🖋️ الشيخ محمد الربيعي ||
[ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ* ِفيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ]
نريد ان نسجل جملة من المقدمات قبل الخوض بما نهدف له من العنوان ( ليلة القدر و الوطن ) ، حيث اننا نرى من الضروري جدا التطرق لهذا الامر ، سواء كانت ضرورته على نحو الشرعي او الأخلاقي .
محل الشاهد :
▪️لماذا سميت بليلة القدر او لنقول ما هو القدر ؟
القدر : هو بمعنى الشأن العظيم فيقال عالي القدر حيث انه متحقق فيها فلها قدر عظيم هذا معنى .
و هناك معنى آخر لهذه الليلة مأخوذ من اسمها ، و هو القدر بمعنى التقدير أي اتخاذ القرار و البت في الأمر .
▪️لماذا اشير لهذه ليلة المبارك بتعبير ما ادراك ما ليلة القدر ؟
ان ليلة القدر سر من الاسرار الخاصة [ وَ مَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ] ، فليس شأنها مما يمكن للإنسان أن يدركه بنفسه ، لأنّ ذلك سرّ الله في الزّمان ، كما هو سرّه في المكان و في الأشخاص ، فهو الخالق للوجود كلّه ، بكلّ أنواعه ، و هو الذي يمنح هذا بعضاً من الخصوصيّة الّتي تجعل منه « شيئاً مذكوراً » ، و يمنح ذاك بعضاً من الأسرار الّتي تجعله شيئاً عظيماً ، لأنّ الّذي يخلق الوجود هو القادر على أن يمنحه قيمته.
▪️هل ان ليلة القدر أخذت شرفها من إنزال القرآن فيها ، أم أنّ شرفها سابقٌ عليه ؟
الظّاهر و الله العالم ارجح الثّاني ، لأنّ الله يقول : [ إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ] ، فهي مباركةٌ في ذاتها .
و ربما كان نزول القرآن فيها على أساس أنّه من الأمر الإلهيّ الّذي يتنزل به الملائكة .
و أيُّ أمرٍ أعظم من القرآن الّذي هو النّور و الهدى للبشريّة من خلال اللّطف الإلهيّ الّذي يصل الأرض بالسّماء ، و يدفع بالحياة إلى السّير على الخطّة الإلهيّة الحكيمة في الفكر و المنهج و الشّريعة و المفهوم الكامل الشّامل للحياة ، الّذي يفتح للإنسان أكثر من نافذةٍ على الرّوح القادم من عند الله، ليزداد بذلك ارتفاعاً في السّماوات الروحيّة العليا في رحاب الله .
محل الشاهد :
بعد هذه المقدمات الظاهر منها علو شأنية و عظمة ليلة القدر ، كانت لها جملة من الاعمال المذكورة في محلها ، و لنا اتجاهها ملاحظتين مهمتين :
▪️الاولى : ممكن ان تؤدى تلك الاعمال فرادا او ضمن المجموعة ، هذا من ناحية الاداء .
▪️الثانية : ممكن لمن استطاع ان يؤدي تلك الاعمال كاملة ، او يستقر على العمل الذي يجد فيه نية تقربة لله اقرب او يجد راحة نفسه وتوجهه اكثر .
محل الشاهد :
اذن نحن نريد من كل شخص ان يبوب هذه الليلة المباركة ، الى الوطن الغالي ونحن اذ نتحدث عن العراق فهو يستحق من ابناء شعبه ان تكون كل اعمالهم موجهة الى دعم الوطن و ان لا تخلو تلك الاعمال من حب العراق ، ونحن سنشير الى هذه الكيفية في بعض الاعمال التالية :
▪️ الاستغفار و العودة الى الله تبارك و تعالى ، فالاجدر بالفرد و الجماعة سواء كان ضمن سلطة الحكم و المسؤولية او السياسة او اي صفة كان في هذا البلد ، التوبة الى الله تعالى من اي تقصير صدر منه او منهم اتجاه الوطن ، و التعاهد على اصلاح ما افسده و اسرفه اتجاه وطنه ، و البدأ بعمل صالح اتجاه وطنه و شعبه او دائرة مسؤوليته .
▪️كما انه من الاعمال المطلوبة هو الدعاء ، و الاولى به من باب الوفاء للوطن الاكثار بالدعاء له بالنصر و التمكين ، و النصر ، و دفع البلاء عنه و الوباء .
▪️ من الاعمال الطيبة و المباركة في هذه الليلة المباركة انهاء قضية البغضاء و التوجه الى المصالحة و التحابب ، و هنا ممكن للسياسي واصحاب السلطة و الحكم ، في مثل هكذا ليلة مباركة عرض الصلح و التصالح و المحبه مع الاطراف السياسية الاخرى ، من اجل نصرت البلد و جعله عزيزا من خلال جعل كل قواه صفاً واحداً ، [ كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ]
▪️كذلك من الاعمال المباركة في مثل هذه الليلة هو طلب العلم :
و ممكن ان يكون ذلك العلم هو التفكر من قبل من في سلطة الحكم و المسؤولية ، او من هم في دائرة العمل السياسي ، ان يكون ذلك التعلم و القيمة العلمية منه تسهم في استقرار الوطن ، و ازدهاره و ديمومة الحياة الكريمة فيه .
طبعا هذه بعض الجوانب التي يمكن ان تستغل في هكذا ليلة مباركة ، من اجل الوطن و شعبه
نسأل الله نصر الاسلام و اهله
نسأل الله نصر العراق و شعبه
https://telegram.me/buratha