المقالات

فِي الصِّيفِ ضَيَّعْتِ الكهرباء!

1336 2021-07-12

 

زينب فخري ||

 

يبدو أنَّ للصيف حضوراً قوياً في اذهاننا؛ ليس لأنه مرتبط بملف الكهرباء، الملف الأكثر فساداً في العراق بل حضوره يتمثل في الأمثال والموروث الشعبي.

ولنستذكر في هذه الأسطر بعض الأمثال والأشعار التي قيلت حول الصيف لعلّنا نخفف من وطأة حرارته وننسى ملفه الشائك.

فمن الأمثال:

"الصيــف أبـو الفقير": لأنَّ تكثر في فصل الصيف المحاصيل الزراعية والخضروات والفواكه التي تكون متوفرة بأسعار مناسبة. كما أن الفقير لا يحتاج إلى الملابس الشتائية التي تكون نوعاً ما غالية الثمن. كما أن طول نهار الصيف يساعد على إتاحـة فـرص عمـل أكثر من الشتاء. لكن في أيامنا هذه لم يعدّ "الصيف أبو الفقير"، فانقطاع الكهرباء المتكرر ولجوء المواطن إلى إصلاحها بنفسه، واشتراكه في مولدات قد يصل سعر الأمبير فيها إلى 20 ألف دينار أو اكثر، يجعله فاقد الأهلية كأب للفقير!.

والمثل الأخر: "الصـوم بالصيـف مثل الجهـاد بالسـيف".. فالصوم في أيام الصيف شديدة الحرارة وما يتحمله الصائم من شـدة العطـش وطول النهار، يجعل أجـر الصـائم فيه كأجـر المجاهد في سـبيل الله.

وبالتأكيد هذا لا ينطبق على بعض البلدان المختلفة في تضاريسها وموقعها الجغرافي، فيعدّ الصيف بالنسبة لها لقصره ولطفه ضيفاً لا يلبث أن يغادر ويرحل، فتقول في أمثالها: "الصيــف ضيـــف"، بل إنَّ بعض الشعوب تجزم بأنَّه أقصر فصول السَّنة، فيقولون: "الصَّيف عمرو قصير".

ومن أشـدّ أشـهر الصيف حرارة هو تموز.. وممَّا جاء من أمثال وكنايات في هذا الشـهر:

"تمــوز وطبـــاخ": إذ ترتفع فيـه درجات الحرارة لتصل في كثير من الأحيان إلى 55 درجة مئوية أو أكـثر، وكأن المرء على مرجل أو طبـاخ شـديد الحرارة.

و"أحـر من شـمس تمـوز": وهو كناية عن شدَّة الحرارة؛ فإن شمس تموز تكون حرارتها شديدة خاصة وقت الظهيرة.

وكان لشهر آب.. حصة في الأمثال والكنايات، منها:

(أول عشـرة من آب تحرق البسـمار بالباب)، أي من شدَّة الحر، (وثاني عشـرة من آب تكثر الأرطاب وتقلل الأعناب وتسـوي الأرطاب)، أي لدخول موسم التمر، وثالث عشـرة مـن آب تفتـح من الشـتة باب)، أي بداية دخول فصل الخريف.

وأشهر ما قيل عند العرب: "فِي الصِّيفِ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ": ويضرب لمن يطلب شيئاً قد فَوَّته على نفسه أو يُضيِّعُ ما بيديه مِنْ خيرٍ طمعًا في غيرِه، وبطرًا بالّنعم وجَهلاً بقيمة ما يملكه من مُتاحِ النّعَم.

وعند بعض البلدان العربية نجد طائفة من الأمثال عن الصيف، منها:

"الصَّيف حَرِيقْ وِالشّتَا غَرِيقْ"، وهو مثلٌ يُضربُ للإعراب عن التَّذمر من فقدان التَّوازن، أو الاعتدال بين الحالة الجويّة صيفًا وشتاءً في بعض المناطق.

وكذلك "آب اللّهَّابْ، بيجيب الخُضْرَة لَعِنْدِ الباب".

والصَّيف يحشر نفسه حشراً في لهجات معظم الدُّول الخليجيّة بقولهم: "صيَّفتَ"، بمعنى قد تأخَّرت، وفلانٌ صيَّف أيّ تأخَّر، والجماعة صيَّفوا أي تأخَّروا.

ومن العبارات المشهورة عن الصيف التي تقال عند نشوب خلافات بين طرفين اثنين، أو حتى العلاقات الثنائية بين الدول، قولهم: "سحابة صيف" أو "مطر صيف". وذلك للتَّقليل من خطورة حصول خلافٍ استثنائي، واعتباره حدثاً عرضياً لا يدوم ولا يتكرَّرُ كثيراً، وأنَّه لا يفسد للودِّ قضيّة.

وأغنية فؤاد سالم: "حجيك مطر صيف.. ما بلل اليميشون".. أكيد في الذاكرة العراقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك