المقالات

ما كان للأحزاب يحبو..!

1917 2021-04-20

 

واثق الجابري ||

 

 معروف أن العمل السياسي والحزبي مرهون بالإنطلاق من تطلعات  الجماهير، لتتحول الأمنيات الى أهداف وغايات  وشعارات، وعمل حزبي وبرامج للوصول الى الغايات الأسمى، وكسب رضا الجماهير في خدمة الدولة وتحقيق مصالح على الأقل أغلبيتها.

 لم تترك الأحزاب العراقية سبيلاً إلاّ وجربته، وبأكثر  سلوك حزبي فئوي مناطقي طائفي، وتحدثت لنا عن " حب الوطن من الإيمان"

على هذه الشاكلة فأن الإيمان يعني أن " ما كان لله ينمو" والمفترض أن تتحول مراحل جنينية الدولة، الى النمو  والتقدم بالعمل المشترك وتراكم خبرات العمل السياسي، وإدارة الدولة وفق المتغيرات والتعامل مع المعطيات، بمخرجات لا تكلف المواطن عناء المطالبة، لتأتي الى بابه إحتاجاته لأنه إختار من ينوب عنه.

 ثمانية عشر عاماً من التجربة لو كانت فيها الأحزاب أجنة لوصلت الى قمة شبابها، ولكن بعضها شاخ قبل عمره الإفتراضي، وما زال يحبو في العمل السياسي ويدور في نفس الدائرة، وتلك الدولة الجنينية، ما تزال لا تعرف لغة تتحدث بها، نتيجة طبيعة النزاعات والصرعات والتصريحات والعمل المتقاطع، ومعظمهم ما يزال لا يعرف الإنتقال من مرحلة لأخرى ونشاط، وتطوير للأدوات؛ ثمانية عشر عام والمشكلات تتراكم ويضيق أفق الحلول، ويبدو أن الجنين ما يزال لا يفهم أبجديات الوطن في ظل الفوضى التي إختلفت عن مفهومه، وأهمية الدستور وأهمية المواطن، وما تزال الأحزاب تحبو لا تعرف لغة ذلك الوطن الذي  ضاعت عليه المفردات، ويعيش بين كم الأدوات التي يساء إستخدامها أو تترك مشلولة.

ما تزال الأحزاب تعمل بالمزايدات والمقايضات والحديث الإعلامي، وكسب الجمهور لتحقيق مكاسبها لا تحقيق مكتسبات له، وما تزال تتصارع في الظاهر، وتتفق في الباطن على أضعاف الدولة، ولا تشعر بالواقع المتغير، الذي يحتاج الى عقد إجتماعي وسياسي جديد، يتعامل مع المراحل وينتقل النظام السياسي، من الحبو الى القيام والحركة والعمل الفعلي، وما تزال كلما إقتربت الإنتخابات تعود الى مربعاتها الأولى، وتستخدم الطائفية والقومية والمناطقية والخدمات البلدية،  وتتحدث عن رفضها للطائفية والمحاصصة وهي منكمشة على نفسها لا تشكل تحالفات تعبر بها مراحل محترقة، حتى تتجاوز تفشي الفساد والدويلات العميقة التي تشيع الفوضى.

إن الأحزاب وكثير من القوى لم تنطلق من حب الوطن لتجعله إيمان ينمو، وعملها لذاتها لا يقبله الله والشعب والقانون والعدل الإجتماعي، وما ينمو قُتل بالمحاصصة الحزبية والهيئات الإقتصادية وقاد قادته  حاشية منتفعة أوهموا  قادتهم بحب الجماهير وأن أعمالهم مرضية، في حين أنهم اخفوا السياسة عن الجماهير، ليكون هؤلاء الحاشية في المنطقة الضبابية التي ضاع فيها الخيط الأبيض من الأسود، ولا يرى قادتهم كيف بين يوم وليلة أصبحوا من الأثرياء وأصحاب النفوذ، فيما لا يعرف الشعب من نهب الأموال وأين ضاعت الحقوق.

ما كان للأحزاب يحبو ولن يكبر، وسيصاب بالشلل والتكلس في مرحلته التي هو فيها، وسيصبح كائناً غريباً بين مجتمع  يعيش قفزات، من التحول والتطلع الى ملاحقة رَكب التطور، والأحرى بالقوى السياسية ترك تنمية الهويات الفرعية لإنماء الهوية والوطنية، وتقدير حاجة الدولة الى عقد سياسي وإجتماعي جديد، يعيد العملية السياسية الى سكتها وصوابها، بالتعامل الجدي مع المرحلة الحالية والمستقبلية بقراءة واقعية إستراتيجية، وإن  لم يكن الإيمان بالوطن هو حب وتضحية  تضع الشعب في مقدمة من يجني رفاهيته، والحب لغير الوطن كفر وإلحاد وطغيان، لأن الوطن إطار جامع لكل المكونات، ويمكن أن تتقارب القوى التي تؤمن بالإعتدال، مقابل فريق متشدد، ويكون التنافس على أساس منطلقات الوصول الى نضوج العمل السياسي، وليعرف الجمهور أيّ من الجهتين أقرب للوطن، ومن حقك أن تشكل حزباً، ولكن الحق الأهم أن يكون حزباً ينمو به الوطن.                                                                                                        

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك