🖋 قاسم سلمان العبودي
الكل يعلم أن الدين الأسلامي ، مر بمنعطفات كبيره جداً بعد السقيفة التي شكلت أقبح منعطف تأريخي في الحاضرة الأسلامية الاولى . تأريخ حفل بالمؤامرت التي أضعفته وأفرغته من محتواه المحمدي الأصيل . لذلك حاول البعض أنتاج دين أسلامي علماني ، والآخر أنتج دين أسلامي فارغ المحتوى ، سوى الأسم فقط .
من تخلف عن العهر التأريخي لتلك السقيفه المره سمي على مر التأريخ ( الشيعة ) . فكان الشيعة الأقلية المسلمة التي رفضت أن تبايع التأريخ على أن تستبدل حكام النبوة ، بالحكام الظلمة الذين زوروا الدين ظلماً وعدوانا . لذا عاش الشيعة المسلمون ، وعلى مر التأريخ حياة الأقصاء والتهميش ، حتى ذهب بعظهم الى تكفير تلك الثلة المؤمنة بقضايا الأمة الأسلامية . فكانت أحدى وأهم قضايا الأمة المعاصرة هي قضية فلسطين ، وقدسها المغتصب.
أنشغال المسلمين ببناء أمجاد زائفة ، لاسيما العرب منهم ، أذهب القدس التي خصها الله تعالى في محكم كتابه العزيز ، بأشاره واضحة لا لبس فيها . لكن حكام الجور الذين ذهبوا بحيائهم ، أذهبو القدس الى زوايا النسيان ، وتركو شعب فلسطين يواجه الصهيونية الغاصبة بصدور عارية ، ألا من الأيمان بعدالة قضيتهم .
لذلك عندما أطلق الأمام الخميني أعلى الله مقامه ندائه الكبير بجعل الجمعة الأخيرة ، يوماً عالمياً للقدس ، أنما لربط تلك المدينة المقدسة بقضايا الأمة المغيبة ، ومحاولة أزاحة ركام النسيان لذلك الشعب المغتصب حقه . هناك خطأ كبير لدى حكام الجور من الأعراب المتأسلمين ، بأعتبارهم هم قيمومة الدين الأسلامي ، وأن قضايا الأسلام تخصهم دون غيرهم ، وهذا فيه خطأ كبير قد أوقع شعوب العالم العربي في دوامة فقدان البصيرة ، التي ضيعت قضية فلسطين .
أطلاق الأمام الخميني ، الجمعة الأخيرة يوماً للقدس أعادة قضيتين رئيسيتين للوجدان الأسلامي ، والذي بدأ يفقد الأمل بعودة تلك المدينة المقدسة الى حاضرها الأسلامي .
القضية الأولى ، أنه صحح مفهوم التكفير للمسلمين الشيعة من قبل المدارس التكفيرية التي أنشئها حكام الجور ، بتبني قضية القدس ، وأزاحة مفردة التكفير عنهم ، بأعتبارهم الحركة المحورية لكتاب الله المجيد ، الذي أشارة لقدسية تلك المدينة المغتصبة من قبل الصهاينة ، فلا يمكن بأي حال من الأحوال ، أن يطالب كافر بتحرير مدينة لا تمت الى واقعه المذهبي بأية صلة . بمعنى عدم الأنطلاق من موضوع طائفي ، والجميع يعلم أن أغلبية سكان فلسطين من المسلمين السنة ، الذين حاولت السلطات على مر التأريخ ، أبعادهم عن أخوتهم المسلمين الشيعة ، تحت أس التكفير ، وألصاق التهم .
الأمر الآخر ، تمثل واضحاً ، بعودة مظلومية هذه البقعة المقدسة الى عالم الأمكان الوجداني ، بعد أن طواها النسيان ، وبعد أن سلم بعض الأعراب مفاتيح تلك المدينة على طبق التطبيع المخزي والمذل ، وتحفيز الشخصية المسلمة العابرة للجغرافية ، بالتحضير لعودة الأرض المغتصبة من خلال الأحداث الكبرى القادمة في المنطقة .
أذن ربط القدس بشهر رمضان ، الشهر الذي تتوحد فيه العبادة بين جميع المسلمين بكل مذاهبهم ، وبيوم الجمعة الذي يتفق فيه المسلمون بأجمعهم على أنه قاسم مشترك لمفهوم الأسلام ، هو ربط ذكي جداً ، وتوفيق ألهي محكم ، وخصوصاً أنه قد صدر من رجل دين شيعي أسلامي متقد البصيرة عابراً للمذهبية والقومية .
فضلاً عما ذكرنا ، فأن يوم القدس أعاد تلك المدينة الى ضمائر الأحرار حول العالم ، بفضح الأدعاء الصهيوني ، بيهودية البقعة المباركة ، التي أغتصبت أمام أنظار الحكام العرب وهوانهم المخزي ، الذي أذهب حيائهم أمام شعوبهم المستضعفة .
ما تحقق للقدس اليوم ، هو الأمل القائم بعودة تلك الأرض لأهلها المستضعفين ، الأمل الذي يعمل عليه محور المقاومة ، وقد أعطى دماء زاكيات من أجل عودة المقدسات الأسلامية الى حاضرتها المغيبة . سلام على من جعل للقدس يوماً تتباهى به أمام العالم ، وسلام على من بذل ، وسيبذل الدماء من أجل تحرير القدس وشعبها من نير العصابات الصهيونية الكافرة ، والخزي والعار سيلاحق المطبعين من أبناء السقيفة التي أذهبت ببصيرة المسلمين .
https://telegram.me/buratha