بقلم منهل عبد الأمير المرشدي||
لا نأت بغريب او عجيب او بدعة حين نقول إننا نعيش في دولة الكذب والكذابين . لا أظن اني احتاج في كلامي هذا الى الدليل أو الأدلة أو الشهود أو الإثبات فقد تفشى لدينا وباء الكذب على جميع المستويات في القطاع الخاص وفي القطاع العام وفي القطاع المختلط . الكل يكذب على الكل إلا ما رحم ربي .
الدولة تكذب على المواطنين بإمتياز في كل شيء بالوعود والعقود والعهود والموجود واللاموجود والمواطنون يكذبون على الدولة التي لم تقدم لهم شيئا وتريد منهم كل شيء .
وليس هذا فحسب فالدولة تكذب على نفسها وعلى شعبها وعلى العالم أجمع وعلى سبيل المثال لا الحصر أعلنت الحكومة العراقية إنها اتفقت في جلسات التفاوض الأخيرة في الحوار مع الأمريكان على جدولة سحب القوات الأمريكية من العراق خلال الأشهر او السنة القادمة وصدّق الناس وصدقنا لكن قائد القوات الأمريكية الوسطى وفي معرض رده على سؤال من احد اعضاء مجلس النواب الأمريكي صرح إن القوات الأمريكية لا تنسحب من العراق وإن الحكومة العراقيىة هي التي طلبت منهم إبقاء القوات الأمريكية لمحاربة داعش !!! .
فتبين لنا إنهم يكذبون .
كما صرحوا لنا قبل عشر سنين انهم سيكفوننا في الكهرباء ويصدرونها لدول الجوار وتبين لنا انهم كذابون .
قالوا لنا انهم سينشؤون المجمعات السكنية بدلا من العشوائيات فكذبوا علينا وقالوا انهم سوف يبنون المدارس ويرتقوا بالتعليم فكذبوا وكذبوا وانهار التعليم بالعراق واصبح دكاكين تجارية لجامعات اهلية يملكها التجار ورؤساء الكتل السياسية .
قالوا انهم سينهضون بالواقع الصحي ويصلحوا ما فسد من المؤسسات الصحية فغدونا أسوأ بلدان العالم في الخدمات الصحية وجائت محرقة الموت في مستشفى ابن الخطيب لتثبت كذبهم ونفاقهم .
إنهم يكذبون علينا وعلى الله من دون خوف او حياء ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) . هم يعلمون ان الكذب صفة المنافق لكنهم يفتخرون انهم منافقين ويتفننون ويتبجحون ويبدعون في اشكال النفاق فيظهرون علينا بين ناصح ومرشد ومصلح وواعظ ووطني وعاقل ومتعقل ويعلمون ان الكذاب هو عدو الله ومن يعاديه الله يغدو عدو الناس جميعا . لقد جاء في الحديث الشريف ( وإيَّاكم والكذِبَ. فإنَّ الكذِبَ يهدي إلى الفجورِ.
وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النَّارِ. وما يزالُ الرَّجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ كذَّابًا.) لكن الكذب لدينا تحول كما هو الفساد الى ثقافة حياة لدينا بل ان الكذب تحول عند البعض الى طبيعة بالفطرة وهنا لا أقصد الجميع الا من يرى نفسه مصداقا لما اذكر فمن الطبيعي وللأسف ان يكذب الإبن على أبيه ويكذب الأب على أبنائه والجار يكذب على الجار والصديق على الصديق ويكذب المثقف على المثقف وما بعض ما نسمعه من تصريح هنا وتصريح هناك لبعض اشباه المثقفين في رأي حول قضية معينة في االشأن العام الا كذب ونفاق بل انك تجد بعضهم هو كل يوم في شأن فتراه اليوم يساريا وغدا يميني وبعد الغد بين بين مع احترامي لثلة من الأولين وقليل من الآخرين من اصحاب القلم النظيف والصوت الوطني الشريف .
أخيرا وليس آخرا اقول وانا بكامل قواي العقلية ربي أرحمنا والطف بنا واغفر لنا بعدما غدونا بين مطرقة الكورونا وسندان دولة الكذابين .
https://telegram.me/buratha