المقالات

القدس بين سيف الإمام ومكر ابن العاص..!

1443 2021-05-16

 

د.أمل الأسدي ||

 

" شعلينا بالقدس علينا بنفسنا"

" فلسطين وشعارات صدام الي ما تخلص"

" مالنا شغل بالفلسطينيين"

"فلسطين مو قضيتنا"

" سوالف  البعث،مو تگلون  احنا ضد صدام،شو نفس سوالفه"

بعد هذه المقولات الجاهزة التي يرددها الشباب خلف مروجيها أبدأ مقولتي:(القدس قضية تبعا لحاملها)

فذات يوم كان جيش أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قاب  قوسين أو أدنی من تحقيق النصر،فابتدع الماكر ابن العاص فكرة رفع المصاحف علی الرماح مناديا :لاحكم إلا لله!!

وبهذه الحيلة استطاع التغلب علی وحدة صف المسلمين،وأوقف نهاية جيش معاوية،معتمدا علی سطحية تلقي الحدث من جيش الإمام،وهنا تحوّل القرآن الكريم وهو الكتاب الحق الی وسيلةٍ لتحقيق رغبات الباطل،إذن القرآن الكريم هنا،كان تبعا لحامله!!

فحين حملته جهةٌ ضالةٌ،ضللت به وانتفعت وشتت وفرقت عن قضية الحق!

وكذلك القدس وفلسطين فهي قضية حق،وقضية إسلامية وإنسانية؛لكنها  في العراق كانت تبعا لحاملها،فحين حملها طاغيةٌ،حولها الی وسيلةِ تضليلٍ وتشتيتٍ  للجمع المسلم،فاستعمل قضية فلسطين لأداء دوره في صرف النظر عن العدو الحقيقي الصهيوني ليبني لنفسه بطولةً وهميةً قائمة علی القومية والطائفية المقيتة،والتي بدوره أسهمت في خلق عدو جديد للرأي العام العربي،وهوجعل بعض المسلمين هم العدو،وبراءة الصهيوني المحتل الغاصب من العداوة للمسلم والمسلمين.

فيا أحبة، القدس تبعا لحاملها!!واليوم عادت لوضعها الطبيعي الإنساني،عادت قضيةَ إنسانٍ سُلبت حقوقه،واُغتصبت أرضه،واُستبيحت كرامته،وأُزهِقَت روحه،وكي تتبينوا من ذلك لاحظوا الآن: كل من كان يطبّل لصدام ويدافع عن القدس،صار ينادي: لا شأن لنا بفلسطين!!

إذن،كونوا علی مستوی من الوعي الذي يميز ويدرك حجم المؤامرة،ولاتنجروا الی مقولات الإعلام الأصفر،والی مقولات الأسماء الرخيصة التي تبيع أصواتها لكل من يدفع!!

والقدس اليوم تحتاج الی قوةٍ،والقوة تكمن في يد الحق(يد علي بن أبي طالب) فلم يكن  الفاتح للرسول الأعظم إلا أمير المؤمنين يوم فتح خيبر واقتلع بابها،وكذلك اليوم لايحمل قضية  القدس إلا الشجعان من أبناء علي بن أبي طالب، أبناء الحق،ليأخذوا القضية علی  عاتقهم ويتحملوا المسؤولية الكبری بإزاء مقدس ثابت في الإسلام،وهو أولی القبلتين و مسری الرسول الأعظم، فالعدو الصهيوني يراهن علی دور الإعلام ودور الخونة،فكما تحالفوا ذات يوم مع أبي سفيان ضد الرسول الأكرم،وروجوا بإعلامهم آنذاك ضد الإسلام والمسلمين حتی وصل  الحال بالمسلمين أن يكونوا كما في قوله تعالی:((إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا)) سورة الأحزاب،الآية: ١٠

فكفی الله المؤمنين القتال برجل واحد،وجوده يعادل  الإيمان كله كما قال(صلی الله عليه وآله): (( برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه))، وضربته تعادل عبادة الثقلين كما قال رسول الله(صلی الله عليه وآله): (ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين)

إذن الصهاينة يراهنون اليوم وكما قلنا  علی الخونة المطبعين وعلی إعلامهم المُضلِّل وهذا يكشف عن جبن  الصهاينة،وقد فضحهم الله تعالی في قوله:((أَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ۩

لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ)) سورة الحشر:الآيتان:١٣-١٤

فجُدُرهم اليوم التي يستترون خلفها هي الإعلام  والخونة،وقد اُفتضح أمرهم خلال هذه الأيام التي صعقتهم فيها الرشقات الصاروخية.

فيا شبابنا،ما اليهود إلا أُكذوبة صنعها الإعلام والخونة والمتآمرون، فكونوا أحرارا منتسبين إلی الحق وحسب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك