مرة اخرى تتحرك البوصلة السياسية العراقية باتجاه كربلاء اغتيال يعقبه كما هي العادة صمت حكومي حتى وان زمجروا وتوعدوا بتشكيل اللجان الفورية لمعرفة الجنات الحقيقيين والذين يقفون خلف هذا الموضوع وكما هي العادة لا نتائج ويحفظ الملف كما سبقه من الاف الملفات بعدها تنطلق المظاهرات وتصل الى داخل الحرم الحسيني المقدس مطالبة بإسقاط النظام وهذه سابقه لم تحصل من قبل ويزداد الوضع سوء بكربلاء والحكومة عاجرة بل هي في موقف المتفرج ولا تستطيع ان تتقدم خطوة الى الامام لانها بين امرين احلاهما مر فلا تريد اغضاب اولياء الامر من ناحية ومن ناحية اخرى لا تريد توسعة الفجوة بينها وبين التشارنه لانه في الايام الماضية كان هنالك كلام وعلى مستوى واسع من ان هذه الحكومة والمحسوبة على التشارنة قد اخلفت الكثير من الوعود معهم وبما ان الانتخابات على الأبواب فالجميع في حيرة اي خطوة ممكن ان نتخذ فالامور ليست بأيدينا بل ان هنالك من يحرك الملف العراقي من الخارج بدقة متناهية وكل الخيارات المطروحة للحلول والخروج من الازمة احلاهما مر بطعم الحنظل للشركاء السياسيين .لكن المتابع المختص للوضع السياسي في العراق يقراء الامور من زاوية اخرى لا كما يقرأها ساعة السلطة والمتنفذين قي صناعة القرار العراقي ان كان موجود اصلا فالمعطيات على ارض الواقع وما تشهده الساحة السياسية العراقية في الفترة الأخيرة من احتمال اعادة الحياة لمشروع السيارات المفخخة وعودة الدواعش مرة اخرى من خلال التعرضات اليومية على خطوط المواجهة وفي كل الجبهات مشكلة المفسوخة عقودهم من هيئة الحشد الشعبي وتهديدهم بالتصعيد ونقل المعركة الى داخل أروقة الحكومة والكهرباء وغيرها من المشاكل التي اصبحت مستعصية على الحل تحتم علينا ان نكون اكثر وضوح في تشخيص الامور فلماذا اراد الاعب الدولي لكربلاء ان تكون بديل هذه المرة عن الناصرية وميدان الحراك السياسي الجديد هنالك جملة احتمالات. ١- خصوصية هذه المدينة لدى جميع العراقيين وبالاخص الغالبية الشيعية وان التعرض الى المشاهد المقدسة فيها ممكن ان يثير حفيظتهم وبالتالي يجعلهم يتحركون بسرعة للضغط على كتلهم السياسية للقبول بسياسة الامر الواقع( التطبيع مع الكيان الصهيوني) . ٢-قربها من العاصمة وان تواجد عملية تواجد وسائل الإعلام الدولية ممكن ان يكون سهل في تغطية الاحداث. ٣- تمثل كربلاء خاصرة رخوة لدى الشيعة وذلك لقربها من مناطق التماس مع داعش وبالخصوص جرف النصر والتي تبعد عنها اقل من ٢٠ دقيقة وهي تتعرض منذ فترة الى هجمات داعشية وهذه رسالة الى كربلاء بكل مقدساتها ممكن ان تكون تحت مرمى نيران الدواعش مستقبلا . ٤- الهجمات الداعشية اليومية وإنزال خسائر معنوية في صفوف القوات الامنية والحشد الشعبي لاضعاف قدراتهم وكسر شوكتها من خلال حرب استنزاف طويله. ان الاسباب التي دعت الاعب الدولي الى تحريك ادواته في العراق بهذا الوقت لم يكن من قبيل الصدفة لا بل هو عملية مدروسة بدقة فائقة لان قواعد الاشتباك مع الامريكي قد تغيرت داخليا وخارجيا فمن حرب التنقلات مابين الكيان الصهيوني والجمهورية الاسلامية الى ضغط الحوثي على السعودية لانهاء الحرب من زاوية المفاوض القوي واسقاطاتها على الساحة العراقية الى استهداف التواجد الامريكي في العراق والذي بات يوميا ولا يوجد مكان آمن له لا في كردستان ولا قاعدة عين الاسد ولا قاعدة بلد فما يجري الان هو عملية احراج للكتل والحكومة العراقية وايصال رسالة مفادها ان بناء دولة ذات مواصفات مدنية عصرية امنة مطمئنة في العراق امر مستحيل اذا لم تستجب القوى الشيعية الى رغبة القوى الدولية والسير معها بذات النسق والا فأن الوضع سوف يكون غير مستقر بل غير واضح الى امد بعيد وبالتالي لا مفر من الاذعان لهذه الرغبة لانهم لايرون في الكتلة الاكبر قدرة على ادارة الدولة وفق ما تشهده من تمزق وصراعات داخلية يحاول من خلالها الاقوياء السيطرة على الامور وابتلاع الكتل الصغيرة وإرغامها على الرضوخ لهذه السطوة وبكل الطرق. الامور لاتسر لمن يرى بعينين اثنين. حفظ الله العراق بلدا وشعبا.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha