حمزة مصطفى ||
في الزميلة "الصباح" كتب الصديق عبد الهادي مهودر الإثنين الماضي مقالا تحت عنوان "شاهد الفيديو وإبتسم" تناول فيه مقطعا لفيديو أجبره أن يستعين بصديق الأصدقاء غوغل. مهودر كتب "مورشيوس" وهي دولة أفريقية حديثة الإستقلال (1992) بينما كعك السيد لدينا نال إستقلاله عام 1906 أي قبل طرد الملك فيصل الأول من سوريا وتنصيبه بالعراق عام 1921. شربت حاج زبالة نال إستقلاله هو الآخر أوائل القرن الماضي أي قبل إستقلال مورسيوش بنحو 7 عقود من الزمن. لكن طبقا لمهودر "روحوا شوفوا مورشسيوس" اليوم. كما مر زميلنا "بدربه" على دولة أفريقية أخرى وقعت فيها قبل أزيد قليلا من عقدين من الزمن حرب أهلية راح ضحيتها أكثر من مليون قتيل وهي رواندا.
بالنسبة لنا دائما النموذج المقترح لما نتمناه أوربا. كلنا نحسد سويسرا والنمسا والسويد فضلا عن لندن وباريس وجنيف ولوكسمبورغ بوصفها نموذجا للحياة المدنية المتحضرة في كل شأن من الشؤون إن كان في التعليم أو الصحة أو الصناعة أو الزراعة بمن في ذلك زراعة الورود التي تتميز بها هولندا والحليب أحد أبرز منتجات نيوزيلندا. ونيوزيلندا هي الدولة الوحيدة في العالم التي يزيد عدد أبقارها على عدد سكانها. ففي هذه الدولة التي تتالف من مئات الجزر يبلغ عدد أبقارها 5 ملايين بقرة بينما نفوسها 4 ونصف مليون نسمة.
مع ذلك ونظرا لما باتت تفاجئنا به أفريقيا على صعيد ماباتت تحرزه بعض بلدانها من تقدم غير مسبوق فإننا لم نعد نجر حسرات على أوربا بل على أفريقيا. أفريقيا التي كانت بالنسبة لنا مجرد فقر وأيدز وأيبولا وذبابة تيسي تيسي وفيلة وأسود وخنازير باتت تجبرنا اليوم على مشاهدة فيديواتها ونبتسم مثلما سبق أن دعانا الدكتور طه جزاع في كتابه "إبتسم أنت في بغداد".
نزولا عند رغبة الصديقين مهودر وجزاع سوف أعرض عليهم بدل الفيديو الواحد "المخبوصة" به مورسيشوش عشرات الفيديوات " غير "المخبوصين" بها نحن. فالأمر بالنسبة لنا عادي جدا. بل أكثر من عادي. ماذا يعني حريق في مستشفى بسبب هيتر؟ لماذا نعمل "من الحبة هيتر قصدي قبة ". الحرائق يمكن أن تحصل في أي مكان. مازلت أتذكر إحدى مذيعات التلفزيون العراقي أيام الأسود والأبيض عندما ذاعت خبرا يقول "لقد شب حريق في مالي". المصيبة أيام ذاك لايوجد غوغل حتى نستعين به لكي نعرف معنى "مالي" الذي شب فيه الحريق. لكن الحمد الله دفع الله ماكان أعظم من التأويلات حين أخبرنا مثقفو ذاك الزمان أن مالي دولة أفريقية أيضا.
ياسبحان الله دائما أفريقيا فيها مفاجآت. ماذا يريد بعد مهودر وجزاع من فيديوات تموت ضحك وليس إبتسامة فقط. هل يريدون فيديو أحد أبطال الدكات العشائرية وهو "يدك" العدو من على همر تابعة للدولة؟. أم فيديو تشييع أحد شيوخ العشائر من داخل أحد المشافي التابعة للدولة بحيث تحول المستشفى الى جبهة قتال في إحدى معارك الطرف الأغر. أم الفيديو الذي يهوس فيه مجموعة من الشباب "عدنا طلابة ويه الدكتور". لو إستمريت راح يموت مهودر وجزاع من الضحك أما أنا راح أموت من ... اللطم.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha