عدنان جواد||
إن ما عملت عليه اسرائيل طوال الفترة الماضية، هو تدمير مصادر القوة في المنطقة وخاصة القريبة من فلسطين، فتم احتلال العراق وتحطيم بناه التحتية، وانشاء نظام سياسي محاصصاتي متفرق تجمعه المصالح الحزبية الضيقة، وتدمير سوريا باعادة الحرب الاهلية في العراق عام 2006، واضعاف لبنان، وفرض الحصار على ايران، وتوجيه عصابات القاعدة وداعش لتدمير ما تبقى من العراق وسوريا، والتثقيف لصفقة القرن واشاعة السلام في المنطقة بين العرب واسراىيل، وساهم وجود رئيس أمريكي منحاز جداً لاسراىيل نقل سفارة بلاده للقدس وضغط على الدول العربية للتطبيع مع اسرائيل بصورة علنية، والغاء الاتفاق النووي مع ايران والتثقيف من خلال الإعلام العالمي الذي تقوده الصهيونية والإعلام العربي أن العدو ايران وليس اسرائيل، ولكن انقلب السحر على الساحر، ففشلت كل مخططاتها بفعل محور المقاومة.
فتم افشال مشروع داعش في العراق بدعم ايران وفتوى الجهاد الكفاىي من مرجعية النجف الرشيدة، وسوريا بوقوف ايران وروسيا مع الحكومة السورية ودخول حزب الله في الحرب على داعش، وشيطنة ايران وانها ستحصل على القنبلة النووية وحصارها عليها لم يجدي نفعا بل هناك رغبة دولية باعادة المفاوضات في الملف النووي.
فماذا بعد الانتصار؟ هناك تغير استراتيجي طبيعة الصراع وتوازن الرعب، وهناك تغيير نوعي في منظومة الصواريخ والطائرات المسيرة لدى المقاومة وهنا نتحدث عن غزة وحدها وكيف وصلت صواريخها لكل الاراضي الفلسطينية، ولم يشارك حزب الله في المعركة، فعلى الصعيد الداخلي هناك ضغط من الاوساط اليمينية المتطرفة التي تضغط على نتنياهو وتتهمه بالتقاعس والخذلان.
وعلى الصعيد الاقليمي فإن الاقليم سوف يتعامل مع غزة والمقاومة من موقع القوة وعدم فرض الارادة كما كانت تفرض سابقا، وسيكون هناك حراك دبلوماسي استجابة لشروط المقاومة في عدم بناء مستوطنات جديدة وتهجير الفلسطينين من منازلهم والسماح بدخول المسجد الأقصى من دون قيد أو شرط، فاسراىيل فشلت بالمواجهة العسكرية، وسيكون هناك ضغط من المجتمع الدولي والسماع لصوت الفلسطينين ومطالبهم،
فهي بعد الحصار والاغتيال للقيادات المؤثرة في هذا المحور، واستخدام الإعلام والعملاء في تشويه وخلق الفتن في المنطقة، سوف تشن حملة اعتقالات ومضايقات في داخل فلسطين، والدول المطبعة وخاصة التي بنت علاقات واسعة مع اسرائيل ولا تريد العودة للخلف وانها على خطأ، لذلك فإن اسرائيل والعملاء سوف لن يهدا لهم بال، وسوف يتم التعويل على الحرب الناعمة بتسقيط الرموز وقد حدثت عندنا في العراق فبعض الشباب مع الأسف صار مطية واداة لسقيط المرجعية ومحور المقاومة.
ولا يستبعد أن تحدث حرب جديدة من داعش وتوابعها لاشغال هذا المحور من خلال دفع الأموال من الدول المطبعة وتخطيط من الدوائر الصهيونية، وربما يستغل التنافس في الإنتخابات الايرانية لاحداث شرخ واحتجاجات داخلية، فصلابة الجبهة الداخلية ووحدة الصف والموقف والهدف ليس أقل أهمية من الحرب العسكرية.
https://telegram.me/buratha