محمد العيسى ||
كيف تحولت هذه الكذبة والخديعة الى مصيدة وقع بين فكيها البسطاء؟
وكيف استطاع الإعلام أن يحول العامري من شخصية أسطورية ،لطالما تغنى بها العراقيون إلى شخصية لاتجيد فن السياسة وقد فشلت واخفقت في إدارة الكثير من الملفات ؟
لسنا هنا بصدد الإجابة عن جميع التساؤلات والإحاطة بتفاصيلها ،لان ذلك يحتاج إلى مزيد من الاجابات ربما يقنع بعضها البعض أو ربما لايقنع ،الا أن الحقيقة لاتخفى عادة ويمكن أن تظهر ولو بعد حين ،والمهم عند صناع الوهم والتضليل في المطابخ الإعلامية والاستخبارية ،هو تمرير مايمكن تمريره على شعب لايجيد فن اكتشاف المغالطات .
والاهم من ذلك هو علينا أن نشير إلى أن عملية برمجة العقول بطريقة ميكانيكية لم تكن وليدة الصدفة ،رغم أن الصدف في بلادنا دائما ماتتسم بالضبابية والتعتيم ،وتستبطن في داخلها الف علامة استفهام .
وهكذا بدأت الحكاية
بعد أن حصد الفتح مقاعد كثيرة في الإنتخابات السابقة والتي جاءت بعد أن أدرك الشارع أن من يجب أن يمثله في البرلمان والحكومة ،هم أولئك الرجال الذين ضحوا بمواقعهم وامتيازاتهم وقدموا آلاف الشهداء واستطاعوا أن يهزموا داعش بفترة قياسية ،جن حنون امريكا ،بان هذا التحالف الذي لايخفي عداءه لهاولسياستها ،ربما سيسقط مشروعها في الشرق الأوسط ،وستكون مصالحها في مهب الريح وسيكون لقيطها غير الشرعي اسرائيل في معرض الخطر والازالة إذا ما أخذنا بنظر التحالف الاستراتيجي بين الفتح والجمهورية الإسلامية .
من هنا اتجهت مطابخ صناعة الوهم والتضليل لإعادة برمجة العقول العراقية ،وتوج ذلك في تشرين والأحداث التي تخللت تلك التظاهرات فكان عملية التسقيط الممنهجة تسير بكل سهولة تتناسب تماما مع سهولة اختراق عقول العراقيين ،خاصة وهم يعانون من مشاكل تتعلق بالبطالة والفساد الحكومي المستشري ،الا أن كل هذه الأسباب وغيرها لم تكن أبدا في حسبان صناع الأزمات الامريكان وغيرهم،.
أن هدفهم يكمن في إسقاط الحكومة السابقة والرموز الوطنية ،والاماذا تفسر إصرار المتظاهرين على إسقاط الحكومة ،دون غيرها مع بقاء رئاسة البرلمان ورئاسة الجمهورية ؟
وماذا تفسر إصرار المتظاهرين على عدم القبول بشخصيات وطنية لرئاسة الوزراء كمحمد شياع السوداني واسعدالعيداني ؟
وماذا تفسر قضية هروب رئيس الجمهورية برهم صالح إلى السليمانية ورفضه تكليف اي من هاتين الشخصيتين ؟
وماذا تفسر موافقة رئيس الجمهورية والمتظاهرين على حد سواء بمصطفى الكاظمي ؟هل هذه صدفة ام انها جاءت وفق حسابات معينة .
وعليه أن تمكنا من حل طلاسم تلك الملفات سيظهر الأمر أكثر وضوحا أن من قادوا عملية إسقاط العامري سياسيا هم أنفسهم الذين قادوا عملية اندلاع التظاهرات وهم أنفسهم من قادوا عملية قتل قاسم سليماني وابومهدي المهندس وهم أنفسهم من قادوا عملية إسقاط حكومة الدكتور عادل عبدالمهدي ،وهم أنفسهم من يمسكون بملف الكهرباء في العراق وهم أنفسهم من سيدمرون البلد ويعلقون ذلك بشماعة إيران ،وهكذا فإن إسقاط العامري وغيره واحدة من حلقات تآمرية كبيرة حلت بالعراق منذ اليوم الأول لدخول القوات الأميركية للعراق وان ليس هناك حلولا لمشاكل هذا البلد الابخروج اخر جندي امريكي من أراضيه .
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha