المقالات

عنوان يا محسنين..!

1491 2021-06-14

 

حمزة مصطفى ||

 

بالنسبة لي حين أشرع بكتابة مقال أختار العنوان أولا. هناك من يفعل العكس, العنوان يتركه للأخير. أحيانا تزدحم الأفكار والمفاهيم والعناوين على طريقة "تكاثرت الضباء  على خراش .. فما يدري خراش مايصيد". وأحيانا تشح الأفكار والمفاهيم  والعناوين الى الحد الذي تحسد فيه  ملعون الوالدين خراش. القارئ العادي الذي كتبت عنه ناتالي ساروت كتابا يحمل العنوان ذاته (القارئ العادي) لايدرك ربما متاعب الكاتب بعكس القارئ المحترف. هل قلت ناتالي ساروت؟ لست متأكدا. ليس أمامي سوى اللجوء الى العم غوغل لكي "يفزع لنا". ما أن كتبت "القارئ العادي" حتى ظهر إسم المؤلف الذي هو إمرأة أيضا .. فرجينيا وولف. لولا غوغل لأصبحت أضحوكة للقراء العارفين القارئين الدارسين الفاهمين المفتحة أعينهم بكل أنواع اللبن من لبن أربيل الى ذاك الذي أضعناه في الصيف الى كالة الإيراني وعيران التركي.

مشكلة أن يقرأ لك قارئ محترف. تخطئ بالهمزة تبتلي على عمرك, تكتب أرجوا بدل أرجو كأنك أخرجت سيبويه من قبره, وإذا كان لديه تمثال كأنك ساهمت في محاولات أقتلاعه. القارئ  المحترف العارف الدارس الفاهم "كاعد لك ركبة ونص" يدور عليك "الزلة" كما لو كان  أبو الأسود الدؤلي إبن خالته والخليل إبن أحمد الفراهيدي نسيبه ونفطويه إبن عم الخياط الذي خيط بدلة عرسه . القراء العاديون "وردة مال الله". تكتب عن الكهرباء المقطوعة يعطيك عشرة من عشرة ومرات معها درع خشبي. تكتب عن طريق الخالص ـ العظيم يقول لك "عظمة على عظمة", تكتب عن الإنتخابات المبكرة يقول لك "لاعاب حلكك". تكتب عن إيفانكا ترمب يقول لك "أنت وين أكو منك".

أعود  الى العنوان الذي لم أعثر عليه بعد والى ناتالي ساروت التي وضعتها مكان فرجينيا وولف. طلعت  بنت ساروت "بلوة", هي أحد مؤسسي الرواية الفرنسية بعد الحرب العالمية الثانية. قبلها كان لها كتابها "إنفعالات" الذي شغفنا به أنا وأبناء جيلي أيام المد القرائي لنا في ثمانينات القرن الماضي.   

العنوان فضلا عن كونه فن, فهو لعبة جميلة سخر لها أبرز  الكتاب مواهبهم إرضاء للقارئ عاديا ومحترفا. دعك من عناوين بايخة مثل "الكتاب الأحمر" لماو ومن بعده "الأخضر" للقذافي. بل حتى كتاب مثل "فلسفة الثورة" هل يعقل أن يكون كاتبه ضابط برتبة "بكباشي" إسمه جمال عبد الناصر صار فيلسوفا لمجرد صعد دبابة وتوجه الى قصر الملك فاروق. أنور السادات الذي كان عشية الثورة مع زوجته, اللغويون يقولون زوجه جيهان السادات "هي هم زوجه ماكو فرق" في دار السينما يشاهد فيلما الف كتبا بعناوين جذابة. الأول "ياولدي هذا عمك جمال" والثاني "البحث عن الذات". بالنسبة لي مازلت أبحث عن عنوان. عنوان يامحسنين. عناوين صغيرة تجنبك قراءة مقالات كبيرة تصدع رأسك ورأس ..  إيمانويل ماكرون المصفوع بإسم الديمقراطية.

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك