق الاّ العقوبة وإنزال القصاص واجتثاثهم دون رحمة او خوف ويتسائلون بغضب عن مدى أحقية الارهابيين الدواعش والبعثيين بالتعويض ولماذا تقتل أحلامهم التي لا تتجاوز سقف الوظيفة ومرتب بسيط يعيلهم وعوائلهم التي تنتظر قطف ثمار عقدين من زمن الدراسة والتعليم !
وما بين انتظار وطموح الشباب المعتصم من أجل حقوقه ، وصراعهم مع وحش الفقر الذي مزق بمخالبه أحلامهم البريئة وبين التأمل في إيجاد الحلول ، ارتفعت نسب البطالة لأقصى معدلاتها لتصبح اضعاف ما كانت عليه في السنوات السابقة لتتجاوز ما نسبته (٤١%) ايّ بثلاثة اضعاف عن ما كانت عليه في أعوام ٢٠١٠ و٢٠١١ و ٢٠١٣ والتي كانت أقصى نسبها (١١%) ، فوجئ هؤلاء الشباب بتقصير حكومي واضح و اهمال نيابي من قبل من تبنى وأصر على تمرير الموازنة بفقرات وبنود كارثية فضلت من كان لهم يد في قتل طموحاتهم وتسببهم بكوارث أمنية واقتصادية عليهم لأكثر من نصف قرن من الزمن كان عنوانها الحروب والحصار الاقتصادي !؟
لازالت جموع المعتصمين من الشباب الخريجين تتسائل بحيرة عن سبب عدم إدراج مطالبهم البسيطة في ظل إصرار بعض الكتل تضمين فقرات تعويض ما يسمى ب"المغيبين" اضافة لإدراج ما يسمى بمكافئة نهاية الخدمة للاجهزة القمعية الصدامية التي طالما تسببت بأفقار العراق وقتل شبابه بمفخخاتهم التي مزقت أشلاء العراقيين كما مزقت مبالغ حروبهم وتعويضاتهم الاقتصاد العراقي الذي لا زال يعاني من اثر الديون التي كبل بها جراء مغامرات البعث وتحالفه الوهابي الذي دمر قطاعات الزراعة والصناعة و عطل بفعل فوضويته وارهابه الاستثمار والتنمية في العراق.
نعم فقد قتلت تعويضات "المغيبين والبعثيين" الدواعش احلام الشباب الخريجين كما قتلت مفخخاتهم وبنادقهم تلك الأمنيات التي ظلت أسيرة الطغيان الصدامي وارهابه ونزواته بفعل انبطاح المتبجحين بالانتصار الوهمي من الكتل التي قاتلت من أجل تمرير موازنة عوضت القتلة المتهمين بالإرهاب و هملت مطالب الخريج العراقي.
https://telegram.me/buratha