المقالات

وقفات مع الذكرى..

1161 2021-06-11

 

حافظ آل بشارة ||

 

الذكرى السابعة للعدوان الداعشي ، واجتياح العصابات الداعشية لثلث مساحة العراق ، ثم معركة التحرير التي انهت اسطورة داعش واغضبت اميركا واسرائيل واتباعهما في الداخل والخارج :

---

سقوط الموصل بيد عصابات داعش كان بداية لمشروع اعادة البعثيين الى السلطة بدعم أمريكي ، الا ان فتوى الجهاد الكفائي وتشكيل الحشد الشعبي غير مجرى الاحداث وحول الهزيمة الى انتصار ، مما جعل حواضن داعش وداعميه يعلنون حقدهم على المرجعية والحشد الشعبي بشكل علني .

---

قبل اجتياح محافظة نينوى كانت المحافظة قد شهدت تغلغل عناصر داعش في دوائر المحافظة بشكل شبه علني ، وكانت تأخذ الاتاوات قسرا من الناس ودوائر المحافظة  ، ولها نسبة مالية كبيرة في كل العقود والمشاريع ، وتقتل وتعتقل وتخطف من تشاء ، وكان كل مسؤولي المحافظة يعلمون ذلك بالتفصيل ويقابلونه بالصمت.

---

عصابات داعش هي ذراع اميركا واسرائيل وكانت مكلفة بانهاء العملية السياسية ، وكانت تحظى بدعم سياسيين سنة من داخل الحكومة ومجلس النواب وشيوخ عشائر ويقودها جلادو النظام السابق ، وكانت مشحونة بالحقد الطائفي وحلم عودة السنة الى السلطة ، وينظرون الى اميركا واسرائيل والسعودية كحلفاء وشركاء في التغيير.

---

عصابات داعش انتجتها اعتصامات المنطقة الغربية الممولة خليجيا ، والذين قادوا تلك العصابات واستخدموها في تنفيذ مخططهم الطائفي التكفيري ، وهم مازالوا في السلطة وداخل الاحزاب ولم يعاقبوا ، ويواصلون تنفيذ نهجهم الطائفي وهم حاليا ادوات بيد الاحتلال الأمريكي ، وهم اليوم يرفضون انسحاب القوات الامريكية من العراق .

---

الظروف التي ساعدت على اجتياح عصابات داعش للموصل وثلث مساحة العراق ما زالت تلك الظروف قائمة ، كالفساد الاداري والمالي ، وتفكك سلطات المحافظة وضعفها ، وحاليا يتم اعادة فلول داعش الى المناطق المحررة ، واحياء الحواضن والخلايا النائمة ، واعادة اسر داعش من مخيم الهول السوري بدعم امريكي ، وقد تساعد هذه الظروف على عودة داعش مرة اخرى.

---

الاعلام الرسمي في العراق لم يبد اهتماما كافيا بذكرى الاجتياح الداعشي ، والفتوى الجهادية التأريخية وظهور الحشد الشعبي ودوره في اسقاط المشروع الداعشي ، ولم يهتم الاعلام القوة الجوية لأنهم شيعة.

---

مع ان اميركا ترعى النظام القائم في العراق بعد الاحتلال الا انها قررت اسقاطه عام 2014 بعد ان وجدت ان القوى غير المنسجمة مع المشروع الامريكي بدأت تهيمن على النظام ، فاستخدمت واشنطن عصابات داعش لهذا الغرض ولكي تحول العراق الى بلد تسوده الفوضى والمذابح وتصفية الحسابات ، واعادة النظام السابق الى السلطة.

---

عصابات داعش عبارة عن تجمع لاشرار العالم وهم تكفيريون متوحشون كالبهائم ، ولا يملكون مشروعا سياسيا ولا عواطف ولا قيم ولا ضوابط اخلاقية ، لذلك كان الاهالي السنة الابرياء في نينوى والانبار وصلاح الدين واطراف كركوك وديالى هم ضحايا البطش الداعشي الاعمى ، نزح منهم الملايين وقتلوا وغيبوا وانتهكت الاعراض وسبيت النساء ، وهرب قادة المناطق والوجهاء الى كردستان وعمان .

---

بعد انتهاء اسطورة داعش العسكرية بدأت اميركا عملية الانتقام المنظم من الحشد الشعبي ، فكان اغتيال قادة النصر سليماني والمهندس في عملية المطار ، ثم القصف المستمر لقواعد الحشد ، ثم تلفيق التهم لاعتقال قادته ، ثم شن حملة اعلامية عبر قنوات الاحتلال المعروفة لتشويه صورة الحشد واسقاطه معنويا .

---

بعد هزيمة داعش بدأت اميركا وحلفاؤها برنامج تمزيق الحاضنة الاجتماعية للحشد الشعبي الممتدة عبر بغداد ووسط وجنوب العراق ، فكانت تظاهرات الجوكرية التي هي غطاء لعصابات الجريمة المنظمة ، التي نفذت مخططا للتدمير والحرق والنهب والقتل ومحاربة العقائد والسعي لتمزيق الهوية الدينية وانتهاك المقدسات ، ثم انتهت الى الفشل كما انتهى الغزو الداعشي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك