المقالات

تراجيديا "منصور عباس"

1738 2021-06-07

 

حمزة مصطفى ||

 

يجسد "منصور عباس" الذي لايعرفه أحد حتى قبل إسبوعين التراجيديا الفلسطينية بكامل أبعادها. فعلى مدى سبعة عقود من النضال الفلسطيني يجد مواطن مما يسمى عرب الداخل نفسه بيضة قبان لكن في معادلة إسرائيلية ـ إسرائيلية بحتة. هذا الرجل الذي أكاد أجزم إنكم لاتعرفونه وشخصيا سمعت به هذه الأيام  يترأس القائمة العربية في "الكنسيت الإسرائيلي". منصور عباس الذي لايكاد يعرفه 9 من كل 10  عراقيين يعرف 9 منهم من كل 10  محمود  عباس وياسر عرفات وعباس هنية وخالد مشعل ومحمود درويش وفدوى طوقان ونايف حواتمة سيتحول من الآن  فصاعدا الى قضية تثير الجدل بشأن مفهوم الوطن المحتل مرتين, من الخارج ومن الداخل.

 مأساة منصور عباس مركبة لأنه يعيش كلا الإحتلالين . فهو من جهة لم يخرج  من أرضه التي إحتلها الصهاينة بالمؤامرة المعروفة التي كان لبريطانيا الدور الأبرز فيها سواء قبل وعد بلفور عام 1917 أم بعده. بقاؤه في داخل مابات يسمى  الخط الأخضر جعله يمارس حياته الطبيعية في ظل الإحتلال لأرضه المحتلة سواء تلك التي إكتسب جنسية الدولة التي إحتلتها أو تلك التي لاتزال محتلة خارج الخط الأخضر وماقبل حدود 4 حزيران. ربما لايختلف منصور عباس عن مواطنه الفلسطيني الآخر الراحل محمود درويش. فدرويش الذي حمل لقب "شاعر المقاومة الفلسطينية" بلا منازع وكاتب خطابات عرفات الأكثر ثورية, كان في الوقت نفسه عضوا  في الحزب الشيوعي الإسرائيلي "راكاح" ويساريا للعظم. وقبل أن يخرج من أرضه المحتلة حاملا إياها بوصفها جواز سفره الوحيد كان يوقع يوميا أمام المخفر الإسرائيلي مخاطبا مأمور المخفر غاضبا "سجل أنا عربي".  

 بقي درويش منتميا لفلسطين أكثر من إنتمائه لحزب عابر للأوطان وهو ماجعله يكتب القصيدة الأكثر رفضا للصهاينة في الوجدان  الفلسطيني  والأكثر تجسيدا للتراجيدا الفلسطينية "عابرون في كلام  عابر". بقيت المسافة بالنسبة لمحمود درويش عن فلسطين  مسافة حلم. ومن أجل الحلم لم يضطر محمود درويش أن يكون بيضة قبان في معادلة لا وزن له فيها. لكن في مقابل ذلك هل نملك الحق في توصيف حالة منصور عباس.. أهو خائن أم واقعي أم مضطر أم بطل؟

توضيح خارج النص: منصور عباس هو الذي رجح كفة لابيد بينيت الأكثر تطرفا في تشكيل  الحكومة  الإسرائيلية على حساب نتنياهو المتطرف.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك