المقالات

في ذكرى رحيل مفجر الثورة الإسلامية المباركة في إيران الإمام الخميني (قده)


 

أ.د علي حكمت شعيب * ||

 

 ليس شيء أدلّ في عصرنا الحاضر على فعالية وكفاءة الإسلام المحمدي الأصيل على الصعيد العالمي في بسط العدالة ومحاربة الجور والجهالة،  وتثبيت الفضيلة وإزالة الرذيلة، وإقامة المجتمع الصالح الذي تعمر فيه الحياة الطيبة من تجربة الإمام الراحل الخميني (قده) الثورية التي أثمرت جمهورية إسلامية لها نموذجها الراقي في الإدارة والحكم.

أن يتخرج من الحوزة العلمية الدينية، في قم والنجف، رجل ذو رؤية عالمية شاملة، وفكر استراتيجي عميق، وبصيرة ثاقبة، وحكمة عالية، وشجاعة راسخة، وعزم متين، يضع نصب عينيه استنقاذ مستضعفي العالم من قيود المستكبرين، متجاوزاً بطرحه الثوري، المستند الى الإسلام المحمدي الأصيل، البعدَ الطائفي والمذهبي والمحلي والإقليمي الى البعد الإنساني العالمي، متخذاً في حركته التغييرية الثورية ضد مستكبري العالم وناهبيه من القوى الكبرى وسائل الاعتماد على الله سبحانه، والإخلاص لوجهه الكريم، واليقين بمدده ونصره المبين، والصدق في التمسك بالمبادئ، والتصديق بالقول والفعل، والقدرة على الصبر والاحتساب، وحسن البيان للناس مع جاذبية القدوة ونور التقوى، من أجل تحشيدهم في مشروعه العالمي لاستنهاض المستضعفين في الأرض، حتى تحقق له النصر على أكبر قوة متجبرة في الشرق الأوسط صنيعة أمريكا وبريطانيا، في مدة زمنية قياسية، راسمة معادلة شكلت سابقة وكانت معجزة لخروجها عما هو مألوف في الثورات وعملياتها التغييرية وما تتطلبه من مدد زمنية، حيث استطاع دم الشعب الأعزل في إيران أن ينتصر على سيف الحاكم الأرعن المدعوم غربياً بشتى أسباب القوة، ليسقط عرش الديكتاتورية ويقيم دولة السيادة الشعبية الدينية التي واجهت الشرق والغرب وتهديداتهم الوجودية، متموضعة بشكل مستقل في المنظومة العالمية، رافعة راية الإسلام المحمدي الأصيل، متسلحة بشعار لا شرقية لا غربية جمهورية إسلامية، آخذة بسبل التطور والتقدم في المجالات كافة، ومتسلقة سلم القوة حتى وصلت الى مستوى القوة الدولية فكانت من أقطاب عالم اليوم تواجه الهيمنة الأمريكية عليه، منجزة ذلك في غضون أربعين سنة ونيف، صانعة قفزة نوعية عالية على مسار تطور الدول وتمكّنها.

لقد كانت تلك الثورة الفتح الإستراتيجي الأبرز في سماء القرن العشرين، ومهدت بدولتها سبل إسقاط الهيمنة الأمريكية، مبشرة الإنسانية بفجر جديد ونظام عالمي قائم على القيم الفاضلة لا سلطان فيه للأقوياء على الضعفاء بدأنا نلتمس ملامحه الأولى. 

ذلك الإمام كان هادياً للثائرين، وناصراً للمستضعفين، ومذلاً للمستكبرين، وقائداً للأخيار وسيفاً على الأشرار، محيياً للإسلام المحمدي الأصيل وباعثاً للأمل في نفوس الأحرار للتحرر من تسلط الفجار.

   *أستاذ جامعي ـ الجامعة اللبنانية ـ بيروت

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك