المقالات

نحو ديمقراطية بلا قيح بعثي..!

1458 2021-04-17

 

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com ||

 

مهما يقال من إعتراضات على العملية السياسية، التي ما تزال عجلتها تدور في العراق منذ ثمانية عشر عاما، إلا أن النتيجة تقول أن الديمقراطية يعاد بنائها كل مرة، وهذا هو ديدنها دائما وأبدا، وهذه علامة صحة وليست علامة مرضية كما يتصور بعضهم، فهي تتصرف كأفعى تغير جلدها كل سنة، إذ أن ما يصلح أمس لا يصلح لليوم، وما تعودناه اليوم سنرفضه غدا..وتلك هي لعبة الديمقراطية..

التغير المستمر الدائم في متبنيات الديمقراطية، وفي وشائلها وأدواتها وقوانينها وأنظمتها، هو الأوكسجين الجديد الذي سيخرجنا من غرفة الإنعاش معافين، متعافين من الجراح المبرحة للديمقراطية، ثم من قال أن الديمقراطية سمن على عسل؟! بل هي طريق شاق مملوء بالآلام وألاثام.

لككن للديثقراطية آثام، وإن من آثام الديمقراطية التي تخلف فينا جراحا عميقة، هي النماذج التي رضعت من قيح البعث حتى ارتوت، ومع ذلك وعبر قوانين العدالة الإنتقالية وإستثناءاتها، علينا ان نقبلهم ونتعاطى معهم بأريحية، على الرغم من أنهم لم يتوقفوا عن نفث سمومهم..

ثمة نماذج ما فتئت ترش الملح على جراحنا، يستغلون مساحة الحرية الواسعة، التي أتاحتها القوانين التي صممناها لينة رخوة، ليعبروا عن طائفيتهم وخستهم ودنائتم..

هم "كتاب" و"محللين سياسيين"، و"برلمانيين أيضا"، نعرفهم بسيمائهم، نعرفهم بأقوالهم وأفعالهم، تابعناهم بدقة، كل ما قالوه أو يقولونه مثبت لدينا.."لدينا" نحن الشعب أعني، الشعب الذي دفنوا نصفه في المقابر الجماعية، وبإنتظار أن يفور التنور، فإن سجلات الخطيئة هي ألأكثر فاعلية من سجلات المحاسن، مع القطع أن القوم ليس لديهم محاسن.!

 من المؤكد أن في هذا الوطن رجال شجعان، أبناء آبائهم من فراش الطهر، لا من ساعات العهر، هؤلاء  الشرفاء الآتين من صلب الحق والحقيقة، سيقضون مضاجع حثالات البعث.

هؤلاء الذين نعرفهم جيد؛ عملوا بلا هوادة، على إقلاق المستقبل وهدم بنيانه، عبر أثارة غبار الأعتصامات والأحتجاجات، والتي أريد منها الإلتفاف على إرادة العراقيين؛ بوسائل موبوءة بالشكوك، وبتحالف زنيم مع سماسرة الأصوات ومدمني الشمولية، هم أنفسهم دعاة الصهيو أمريكي سعو خليجي، تحت راية أصحاب اللحى التي لم يمسها ماء الوضوء، ومصاصي دم المواطن، يعملون بلا كلل على إعادة سيرة التاريخ، الى ما قبل التغيير النيساني في 2003 .

 المواطن العراقي المحمل بقوة حب الوطن، سيجبر كل عتل زنيم من هذه الهلمة المتشرنقة بالطائفية، أو المتسربلين بالعمالة للسفارة، على التراجع مكرهين، لأن الزمن وببساطة ليس زمنهم.

تتذكرون أنه وطيلة السنوات الثمانية عشر المنفرطة، كانت هناك أصوات لسياسيين من هذا النوع القذر، تهدد بالعنف وتهتف بمفرداته؛ كخيار لتحقيق الأهداف السياسية، بعض هؤلاء الساسة رؤساء لقوائم انتخابية، وبعضهم رؤساء كتل سياسية، بل أن واحد منهم على الأقل يحتل موقعا سياديا...!

لا نريد تقديم جرد بما قيل، كما لا نريد البحث في المضمر في الدواخل، فهؤلاء لم يبقوا شيئا مضمرا، فقد ترجموا ما قالوه وما هددوا به على أرض الواقع، هنا في بغداد والرمادي والموصل وكركوك وباقي مدن العراق الحبيبة...

ما فاه به نائب الغفلة ظافر العاني في تجمع برلماني عربي، مستعديا العرب على الدولة العراقية التي يأكل من لحم أكتافها، يأتي في ظل الوضع الذي يسبق بدء ماكنة الأنتخابات، وهو ما يجعلنا نتمسك برهاننا على جماهير شعبنا، واثقين من أنهم سيصنعون الفجر القادم الجديد، متكئين على تاريخ شعبنا البطولي وتجربته الجهادية، وواثقين أن هذا الشعب قادر على استرجاع الثقة التي كادت أن ترمى بعيدا بسياسة التدليس والتيئيس، التي أصبحت وسيلة للساسة، لتمرير ما يرومون من مخططات، لا تخدم إلا ذواتهم بمتطلباتها الرخيصة، فتصوروا أن الشمس تشرق لهم، مع الأسف الشديد من المغرب، عوض أن تشرق من الشرق ضدا على ناموس الله.. القادم الجديد هو المشروع العراقي، بقيادة الرجال الذين هزموا داعس والغبراء، وهو الشراكة السياسية الكاملة، لا المشاركة المهزوزة، شراكة الأخوة الأحبة لا بندية المتخاصمين.. شراكة لا مكان فيها للحاقدين والطائفيين..

كلام قبل السلام: «اللي تاكله إلعنز يطلعه الدبّاغ» ويروى في قصة هذا المثل «ان راعيا للمعز شاهد احداها تأكل قشر شجرة العفص العائد لصاحب المعز، فنقل الراعي الخبر لصاحبها. فقال له هذا القول فذهب مثلا ومعنى ذلك، ان قشر العفص يستعمل لدباغة الجلود، وان المعز متى ذبحت، أخذ جلدها للدباغ لدبغه بهذه القشرة، ولذا ستجازى بنوع ما اقترفت من جرم..!.

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك