المقالات

عمامة توسدت الصبر!!

1114 2021-05-21

 

أمل هاني الياسري ||

 

هو رجل يهدي السعادة لأبنائه بلا مقابل، كيف لا وقد وهب الأحرار طعم الكرامة، وهمس في أذهان الشعوب المقهورة لا تنحنوا إلا لله الواحد الأحد، إعتنق الفقر والزهد، علم الإنسان أنه يموت لكن أفكاره لا تموت؛ لذا لم يبخل على الأخرين بالنصح والعون، طبعه صامت هادئ، لكن داخل عينيه لغة لا يقرؤها إلا الأحرار والشرفاء، قال عن المرأة (بأنها الموجود الوحيد، الذي يمكنه إتحاف المجتمع بأفراد، يندفع المجتمع ببركة وجودهم، نحو الإستقامة والقيم الإنسانية العليا).

الفقد يعلمنا الكثير من العِبر، والفراق صعب جداً في غرف العناية المركزة ، ورغم أن رحيل الإمام السيد روح الله الخميني (رضوانه تعالى عليه)، كان صدمتي الكبرى التي تلقيتها في شبابي، إلا أنني أدركتُ أن رحمة الله أعظم، وأن عمل هذا الإمام لم يقتصر على الثورة الإسلامية في إيران، أو تأثيره على الأحرار في باقي بلدان العالم، فحسب بل تعداه الى امتداد لا نهاية له، ونتائجه ما زالت تتوقد شموعاً للحرية، والخلاص من الطغاة والظالمين.

حول عمامته الشريفة تكاثرت هموم الأمة الإسلامية، لكنه لم ينتظر ليصبح رجل المرحلة، بل أنه ولد رجلاً حراً ثائراً، عمل من دون مزايدات إعلامية رخيصة، قاوم قوى الاستكبار العالمي؛ ليحقق الصلة التامة بكربلاء وبالأخرة؛ ويترقب بشائر اللقاء مع معشوقه، فالعمامة الثائرة أنجبت رجالا يؤمنون بالمقاومة وبالوحدة الإسلامية، وقداسة قضية فلسطين، ومحاربة التطرف والتفرقة، حتى وإن أسموهم بمحور الشر، فالنتيجة الحتمية هي: أنهم إذا صدحوا بكلمة يا علي أو هيهات منا الذلة؛ فقد حسمت المعركة!!   

قصة عمامته كالوطن، درّست علم الأخلاق والعرفان والأصول، شقت طريق خطاها بين الواقع والمستحيل، فتوسد تقاطيع الزمن الماضي، حيث مدينة خمين حتى رمال كربلاء وفرسان الطف، وكأن عمامة الإمام تطوف حولنا كصولجان يطيح بالجبت والطاغوت، رغم أن مساحات الانتصار الحقيقية، ما زالت في بداياتها، لكن أفكاره وإنجازاته (رضوانه تعالى عليه)، أزالت بواعث التصدع التي عصفت بالأمة الإسلامية، ووحدت الصفوف، وحفرت مفاهيم الحرية والكرامة، في ذاكرة الاحتجاج الطويل الأمد؛ لتكون صرخة مدوية ضد عروش الظلم والطغيان.

 ما يراه مؤيدو الإمام الخميني(رضوانه تعالى عليه) عن متبنياته العظيمة، أنها أنتجت نصراً، آجلاً، شاملاً، خالداً؛ لأنه قاعدة أزلية لمواجهة الإستكبار العالمي حيثما وجد، دفاعاً عن هوية الإسلام الحنيف، حيث كرر):إن الصمت اليوم مواكبة للنظام المتجبر)، ومع سلسلة من المباحث الضخمة حول الحكومة الإسلامية وضرورة تطبيق الإسلام على حقيقته، تفجرت موجة من الحماس في صفوف المجاهدين، وإنه لحق أن يقول العلامة الأميني):الخميني ذخيرة الله للشيعة)، وأنه (رجل عظيم جاء من زمن آخر) كما كتب هيكل.

 قال عنه خليفته الإمام السيد علي الخامنئي( دامت بركاته):(الإمام هو روح الله بعصا موسى، ويده البيضاء، وبالقرآن المحمدي، شد عزمه لنصرة المظلومين؛ فهزَّ عروش فراعنة العصر، وأنار قلوب المستضعفين بنور الأمل)، وحينما رحل(3/6/1989) فإن العالم(فقد قائداً دينياً وثورياً ذو نظرة واسعة،  وخلف مخزوناً كبيراً سيظل على ألسنة الاحرار والشرفاء دائماً)، وثمرة ثورته العظيمة، ما تعيشه الأمة الإسلامية من صحوة حقيقية لمواجهة الطواغيت، وأخيراً أقول كقول الشهيد دستغيب:(مَنْ لم يعشق الخميني لا يمكنه أن يعشق المهدي).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك