ناجي امهز ||
كتب ابن المقفع في كتاب كليلة ودمنة قصة الاسد والثعلب والذئب والحمار.
وقد أعجبت هذه القصة لابن المقبع اللبناني وأراد أن ينقلها اليكم على الطريقة اللبنانية وباختصار.
يروى أنه كان هناك غابة يعيش فيها جميع الحيوانات بهدوء واستقرار، وكان سبب هذا الاستقرار هو صوت المذياع الذي يخرج كل صباح عليهم ويقول لهم كل شيء بخير والتبن متوفر واللحوم بالمجان، وكانت لجنة المؤتمرات المؤلفة من الغربان هي التي تصادق على كلام المذياع حيث تخرج على البهائم وتقول لهم نحن نصدق المذياع فعلا ان كل شيء بخير والتبن متوفر واللحوم بالمجان، وبقيت الغابة على هذا الحال سنوات.
وذات يوم جاء الحمار إلى الثعلب وقال له هناك شيء غريب يحصل بالغابة،
قال الثعلب وما هو؟؟
قال الحمار أشعر بأن التبن انتهى والعشب جف وحتى الكثير من الحيوانات العاشبة لم تعد موجودة وكان أحدا أكلها او انها رحلت،
فقال الثعلب للحمار، أنك تتخايل يا صديقي الم تسمع المذياع قال اليوم كل شيء بخير والتبن متوفر واللحوم بالمجان، وقد صادق على هذه الاقوال اللجنة.
وما ان ذهب الحمار مقتنعا بكلام الثعلب حتى تحرك الثعلب مسرعا إلى الذئب وقال له كاد أن ينكشف أمرنا اليوم أمام الحمار ولو لم يكن الحمار بحماية ملك الغابة لقتلته.
فقال الذئب: حتما بالختام سينكشف امرنا، فقد التهمنا كافة الحمير، والحيوانات القادرة على الزراعة والإنتاج غادرت الغابة إلى الغابات المجاورة، فلم يعد هناك من يحرث الأرض ويتكاثر بها او ينتج مما حول الغابة إلى صحراء، وانا لم اعد اجد ما ما أقوله على المذياع كل صباح، فما بقي الا اللجنة وانا وانت والحمار بالغابة، واللجنة تخبر ملك الغابة كل يوم ان الأوضاع بالف خير.
وبعد بضعة أيام ارسل الاسد ملك الغابة خلف الذئب والثعلب، وما ان دخلا عليه حتى قال لهما اين طعامي فأنا منذ أسبوع لم اتناوله،
فقال الذئب لملك الغابة، للحقيقة يا ملكنا لم يبق بالغابة الا انا والثعلب واللجنة والحمار.
فقال الملك انا بحاجة إلى الطعام فإن لم تأتيني بالطعام أيها الذئب سالتهمك، ثم اللجنة، وبالختام سيكون تحليتي ذاك الثعلب.
فقال الثعلب يا ملكنا لماذا لا تلتهم الحمار فإنه مكنز اللحم ووافر الشحم،
فنهره ملك الغابة غاضبا: ويحك تريدني أن اخنث بوعدي للحمار، وأنه بحمايتي ورعياتي.
فقال الثعلب: وان قدم نفسه فداء لملكنا العظيم،
قال الملك: حينها يكون هذا مثال الفداء ويخلده التاريخ.
فقال الثعلب حسنا ارجو الملك دعوة الحمار إلى الاجتماع بحضورنا،
قال الملك لك ذلك..
وحضر الحمار والذئب والثعلب واللجنة أمام الملك.
فقال الثعلب: يبدو ملكنا شاحب الوجه هزيل الجسم خائر القوة،
فقال الذئب وهو يبكي ان ملكنا لم يتناول الطعام منذ أسابيع مما جعله بهذه الحال.
فتقدمت اللجنة المؤلفة من طيور الغربان وسجدت بين يدي الملك قائلة ليلتهمنا الملك لان ارواحنا فداه...
فقال الذئب ويحكم ان لحمكم مر وهو جالب للامراض اغربوا عن وجه الملك وليلتهمني انا فان روحي فداء للملك.
فتدخل الثعلب وقال لا يا صديقي فإن لحم الذئاب قاس لا يهضم، وهو يجلب السوء والحظ العثر لمن يتناوله، فاليأكلني الملك وبذلك يكون قد خلدني التاريخ.
فقال الملك للثعلب هل جننت، فإنك وزيري، أغرب عن وجهي.
والحمار يتأمل الحديث بين الملك ورعيته، فما كان منه إلا أن قال بعقله طالما ان الملك رفض أن يلتهم جميع أتباعه ومن أعطاهم امانه فإن تقدمت فإنه حتما لن يلتهمني.
فتننح الحمار وقال يا جلالة الملك روحي لك فداء فأرجو أن تلتهمني..
وما كاد يكمل كلمة تلتهمني حتى انقض عليه الملك والذئب والثعلب، واللجنة من طيور الغربان.
وبعد أن انتهى الجميع من تناول الحمار، قال الثعلب الم أقل لكم ان الرعية دائما وجدت لخدمة الملوك...
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha