حمزة مصطفى ||
بالنسبة للمتنبي حسبها صح وحسمها من زمان. فحين مل من الوعود التي أغدقها عليه بغير "وجع قلب" كافور الأخشيدي بمنحه ولاية قال "أمسيت أروح مثر خازنا ويدا.. أنا الغني وأموالي المواعيد". صحيح أن أبا محسد "بيسّ" بكافور من قبيل "لاتشتري العبد الإ والعصا معه.." لكن كافور وفي ظل عدم وجود منظمة هيومان رايتش ووتج ولم يكن قد نشأ بعد نظام الفصل العنصري أعطى شاعرنا الآذن الطرشة بعد أن أخذ منه في مقابل الوعود التي أغدقها عليه أجمل قصائد المدح. فالمتنبي أطلق على الأخشيدي لقب "الأستاذ" ولو كانت أكاديمية مريدي كانت قد وجدت وقتذاك لكال عليه شهادات الدكتوراه في كل الحقول.
إستذكرت بعضا من قصة المتنبي وكافور وأنا أتابع إطلاق المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات الحملة الإعلامية, الدعائية للأحزاب والقوى والكيانات والشخصيات التي تم قبولها لخوض السباق الإنتخابي. من حيث المبدأ الأمر أكثر من طبيعي. ففي كل العالم تنطلق قبيل يوم الإقتراع حملة دعائية يعلن فيها المرشحون مشاريعهم التي ينوون تنفيذها حين الفوز. للمرشحين طرقهم المختلفة في تسويق مشاريعهم بهدف إقناع الناخبين بمن فيها أهداف كبرى وأحيانا خيالية بل ميتاخيالية مثل تبليط الشوارع في العاصمة وباقي المدن والقرى والقصبات تبليط "مال أوادم" وليس "كلاوات". قد يبدو من قبيل المفارقة أن أجعل من قضية بسيطة من اختصاص البلديات قضية القضايا وأترك مايفترض إنه الأصل مثل الصحة والتعليم والبنى التحتية والإقتصاد والضمان الإجتماعي.
لا أحتاج الى سرد المبررات. كل واحد من القراء بمجرد أن ينتهي من قراءة هذا المقال لايحتاج أن يذهب الى الطرق المسماة سريعة داخل العاصمة أو خارجها. ولا الطرق الحولية التي لاوجود لها الإ في الحملة الإنتخابية لعام 2082, ولا الطرق بين المحافظات ومن جملتها الطريق الأشهر "طريق كركوك ـ بغداد" المتنازع عليه بين ثلاث محافظات, وكان ينبغي تثبيت فقرة تخصه في الدستور. أقول لا يحتاج الى الذهاب الى تلك الطرق للتأكد من دقة كلامي من عدمه.
كل الذي يحتاج اليه القارئ الكريم أن يباوع من حديقة منزله الى الزقاق الذي يقع فيه بيته. إذا وجده مبلطا تبليطا "مال أوادم" .. أكسر الكيبورد وأردد مع نفسي "يابنات المكلا .. يادوا كل علة".
https://telegram.me/buratha