المقالات

الدور البريطاني  في العراق..العراق بين احتلالين 

1856 2021-05-10

 

عباس الزيدي ||

 

  لم يعد خافيا الدور البريطاني في العراق

فمنذ اللحظة الأولى للاحتلال الأمريكي للعراق كان الغزاة يعملون وفق النصائح  البريطانية

وكان من باكورة أعمالهم  الانفتاح الأمريكي على المناطق الغربية وفق رؤية المعهد البريطاني  عام 2004

 تدخلت بريطانيا  بشكل مباشر في تفعيل العنف وزعزعة الأمن والاستقرار في أول عملية في البصرة  عندما تم إلقاء القبض على عناصر بريطانية تقوم بزرع العبوات الناسفة  وعمليات  الاغتيال عن طريق القناصة

ومن ثم لتنتقل الى اللعب من خلف الستار

هي ترصد وتراقب  ( بريطانيا ) بحذر شديد التحولات في المنطقة  وتراجع الدور الأمريكي في عموم غرب آسيا  بصورة عامة ودول  الخليج  بصورة خاصة  التي  هي عبارة عن محميات اوجدتها  بريطانيا  ترأسها  مشيخات    قبلية

السياسة الأمريكية في العراق منذ  2003 حتى هذه اللحظة

عبارة عن تكرار  للسياسات البريطانية في العراق للعام 1932 ومابعده

وان القارئ الحصيف  والمتابع الدقيق سيجد ذلك واضحا دون أدنى شك أو ريبة

ونجحت في دفع من يمثلها ويحمل الجنسية البريطانية إلى رئاسة الوزراء أكثر من مرة

وتبادلت الأدوار مع امريكا  فيما يخص السلطة والقرار العراقي  ومن يمثلها 

ولم يقتصر ذلك على السلطة التنفيذية فقط بل تدعى ذلك إلى سائر السلطات الأخرى

من خلال انعاشها  لطابور العملاء القديم في القرن الماضي   ومن ثم الاسترسال في مشروعها

فهي ......

1_ رائدة في دعم  الحركات السلوكية  المنحرفة وأكثر  اطلاعا  من الاحتلال  الامريكي  فيما يخص المذاهب و الطوائف  والقوميات بل وحتى النزعات والتوجهات  المناطقية  في العراق

2_ أكثر معرفة   من غيرها في الجغرافية والديمغرافية العراقية والتوجهات الايدلوجية

3_  ضليعة جدا وصاحبة المعرفة الأولى في معرفة الشخصية العراقية طبقيا ومناطقيا    وعشائريا  وتاريخيا  ويكفي بذلك ما كتبته  المس بيل في عشرينيات  القرن الماضي

4_ استطاعت التأثير في القرار السياسي والمزاج الشعبي عن طريق أدواتها المباشرة وغير المباشرة  وطابور  جواسيسها  العريض

5_  دعمت وبشكل واضح وقوي   العصابات الماسونية في العراق خصوصا ارجاس البعث التي تعتبر (بريطانيا )    احد اهم المركبات التي دفعت ازلام البعث للسلطة في العراق

6_ كانت ولازالت  كل من _ النجف الاشرف  وكربلاء المقدسة والمرجعيات الدينية _ تشكل خطرا على بريطانيا وهي تستهدفهما  في كل  زمان حيث لها موقف منها وتعتبرهما

 احد اهم الأسباب في طرد بريطانيا من العراق 

7 _ بريطانيا حاظرة وداعية لكل الفتن الحالية وبصورة مباشرة

8_ أخطر ماتعمل عليه الآن هي تفكيك  أواصر اللحمة المجتمعية في الجنوب حيث النزاعات والخصومات  وتعمل بشكل خطير جدا  على إعادة الامارات والمحميات  الإقطاعية في مناطق الفرات و الوسط والجنوب  

بالشكل الذي يعيد تلك المناطق إلى سابق عهدها  في ثلاثينيات  القرن الماضي ( لاحظ لطفا مايحصل من استهداف عشائري  في تلك المناطق ليس عبثيا  بل هناك مشروع خطير جدا )

9_ هناك من يمثل المصالح البريطانية في البرلمان حيث استطاعت أن تجند أكثر من شخصية برلمانية  وسياسية

10 _ افق  التعاون البريطاني مع كل من الأردن ودول الخليج  مفتوح وكبير جدا  بخصوص السيطرة على العراق وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء

11_ الخطر البريطاني قائم ولا يقل خطورة على العراق  شأنه شأن الاحتلال الأمريكي

وهناك من يعمل لتنفيذ الأجندة البريطانية سياسيا وانتخابيا  وامنيا  وعسكريا  ويبقى الخطر البريطاني داهما  والحلم في العودة للسيطرة عليه

انظروا الى تصريحات السفير البريطاني في العراق

ستجدون ذلك واضحا و جليا

المقاومة  الواعية هي الحل الأمثل لمواجهة الاحتلال البريطاني  في الكلمة والموقف والعمل الجاد

محاصرتها  واستهداف مصالحها  ومن يمثلها   ويتعاون  معها  والتشهير بالدور الخبيث الذي تلعبه بريطانيا  في العراق   كل ذلك كفيل  بطردها من العراق والتقليل من عدوانها  وأثر تدخلاتها

الوطني الغيور والمثقف الواعي والمقاومة الشرسة  والتمسك بتوجيهات  المرجعيات   الدينية والقاعدة الجماهيرية الذكية هما الأساس القوي لدفع الخطر البريطاني عن العراق

ان الالتفات إلى ذلك واجب شرعي و وطني لكل عراقي  غيور

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك