المقالات

نفحات قرآنية (١٨)


 

رياض البغدادي ||

 

مختصر تفسير الآيات ( ٤٥-٤٩ ) من سورة (المؤمنون)

بسم الله الرحمن الرحيم " ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ  (45)إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46) فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47) فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49)"

قوله تعالى "بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ " اختلفوا في الآيات فعن ابن عباس إنها الآيات التسع وهي العصا واليد والجراد والقُمَّل والضفادع والدم وانفلاق البحر والسنون والنقص من الثمرات وقيل ، بآياتنا أي بديننا ،فلو كان يقصد المعجزت فإن السلطان المبين أيضا معجز ، وهذا يلزم عطف الشيء على نفسه إلا إن الرازي يرد على ذلك بثلاثة وجوه :

الاول – ربما أريد بالسلطان المبين هو العصا لان أغلب المعجزات قد تعلق بها .

الثاني – يجوز أن يراد بالآيات تلك المعجزات نفسها والسلطان المبين ،كيفية دلالتها على الصدق .

الثالث – السلطان المبين هو إستيلاء موسى (ع) عليهم .

واعلم أن الآية تدل على إن معجزات موسى هي ذاتها معجزات هارون . ثم إن الله تعالى حكى عن صفات فرعون وقومه ثم ذكر شبهتهم ، فأما الصفة فكانت الإستكبار والأَنَفة وأنهم كانوا قوماً عالين، أي رفيعي الحال في إمور الدنيا .

وأما شبهتهم فهي قولهم " أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ " وهي مبنية على أمرين :

1. كونهم من البشر وقد تقدم الكلام عليه .

2. أنهم كانوا كالخدم والعبيد وإنما حسبهم عابدين ذلك راجع الى اعتقاده أن كل سكان مملكته هم بالضرورة عابدين له .

قوله تعالى " فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ " الإهلاك كان علة تكذيبهم فجاءت فاء التعقيب تدل على ذلك ،لأن الإهلاك لم يأتِ بعد التكذيب مباشرة .

وقوله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ) الضمير في لعلهم لا يمكن رجوعه الى فرعون لأن الكتاب إنما نزل بعد هلاك فرعون، فالضمير راجع الى موسى وقومه .

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك