حسين فلسطين ||
في ظل تحضيرات الكتل والأحزاب السياسية لخوض الانتخابات البرلمانية "المبكرة" المزمع اقامتها في تشرين الاول من ٢٠٢١ ، كثّف بعض قادة الأحزاب السياسية تحركاتهم لتشكيل تحالف سياسي انتخابي عابر للطائفية ، بشعارات يرى الجمهور الشيعي انها لا تتجاوز حدود إرضاء قوى إقليمية ودولية لكونها لاعباً مؤثراً في العملية السياسية التي فقدت هويتها خصوصاً ما بعد أحداث حزيران عام ٢٠١٤ ، فيما يرى القسم الآخر أن السعي لتشكيل هذه التحالفات صورة من صور الإفلاس الجماهيري للكتل الشيعية الداعية لتشكيل مثل هكذا تحالفات كونها خسرت قواعدها الشعبية في محافظات الوسط والجنوب نتيجة تذبذب أدائها السياسي ورمادية مواقفها اتجاه القضايا المهمة والحساسة كالسيادة والثروات .
أبرز شعارات تلك القوى تناغم إلى حد كبير ما تدعو إليه دول عربية واجنبية التي تخفي تحت طياتها الكثير من الأمور من ضمنها اضعاف ثم هيكلة الحشد الشعبي بعنوان القضاء على المليشيات والسيطرة على مؤسسات الدولة تحت عنوان نبذ اللادولة اضافة لألغاء الهوية السياسية الشيعية بعد الحكم عليها وبشكلاٍ رسمي بالفشل المطلق وهو ما قد يعرضها للأجتثاث وإن كان بصورة غير معلنة !
أن مجرد دعوة قوى شيعية لمثل هكذا تحالفات وفي هذا الوقت بالتحديد له مآخذ سلبية كثيرة أبرزها إعطاء صورة غير حقيقية عن الحالة السياسية الشيعية التي بعلاتها كانت حريصة على حفظ وديمومة العملية الديمقراطية ، فدعوتهم لتحالف عابر للطائفية يحمل الشيعة مسؤولية ١٨ عام من الطائفية السياسية وحتى المجتمعية سيما وأن الموضوع لم يرتقي لما يعبر عنه بالدعوة بل عملية استجداء سياسي لم يلقى إلى هذه اللحظة قبول الأطراف الكردية والسنية والتي لو قبلت فسوف تقبل بشروطها التي دائما ما تتسم بالاجحاف والظلم الذين يتحملاه الشيعة فقط !
أن نقدنا لهذه " الدعوة " ليس تعبيراً عن وقوفنا الى جانب الاصطفاف الطائفي والقومي كذلك لا يعني اننا بالضد من صياغة حالة وطنية عراقية ، بل اننا نعترض على آليات التحالف واطرافه خصوصاً وإن الشعب العراقي لا يثق بالطرف الداعي للتحالف كونه دائما ما يقدم التنازلات الأطراف الأخرى وهذا ما سجل عليه في مواقف سابقة كانت زمام الأمور بيده فماذا سيقدم من تنازلات خصوصاً بعد فقدانه كثير من عوامل قوته ؟
اضافة الى ان هذا الطرف وبحسب وجهة نظر غالبية المكون الشيعي وفعالياته الاجتماعية والعشائرية لا يمكن أن يكون ممثلاً حقيقياً لهم كونه غادر البيت السياسي الشيعي العقائدي بأرتدائه رداء فصلته ماكنة السياسية "السعودية" التي طالما اجادت خياطة الاحزمة الناسفة التي تسببت بأستشهاد اكثر من مليون مواطن شيعي وبالتالي فإن أي مبادرة تسلك طريق عُبد خليجياً فإنه طريق مظلم يرسم سيناريو انسلاخ شيعي يشتت شمل المكون ويبدد ثرواتهم بحسب وجهة نظر ملايين العراقيين الذين تضرروا كثيرا نتيجة الحرب التي قادتها أنظمة هذه الدول على العراق لأكثر من نصف قرن من الزمن.
أن إطلاق صفة الاستجداء على مريدي وأصحاب فكرة التحالف العابر للطائفية ليس من باب التجني كوننا لم نشهد من عقد التحالفات الهجينة ايّ ايجابية تذكر وهو ما سيؤدي لضياع حقوق المكون الأكبر في العراق وهو ما ينذر بتهديد الديمقراطية برمتها كونها ترتكز على قاعدة حكم الأغلبية بشرطها وشروطها وليس كما يراد منه الآن والذي لا يعبر الاّ عن حالة الإفلاس الشعبي لكتل وأحزاب شيعية خسرت قواعدها في الجنوب لتسعى لتعويض خسارتها من خلال عقد تحالفات مؤقتة مع أحزاب سياسية اخرى تضع شروط مالية وسلطوية تؤدي في نهاية المطاف لصناعة دكتاتوريات حزبوية تتحكم في الشهد العراقي برّمته
https://telegram.me/buratha