ناجي امهز ||
جميعنا بالأمس، شاهدنا السيد بوجهه المتعب وبحة صوته بسبب السعال الذي قاطعه بأكثر من فقرة.
بالتأكيد الاعداء والخصوم فرحوا بهذا المشهد، ولا اريد ان اضيف اكثر.
لكن هناك الغالبية من الشعب اللبناني والعربي والاسلامي، الذي يفرح ويعتز ويفتخر وينتصر انه يعيش وعد الله بزمن السيد نصرallah، هذه الغالبية تألمت بالأمس وبكيت وحزنت حتى اختلط صوتها بدموعها ودعائها، حيث تاهت الافكار وذبل الانتصار، لقد اكتشفنا بالأمس ان سعادتنا ليست بانتصار 25 ايار 2000 ولا حتى ان نكون نحن واولادنا بخير، لقد اكتشفنا ان سر فرحنا وابتسامتنا هو السيد ان يكون بخير، هذا القائد الذي يداعب اوتار الافئدة، زارعا الامل بالعقول، يحيي بحضوره الحياة فينا.
ما اصعب مشهد الامس يا سيد، والله شعرنا بالظلمة، لان ابتسامتك وبياض اسنانك هي النور.
والله ان جهورية صوتك وعظمة حضورك هو حضورنا، ورقصنا وفرحنا وتهليلنا.
والله يا سيد، لم نكن نعلم قبل الأمس، ما هو سر الانتصار، والسبب الذي يجعل مواكب الشهداء تتقدم بكل فخر ونبل بين يديك، اذا كنا نحن الذين نشاهدك من بعيد تقطعت قلوبنا وجفت الدماء بعروقنا وشعرنا بالضيق من حولنا، لوعكة صحية اصابتك، فكيف بالذين يتنعمون بحضورك، ويستأنسون بحديثك، ويستظلون بعطف دعائك، ويتبركون من الزمن الجميل بين رحالك، وكل شيء يرخص لرضاك، والله ان نموت جميعا، او اقله انا اقول عن نفسي ولا افكر للحظة انك تمرض، اقول هذا الكلام ليس لأني بعيد عن المنطق، لكن لان الافكار القاتلة التي تصيب جوهر الحياة، اشد قساوة ومرارة من الموت نفسه، لذلك الام تطلب الموت لنفسها على تشاهد روحها تتألم لألم يصيب فلذة كبدها، ومحبتنا لك يا سيد لا تقل عن هذا الشعور والحجم.
ربما اعرف واعلم اسباب وعكتك الصحية، انه هذا الزمن البائس، لأنه من الطبيعي جدا، ان يشق المرض طريقه اليك، وانت تسمع بان احد الفاسدين او المجرمين، ينظر عليك بالوطنية، وانت الذي قدمت فلذة كبدك شهيدا على محراب الوطن، بينما هو سرق ونهب واغتال كل شباب الوطن ليعيش اولاده في باريس ولندن وجزر المالديف.
ما من عاقل الا ويتفهم قائلا ساعد الله قلب السيد، لأنه ان لهذا القلب ان يتعب وهو يفقد صديق تلو الصديق شهداء على درب العزة والكرامة، وبالختام يأتي من يحاسبك سائلا ماذا قدمت.
ما من انسان يملك ذرة من الانسانية، الا ويتفهم دموعك على الفقراء والمساكين والمستضعفين، وبالأمس دموعك التي تحجرت في مقلة العين على كلمات تقاسم اليمنيين المحاصرين الخبز مع الفلسطينيين المحاصرين، الا شاهدا عن مقدار الحزن بقلبك على الامة، بسبب تجبرها وظلمها، ابكي يا سيد واجعلنا معك نبكي، فدموعك ملح الارض وماء الله الذي جعل منه كل شيء حي.
ومن تداعيات اطلالتك بالأمس يا سيد على المقاومين ومحبيك، انها احدثت مفارقة كبيرة ويجب ان يعلمها الاعداء ويفهمها الخصوم ويقرئها المقاومين، ان ما شعر به احبابك بالأمس لم يكن شيئا عاديا، والدليل اننا جميعا نسينا ان نتكلم عن انتصار ايار والمقاومة بفلسطين والتداعيات الاستراتيجية على الكيان الغاصب، والجميع تكلم عن صحتك، بمعنى اوضح انه بحال لا سمح الله ان حدث لك اي مكروه ان كان في معركة او باستحقاق، فان هذه الجموع المحبة ستخرج بأظافرها واسنانها وسكاكينها ومعاولها وصواريخها واستشهاديها لتمزق وتلتهم وتفجر نفسها بكل من يقترب من قداستك... واذكر العدو الصهيوني كيف كانت تداعيات اطلالتك ابان حرب تموز عندما بثت اول اطلالة لسماحتك، كيف سمع العالم اصوات المقاومين وهي تهتف لبيك يا نصرالله، فكان صوتهم يسبق صاروخ الكورنيت، وكانت مقبرة دبابات الميركافا في وادي الحجير.
سماحتكم، السلام عليكم يوم ولدتم والسلام علينا اننا سمعنا سلامك، وامثالكم يا سيد لا يموتون انما يبعثون ابدا، في الوجدان والتاريخ والحياة ما بقيت ويوم البعث في صفوف الانبياء، فهذا قدركم الذي خطه الله لكم.
ملاحظة بعد نشر هذا المقال بدقائق تم الغاء حسابي على الفيس بوك، لست منزعجا فانهم اعطوني وساما بإلغاء حسابي الذي عمره فوق العشر سنوات، سأقوم بإنشاء غيره واكمال ما بدأت به وهو نصرة قضايا المقاومة.
https://telegram.me/buratha