المقالات

للقدس بوصلة...ام بوصلتين؟ !

1445 2021-05-06

 

🖋  قاسم سلمان العبودي

 

الكل يعلم أن الدين الأسلامي ، مر بمنعطفات كبيره جداً بعد السقيفة التي شكلت أقبح منعطف تأريخي في الحاضرة الأسلامية الاولى . تأريخ حفل بالمؤامرت التي أضعفته وأفرغته من محتواه المحمدي الأصيل  . لذلك حاول البعض أنتاج دين أسلامي علماني ،  والآخر أنتج دين أسلامي فارغ المحتوى ، سوى الأسم فقط .

من تخلف عن العهر التأريخي لتلك السقيفه المره سمي على مر التأريخ ( الشيعة ) . فكان الشيعة الأقلية المسلمة التي رفضت أن تبايع التأريخ على أن تستبدل حكام النبوة ، بالحكام الظلمة الذين زوروا الدين ظلماً وعدوانا . لذا عاش الشيعة المسلمون ، وعلى مر التأريخ حياة الأقصاء والتهميش ، حتى ذهب بعظهم الى تكفير تلك الثلة المؤمنة بقضايا الأمة الأسلامية . فكانت أحدى وأهم قضايا الأمة المعاصرة هي قضية فلسطين ، وقدسها المغتصب.

أنشغال المسلمين ببناء أمجاد زائفة ، لاسيما العرب منهم ، أذهب القدس التي خصها الله تعالى في محكم كتابه العزيز ، بأشاره واضحة لا لبس فيها . لكن حكام الجور الذين ذهبوا بحيائهم ، أذهبو القدس الى زوايا النسيان ، وتركو شعب فلسطين يواجه الصهيونية الغاصبة بصدور عارية ، ألا من الأيمان بعدالة قضيتهم .

لذلك عندما أطلق الأمام الخميني أعلى الله مقامه ندائه الكبير بجعل الجمعة الأخيرة ، يوماً عالمياً للقدس ، أنما لربط تلك المدينة المقدسة بقضايا الأمة المغيبة ، ومحاولة أزاحة ركام النسيان لذلك الشعب المغتصب حقه . هناك خطأ كبير لدى حكام الجور من الأعراب المتأسلمين ، بأعتبارهم هم قيمومة الدين الأسلامي ، وأن قضايا الأسلام تخصهم دون غيرهم ، وهذا فيه خطأ كبير قد أوقع شعوب العالم العربي في دوامة فقدان البصيرة ، التي ضيعت قضية فلسطين .

أطلاق الأمام الخميني ، الجمعة الأخيرة يوماً للقدس أعادة قضيتين رئيسيتين للوجدان الأسلامي ، والذي بدأ يفقد الأمل بعودة تلك المدينة المقدسة الى حاضرها الأسلامي .

القضية الأولى ، أنه صحح مفهوم التكفير  للمسلمين الشيعة من قبل المدارس التكفيرية التي أنشئها حكام الجور ، بتبني قضية القدس ، وأزاحة مفردة التكفير عنهم ، بأعتبارهم الحركة المحورية لكتاب الله المجيد ، الذي أشارة لقدسية تلك المدينة المغتصبة من قبل الصهاينة ، فلا يمكن بأي حال من الأحوال ، أن يطالب كافر بتحرير مدينة لا تمت الى واقعه المذهبي بأية صلة . بمعنى عدم الأنطلاق من موضوع طائفي ، والجميع يعلم أن أغلبية سكان فلسطين من المسلمين السنة ، الذين حاولت السلطات على مر التأريخ ، أبعادهم عن أخوتهم المسلمين الشيعة ، تحت أس التكفير ، وألصاق التهم .

الأمر الآخر ، تمثل واضحاً ، بعودة مظلومية هذه البقعة المقدسة الى عالم الأمكان الوجداني ، بعد أن طواها النسيان ، وبعد أن سلم بعض الأعراب مفاتيح تلك المدينة على طبق التطبيع المخزي والمذل ، وتحفيز الشخصية المسلمة العابرة للجغرافية ، بالتحضير لعودة الأرض المغتصبة من خلال الأحداث الكبرى القادمة في المنطقة .

أذن ربط القدس بشهر رمضان ، الشهر الذي تتوحد فيه العبادة بين جميع المسلمين بكل مذاهبهم ، وبيوم الجمعة الذي يتفق فيه المسلمون بأجمعهم على أنه قاسم مشترك لمفهوم الأسلام ، هو ربط ذكي جداً ، وتوفيق ألهي محكم ، وخصوصاً أنه قد صدر من رجل دين شيعي أسلامي متقد البصيرة عابراً للمذهبية والقومية .

فضلاً عما ذكرنا ، فأن يوم القدس أعاد تلك المدينة الى ضمائر الأحرار حول العالم ، بفضح الأدعاء الصهيوني ، بيهودية البقعة المباركة  ، التي أغتصبت أمام أنظار الحكام العرب وهوانهم المخزي ، الذي أذهب حيائهم أمام شعوبهم المستضعفة .

ما تحقق للقدس اليوم ، هو الأمل القائم بعودة تلك الأرض لأهلها المستضعفين ، الأمل الذي يعمل عليه  محور المقاومة ، وقد أعطى دماء زاكيات من أجل عودة المقدسات الأسلامية الى حاضرتها المغيبة . سلام على من جعل للقدس يوماً تتباهى به أمام العالم ، وسلام على من بذل ، وسيبذل الدماء من أجل تحرير القدس وشعبها من نير العصابات الصهيونية الكافرة ، والخزي والعار سيلاحق المطبعين من أبناء السقيفة التي أذهبت ببصيرة المسلمين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك