عباس الزيدي ||
لم يعد خافيا الدور البريطاني في العراق
فمنذ اللحظة الأولى للاحتلال الأمريكي للعراق كان الغزاة يعملون وفق النصائح البريطانية
وكان من باكورة أعمالهم الانفتاح الأمريكي على المناطق الغربية وفق رؤية المعهد البريطاني عام 2004
تدخلت بريطانيا بشكل مباشر في تفعيل العنف وزعزعة الأمن والاستقرار في أول عملية في البصرة عندما تم إلقاء القبض على عناصر بريطانية تقوم بزرع العبوات الناسفة وعمليات الاغتيال عن طريق القناصة
ومن ثم لتنتقل الى اللعب من خلف الستار
هي ترصد وتراقب ( بريطانيا ) بحذر شديد التحولات في المنطقة وتراجع الدور الأمريكي في عموم غرب آسيا بصورة عامة ودول الخليج بصورة خاصة التي هي عبارة عن محميات اوجدتها بريطانيا ترأسها مشيخات قبلية
السياسة الأمريكية في العراق منذ 2003 حتى هذه اللحظة
عبارة عن تكرار للسياسات البريطانية في العراق للعام 1932 ومابعده
وان القارئ الحصيف والمتابع الدقيق سيجد ذلك واضحا دون أدنى شك أو ريبة
ونجحت في دفع من يمثلها ويحمل الجنسية البريطانية إلى رئاسة الوزراء أكثر من مرة
وتبادلت الأدوار مع امريكا فيما يخص السلطة والقرار العراقي ومن يمثلها
ولم يقتصر ذلك على السلطة التنفيذية فقط بل تدعى ذلك إلى سائر السلطات الأخرى
من خلال انعاشها لطابور العملاء القديم في القرن الماضي ومن ثم الاسترسال في مشروعها
فهي ......
1_ رائدة في دعم الحركات السلوكية المنحرفة وأكثر اطلاعا من الاحتلال الامريكي فيما يخص المذاهب و الطوائف والقوميات بل وحتى النزعات والتوجهات المناطقية في العراق
2_ أكثر معرفة من غيرها في الجغرافية والديمغرافية العراقية والتوجهات الايدلوجية
3_ ضليعة جدا وصاحبة المعرفة الأولى في معرفة الشخصية العراقية طبقيا ومناطقيا وعشائريا وتاريخيا ويكفي بذلك ما كتبته المس بيل في عشرينيات القرن الماضي
4_ استطاعت التأثير في القرار السياسي والمزاج الشعبي عن طريق أدواتها المباشرة وغير المباشرة وطابور جواسيسها العريض
5_ دعمت وبشكل واضح وقوي العصابات الماسونية في العراق خصوصا ارجاس البعث التي تعتبر (بريطانيا ) احد اهم المركبات التي دفعت ازلام البعث للسلطة في العراق
6_ كانت ولازالت كل من _ النجف الاشرف وكربلاء المقدسة والمرجعيات الدينية _ تشكل خطرا على بريطانيا وهي تستهدفهما في كل زمان حيث لها موقف منها وتعتبرهما
احد اهم الأسباب في طرد بريطانيا من العراق
7 _ بريطانيا حاظرة وداعية لكل الفتن الحالية وبصورة مباشرة
8_ أخطر ماتعمل عليه الآن هي تفكيك أواصر اللحمة المجتمعية في الجنوب حيث النزاعات والخصومات وتعمل بشكل خطير جدا على إعادة الامارات والمحميات الإقطاعية في مناطق الفرات و الوسط والجنوب
بالشكل الذي يعيد تلك المناطق إلى سابق عهدها في ثلاثينيات القرن الماضي ( لاحظ لطفا مايحصل من استهداف عشائري في تلك المناطق ليس عبثيا بل هناك مشروع خطير جدا )
9_ هناك من يمثل المصالح البريطانية في البرلمان حيث استطاعت أن تجند أكثر من شخصية برلمانية وسياسية
10 _ افق التعاون البريطاني مع كل من الأردن ودول الخليج مفتوح وكبير جدا بخصوص السيطرة على العراق وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء
11_ الخطر البريطاني قائم ولا يقل خطورة على العراق شأنه شأن الاحتلال الأمريكي
وهناك من يعمل لتنفيذ الأجندة البريطانية سياسيا وانتخابيا وامنيا وعسكريا ويبقى الخطر البريطاني داهما والحلم في العودة للسيطرة عليه
انظروا الى تصريحات السفير البريطاني في العراق
ستجدون ذلك واضحا و جليا
المقاومة الواعية هي الحل الأمثل لمواجهة الاحتلال البريطاني في الكلمة والموقف والعمل الجاد
محاصرتها واستهداف مصالحها ومن يمثلها ويتعاون معها والتشهير بالدور الخبيث الذي تلعبه بريطانيا في العراق كل ذلك كفيل بطردها من العراق والتقليل من عدوانها وأثر تدخلاتها
الوطني الغيور والمثقف الواعي والمقاومة الشرسة والتمسك بتوجيهات المرجعيات الدينية والقاعدة الجماهيرية الذكية هما الأساس القوي لدفع الخطر البريطاني عن العراق
ان الالتفات إلى ذلك واجب شرعي و وطني لكل عراقي غيور
https://telegram.me/buratha