نعيم الهاشمي الخفاجي ||
عبر تاريخ البشرية الغلبة تكون للأشرار وليس للأخيار، تاريخ البشرية حافل في اضطهاد وقتل أنبياء الله عز وجل، بل حتى رسول الله محمد ص خاتم الأنبياء عندما طلب من أصحابه إحضار دواة وقرطاس لكتابة وصية لم ولن تضل الأمة بعده الى يوم القيامة، لكن امة الاسلام رفضت ذلك، وتم إبعاد الخليفة الشرعي المنصب الامام علي ع والذي نزلت به آيات كثيرة وتحدث عنه رسول الله ص في أحاديث كثيرة، بل اصبح علي ع وأصحابه من صحابة رسول الله ص المخلصين بدون حاضنة، وتم اضطهادهم وقتلهم في اسم شريعة الإسلام نفسها، أبو ذر الذي مدحه رسول الله ص تم طرده من حاضنته الاجتماعية و عاش منفيا في الصحاري، الاعلامي والصحفي الشريف في وقتنا هذا اصبح محارب، المؤسسات والقنوات الاعلامية التي ترفض الذل والخنوع يكون مصيرها الإغلاق في اسم العدالة وحقوق الانسان، والعجيب يدعمون الإرهاب وينشرون ادواته ويدعون انهم يحاربون الارهاب، يقصفون ويقتلون من يحارب الارهابيين يصنفونه ارهابي وقاتل؟ نحن في زمن بائس حسب قول الامام علي ع نحن بزمن كنود أصبح به المحسن مسيئا والظالم محسنا ويزداد الظالم عتوا، بطبيعة كتاب الوهابية اذا سمعت صراخهم فاعلم إنهم سبب المشكلة والفتنة، بطبيعتهم يؤججون الصراعات ويسفكون الدماء البريئة ويكذبون على المغفلين ويظهرون في مظهر الضحية والمعتدى عليهم، الكاتب الذي يكتب في صحف الوهابية لحكومات البترول وخاصة إذا كان الكاتب شيوعي يساري يعطوه عن كل حرف يكتبه دولار واحد، أحد المأجورين العبيد كتب يقول، والعقلاء حسب قوله ليسوا بدو الجزيرة بل والعرب، وكل مهتم بقضايانا ومنطقتنا من صهاينة، ويقول هذا لا يتم بعمل فردي، وإنما تحت ظل المؤسسات.
يتحدث عن مراكز الدراسات في مملكته ومنها المؤسسات الإعلامية التي لديهم وكأنهم لايصرفون المليارات على دعم قنوات نشر التطرف وبنفس الوقت يدعمون قنوات نشر السفاهة والفساد، لايمكن مقارنة العقلية الرأسمالية الغربية التي استفادت من النظرية الاشتراكية التي وضعها عدوهم كارل ماركس، مواقع التواصل والتعبير عن الرأي لدى المواطنين الأوروبيين في أوروبا الغربية لا يتأثر في الفيس بوك وتويتر مثل وضع الشباب العربي الذي يستعمل وسائل التواصل الاجتماعي لقضايا غير أخلاقية ويستثنى القليل، كاتب ومثقف وفيلسوف يكتب بمواقع التواصل العربية يتابعه أفراد بينما يتابع عشرات الاف الناس راقصة أو مغنية او يتابعون حساب رجل متخفي في حساب انثى،
من يحكم في أوروبا التجار وأصحاب الأموال وهؤلاء هم لهم اليد الطولى في تحريك الطبقات السياسية، وقوف ساسة الغرب ضد
«غوغل» حول قضية الحقوق والإعلانات، لم يكن ذلك ان الساسة بالغرب تحركوا بمفردهم وإنما من قام بذلك الرأسماليون اصحاب الدولة او الدول العميقة، مانشره الكاتب الغربي أليكس ويب في مقال بصحيفة خليجية بعنوان: «أوروبا تضرب «غوغل» أخيراً»!
يقول ويب: «أعلنت المفوضية الأوروبية، يوم الثلاثاء، فتح تحقيق رسمي بشأن ممارسات الشركة العملاقة المسؤولة عن محرك البحث (غوغل) فيما يتعلق بالإعلانات على شبكة الإنترنت، ويعدّ هذا التحقيق الأهم بعد سنوات من التحقيقات المتعلقة بمكافحة الاحتكار».
لا يمكن مقارنة حقوق الملكية الفردية الأوروبية مع حقوق الملكية في الجزيرة العربية والدول العربية والإسلامية إلا ما ندر، حيث لا قيمة ولا وجود لحقوق الملكية الخاصة في بلدان تعتمد على بيع عائدات البترول فقط بل ويضعون أموالهم في بنوك من نصبوهم حكاما على شعوب العرب، لا يوجد إعلام عربي عقلاني وإنما ادوات لدول كبرى مستعمرة ينفذون مايطلبه منهم اسيادهم في الدول الكبرى.
أحد المستكبين يقول الإعلام الحر فقط الصحيفة التي هو يكتب بها ثم قناة «إم بي سي»، هؤلاء الكتاب المرتزقة يحتاجون حاضنة تجمعهم، ويقول فلتبدأ المعركة إذن.
معركة مع من يا مخبول؟ تبقى انت ومن معكم مرتزقة مطبعين عملاء، تمولكم دولكم الخليجية البترولية في مليارات الدولارات وتشكو وتقول نحتاج حاضنة، رغم وقوف دول وحكومات وشعوب تابعة الى الحكام من خلال حواشيهم والعسكر والمستفيدين، إعلم أيها المرتزق أن من يشكو من عدم وجود الحاضنة هم الكتاب والصحفيين القلائل الشرفاء الذين رفضوا الارتزاق والذل، الحمد لله رغم أننا أفراد قلائل لكن نتكلم بلسان المظلومين وضحايا الارهاب الوهابي التكفيري لكننا نشعر ان لدينا حاضنة شعبية كبيرة منتشرة بكل أصقاع العالم، هذه الحاضنة هي طبقات العمال والفلاحين والكادحين والمجاهدين في ساحات الوغى في رفض الهيمنة والذل من ابطال النصر والجهاد في كل اصقاع بلدان العرب التي تقاتل الارهاب الوهابي التكفيري.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
9.7.2021
https://telegram.me/buratha
