رجاء اليمني ||
شخصية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وكاريزميته، وكونه «سلاحاً فتاكاً» في وجه الأعداء، لا يقلّ فاعليةعن الترسانة الصاروخية الموجودة في حوزة حزب الله .
سلاح حرب نفسية مبني على تأسيسات مدركة وخبيرة بالعدو وقدراته ونقاط قوته وضعفه، في موازاة إدراكها معنى الحروب النفسية وفاعليتها. إدراك لا يرتبط بالتأثير في جمهوره في لبنان والعالمين العربي والإسلامي وحسب، وهو ما يمكن إسرائيل تفهمه، بل تأثيرهما («السلبي ») والذي يمتد بكاريزميته إلى الداخل في العمق الإسرائيلي فيهتز من الخطاب وهو يراقب كل الحركات بل يحلل كل حركة وكل نغمة وكل كلمه، وبأثر ذلك علي الوعي الإسرائيلي والذي يدرك جيدا قوة قادة المحور المقاوم المتمثلة في قادتها وينعكس الخطاب سلبا على الجمهور والمستويات القيادية، في اتجاهيها السياسي والعسكري لدي العدو.
وقد اعدت دراسات في هذا الشأن
إحدى هذه الدراسات، بحث أعده رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الحالي، غادي أيزنكوت، كرسالة ماجستير أكاديمية، جرى التطرق لها في سياق استعراض مستوى فهم ايزنكوت للعدو الرئيسي لإسرائيل في الجبهة الشمالية. الدراسة التي نشر عنها توصيف عام، تأتي ضمن سلسلة دراسات جرى العمل عليها في السنوات الماضية، واعتنت وبحثت في شخصية نصر الله وكاريزميته، وكونه جزءاً من المعركة على الوعي إلى جانب المعركة العسكرية التي يخوضها مقاتلو المقاومة. بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، هذه الدراسة هي إحدى أهم ميزات أيزنكوت حيال لبنان والتهديد الكبير الذي يمثله حزب الله على إسرائيل، إذ تتعلق بدراسة وتحليل شخصية أهم قائد لدى العدو (نصر الله)، وتحديداً ما يتعلق بأدائه عبر تحليل خطاباته العلنية، في محاولة توصفها الصحيفة والدراسة معاً: لـ«دخول رأس العدو». وكانت خلاصة هذه الدراسة إلى نتيجة
عدو مرّ وقائد جبهةيمثل حسن نصر الله لدى الإعلام العبري وفي وعي الجمهور الإسرائيلي، ثلاث شخصيات مختلفة: عدو مرّ وقائد جبهة الكاتيوشا؛ خبير في الشؤون والتدابير العسكرية؛ وخبير في المجتمع والجيش الإسرائيليين. وكما فعل القادة والجمهور اللبناني والعربي في انتظار خطاباته، فعلت أيضاً القيادة والجمهور الإسرائيليين، بما يشمل المعلقين في الإعلام العبري. (...) ويبدو أنه لم تحظ أي حرب في العصر الحديث، بما حظيت فيه الحرب الأخيرة، من خطب وكلمات، على لسان نصر الله، مع غنى بالوقائع والتحليلات والتفسيرات والقيم المضافة: وهو ما كان موضوع تحليل على رأس سلم الاهتمام الخبري؛ وأهمية فائقة أيضاً للدلالة على وقائع وتطورات الأيام المقبلة للحرب.
يضيف هرئيل في بحثه، أن «ظاهرة نصر الله» الإعلامية لم تكن لتكون موجودة بهذه الكيفية والصيغة، من دون بنائها على مدى سنوات في الإعلام الإسرائيلي. حاز نصر الله صفة «الشخص الموثوق بكلامه، وفي كلامه انعكاس واضح على مئات الآلاف من الإسرائيليين وعلى إسرائيل برمتها. وبعيون الكثيرين، يعد هذا الرجل، وعن حق، من طرد إسرائيل من لبنان وأوجد منظومة ردع هائلة في قبالتها».
في التدليل على مكانته في الوعي الإسرائيلي، يشير هرئيل: «باختصار، نصر الله وللمرة الأولى يحطم قاعدة متفقاً عليها لدى الجمهور والإعلام الإسرائيليين: زعيم عربي لا يتبجح؛ لا يكذب وكلامه دقيق»، هذه الصفات هي التي أرعبت مسؤول سلطة البث الإسرائيلي في زمن الحرب، عندما سارع لمنع تأثيرات كلمات نصر الله وخطبه خلال أيام المعارك، وإخضاعها للرقابة، باعتبارها سلاحاً فعلياً في أيدي العدو.
نصر الله شخصية مغايرة للقادة العرب
من ضمن ما نُشر في إسرائيل، وبما يرتبط أيضاً بتأثيراته في حرب عام 2006، يبرز بحث نشر في فصلية الجمعية الإسرائيلية للإعلام («مسكروت مديا») - خريف 2012، تحت عنوان «الظهور التلفزيوني لحسن نصر الله خلال حرب لبنان الثانية». عمد البحث إلى دراسة خطب السيد نصر الله السبعة خلال الحرب، وتحديداً ما يتعلق برسائله اللفظية وغير اللفظية، مع التشديد على الأخيرة لكونها أكثر تأثيراً في وعي المتلقي، التي تقرن اللفظ بالحركات وتعابير الوجه الدالة على الصدقية والصرامة والحزم والمعرفة. البحث الأكاديمي، الطويل جداً، مليء بالمعطيات والخلاصات والرسوم البيانية، الدالة على مدى تأثير خطب نصر الله وفاعليتها في الخوف الإسرائيلي، وتحديداً في حرب لبنان الثانية، كسلاح فعال إلى جانب المعركة العسكرية.
، ومن البحوث الهامه بحث في ضرورة «مواجهة خطاب نصر الله المعرفي، وتأثيره السلبي في الجمهور والجيش الإسرائيليين، في زمن الحرب واللاحرب». يشدد سيبوني، على وجوب أن تبلور المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، استراتيجية خاصة لتعزيز وتحصين الجمهور الإسرائيلي في الداخل حيال الجهود المبذولة من قبل حزب الله وأمينه العام تحديداً، كجزء لا يتجزأ من الاستعداد للمواجهات العسكرية، حيث ستكون «العناصر المعرفية» التي يقودها نصر الله، خلال الحرب وقبلها، دور مهم جداً في المواجهة المقبلة، بحيث لا تقل أهمية عن الجهد الحربي نفسه.
يؤكد سيبوني ما يسميه «القتال ضد إسرائيل من دون نيران»، في توصيفه للمعركة على العقل، حيث هي معركة على الإدراك وعلى التأثير، وهي السمة التي يتّسم بها خطاب نصر الله. على هذه الخلفية، يطالب الباحث أن يفهم مبلورو السياسات والاستراتيجيات في إسرائيل أن العقل بات جزءاً أصيلاً من معركة القرن الواحد والعشرين، والأمن المعرفي هو الآن ضرورة ملحّة للأمن القومي.
إشارات سيبوني وتوصيفاته، والمطالبات والإلحاح عليها في مقالته، والتنميق في اختيار عباراته، ربطاً بمكانته وسعة اطلاعه على السياسات والاستراتيجيات المتبناة والمفعلة من قبل الجيش الإسرائيلي، تشير كلها بشكل واضح لا لبس فيه إلى أن إسرائيل حتى الآن، بعد مرور 12 عاماً على حرب عام 2006، ورغم إدراكها خطورة صورة نصر الله المحفورة في العقل الإسرائيلي، إلا أنها لم تجد حتى الآن «علاج» هذه الظاهرة وتأثيرها السلبي، كسلاح ثانٍ لدى حزب الله، يتكامل مع الوسائل القتالية والجهود العسكرية، قبل المعارك وخلالها، وأيضاً في أعقابها.
وهذا أن دل علي شئ فانما يدل على الصدق ومطابقة الفعل القول وهذا مالمسه ويدركه العدوان فسبب لهم الأرق وألهم
كما أن شخصية السيد حسن نصر الله وجد في عدة صور في محور المقاومة منها
السيد عبد الملك الحوثي في اليمن
السيد بشار الأسد في سوريا
الحشد الشعبي في العراق
وابو عبيدة مع سيف القدس بفلسطين
وكل محور المقاومه في العالم الإسلامي
واوجد لدينا العزة والأمان والثقة بالنصر والفلاح وهذا مايعرفه العالم الإنساني ويشهد به العدو قبل الصديق
والعاقبة للمتقين
https://telegram.me/buratha