محمد العيسى ||
يبدو أننا إزاء تحديات خطيرة ،لايحدها مدى معين أو سقف محدد ،ولعل مايلوح في الأفق هذه الأيام هو التحدي الذي يتعلق بالذين ينبغي أن يحملوا هموم الوطن ويكونوا عونا وسندا لأطراف المقاومة بكل عناوينها .أن هؤلاءوللاسف الشديد يقودون حملة تسقيط ممنهجة،لرموز المقاومة والتضحية ،فيعملون على شراء الذمم ،في محاولة لتفريغ الكيانات السياسية من كوادرها تارة ،وفي محاولة لإرضاء عقدهم النرجسية ،والطامحة بالعودة للسلطة من جديد تارة أخرى.
وهذه في الحقيقة الطامة الكبرى أن يسعى الذين فقدوا السلطة للعودة إليها ،ولو حساب أضعاف الكيانات الأخرى،بأساليب لاتنسجم مع المعايير الأخلاقية والشرعية.
من يدعي أنه يتبنى مشروعا وطنيا مقاوما لايمكن أن يتجرد من اخلاقياته وقيمه ،بدافع الغرور وحب الدنيا والرئاسة ،فلايمكن أن يجتمع في قلب واحد حبان ،فاما حب الدنيا أو حب الله .نعم لايجتمع حبان متضادان في قلب واحد ،والذين يدعون إمكانية الجمع بين الاثنين ،هم أما ضعفاء الايمان أو منافقون.
أن حب الرئاسة والسلطة والجاه،هي هواجس قاتلة لاتؤدي بصاحبها إلا إلى المزيد من ضعف العقل والبصيرة والايمان،وبالتالي لايمكن أن يعد
نفسه من دعاة المقاومة ورجالهاولو شكليا ،لان الأمر الاول لاشك أنه سيؤدي به إلى مهاو سحيقة لاتنفع معها الادعاءات والمزايدات ،بل العكس تماما ربما سينحدر إلى مستنقع الخيانة والاستسلام والرضوخ لإرادة الأعداء
طريقنا واضح ،وقادتنا هم من خبرتهم ساحات القتال والجهاد ،لاالمطامح
السياسية التي أدى التنافس عليها والتمسك بها إلى ضياع ثلث العراق في اقل من رمشة عين.
أننا بحاجة إلى الوحدة والتآخي ورص الصفوف وليس للتناحر والتسقيط المعنوي لقادة كانوا في المعارك رجالا أشداء ،دافعوا عن العراق بكل ما يملكون وقدموا له التضحيات.
ومع وجود قوات الاحتلال الأمريكي في العراق ستكون المسؤولية تضامنية حتما ،ولايجب أن تكون الإنتخابات وهواجسها عاملا مفرقا ،وممزقا لوحدة الصف الشيعي ،وان جبهة المقاومة التي ترفض وجود الاحتلال الأمريكي والتي لاتضع من أولوياتها الفوز بالانتخابات من عدمه ،همها الوحيد هو خروج اخر جندي امريكي من العراق ،.
هذا هو الإطار العام لاستراتيجية هذه الجبهة ومن يتنازل عن هذه الأولويات أو يحاول أن يخلق من نفسه زعيما بدون منصب لأغراض انتخابية ،وينافس الآخرين على زعامتهم المعنوية ، سيضع نفسه في خانة الشبهات لامحالة.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha