حسين فلسطين ||
تحت تأثير السياسة تفاجئ العراقيين ومنذ الاشهر الأولى لتشكيل حكومة الكاظمي بعديد من القرارات الخاصة بالمؤسسة الأمنية سواء على مستوى وزارة الداخلية او ما جرى على مستوى وزارة الدفاع .
تلك القرارات التي شكلت رفضاً شعبياً كبير خصوصاً فيما يتعلق بأقصاء مسؤول الاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع الفريق (سعد مزهر العلاق) و إبعاد قائد خلية الصقور الاستخباراتية (عبد الكريم البصري) مع ربط الخلية عملياتياً بالقائد العام للقوات المسلحة ، لم تكن بنظر المختصين الاّ قرارات سلبية أدت إلى زعزعة الوضع الأمني في العراق خصوصاً في مناطق بغداد وحزامها اضافة لعودة نشاط تنظيم داعش الإرهابي الذي بدأ بتكثيف عملياته الإرهابية في قلب العاصمة بغداد اضافة لتكرار هجماته على القوات الأمنية في ديالى والانبار وصلاح الدين وكركوك .وعلى ما يبدو أن ذاكرة الشعب العراقي تعود بين حين وآخر لاحداث إقصاء الشخصيتين تزامناً مع كل حدث إرهابي يقع في العراق.
وهذا ما يشكل حالة من الغضب والحزن الشديدين كون " البصري والعلاق " كانا يؤديان واجبايهما على أتم وجه مستغلين عامل الخبرة الكبيرة في التعامل مع المنظمات الإرهابية اضافة لما يمتلكانه من عقيدة وطنية خالصة ومنفردة ميزتهما شعبياً دون اللجوء إلى الظهور الإعلامي على الرغم من حالة النصب السياسي لهما خصوصاً من قبل كتل سياسية طالما كانت واجهة سياسية للتنظيمات الإرهابية !
وفي ظل تكرار الهجمات الإرهابية وما تتمتع به تلك التنظيمات من أريحية في التحرك والمطاولة في مناطق حزام بغداد ذات الأغلبية السنية ، لم تكن موجودة في ظل عملية الخنق الأمني الذي مورس سواء من قبل خلية الصقور بقيادة (ابو علي البصري) او من خلال عمل ما يفوق الحدود الذي العراقية الذي انتهجه (الفريق سعد العلاق) ، فإن عملية اعادتهما باتت ضرورة أمنية قصوى تؤمن حياة العراقيين الذين احرقت نار الإرهاب أجساد الملايين من ذويهم ، وهذا ما على الحكومة عمله دون النظر لأراء بعض الأحزاب كذلك الخروج من دائرة الضغوط التي تمارسها سفارات أجنبية في طليعتها سفارتي امريكا والكيان السعودي ، فالالتفاف الشعبي و إعادة الاستقرار الأمني اكثر ما يقرب الشعب لحكومة تراجعت عن قرار الابعاد من أجل امن العراق وسلامة اراضيه وحماية مقدساته وموارده !
شخصياً كل ما اتمناه هو تفكير الحكومة بهدوء تام وحكمة و أن تتمعن بخارطة حواضن الإرهاب كالطارمية التي شكلت عقدة أمنية لجميع أنحاء العراق والجلوس مع ذوي الخبرة ممن استنشقوا غبار معارك التحرير فهم الأكثر دراية ومعرفة في طبيعة المنطقة وتركيابتها وتعقيداتها للبدأ بأعادة ترتيب الأوراق ، فالطارمية قد كشرت عن انيابها في وقت حرج للغاية وأصبحت دون أدنى شك منطلقاً للهجمات الإرهابية الأخيرة خصوصاً تلك التي تستهدف بغداد بين فترة وأخرى.
وحقيقة الأمر وحسب ما نشاهده من خلال واقعنا الأمني في تلك المناطق خصوصا مع هجوم ليلة الأمس فإن تغييب (البصري) و (العلاق) تسبب في أن تكشر الطارمية عن أنياب الإرهاب مجدداً للمارسة المزيد من القتل والإرهاب ضد العزّل سواء من خلال مفخخاتها او رصاص الشر الذي يغدر ليلاً أجساد ابناء قواتنا الأمنية البطلة حشدنا الشعبي المقدس .
وبالتالي فإن العودة لتكليفهما والاستفادة من خزين الخبرة التي يتمتعان بها حاجة ملّحة تعجل من معالجة الوضع الأمني المربك وتصحح إلى حد كبير الخلل الذي حدث ويحدث الآن ، فهل سنشهد تراجعاً حكومياً عن القرارات الأخيرة في ظل التردي الأمني الكبير ؟
https://telegram.me/buratha