المقالات

متى تنتهي قصة العراق الحزينة ؟!


 

ماهر ضياء محيي الدين ||

 

مسلسل الدمار والقتل مازال مستمر في بلد دجلة والفرات ، وكل قصة من قصص العراقيين  ما بعد 2003 تجاوزات  قصص الف ليلة وليلة في عددها ، وما زالت قابلة للزيادة ، الا اذا تغيرت القصة بأكملها .

ما حدث في مدينة الناصرية يوم امس امر ليس مستغربا او عجيبا ، وهو لن يكون الاخير من نوعه وليس الاول من حيث بشاعة الامر وعدد ضحاياها ، وكل اجراءات الحكومة اجراءات كلاسيكية ، ولا تعالج اصل المشكلة ، والاصح  احد مشاكلنا المتفاقمة المتراكمة منذ 2003 وليومنا هذا في عهد حكم المحاصصة من اجراء تحقيق او سحب يده ، ثم فرض عقوبات ومحاسب المقصر ، لان المقصر الحقيقي ليس مدير مستشفى او مدير عام صحة الناصرية  او مسؤول الشعبة او الوحدة  المسؤول عن امر الحرائق او الصيانة او الامن، وهذا لا يعني اسقاط التهم عنهم جميعا في التقصير او المتابعة ، بل الجميع يجب التحقيق معهم لتحديد المسؤول عن هذه الفاجعة ، لكن علينا اولا قبل ذلك محاسب من وضع حجر اساس النظام الجديد .

قوة اي النظام في كل دول العالم مهما اختلفت  طبيعتها او نوع النظام السياسي القائم به  تعتمد بالدرجة الاولى على  رجالاته من حيث  الوطنية والخبرة والكفاءة والنزاهة في ادارة الدولة ومؤسساتها ، لانهم هم اساس قوته ونجاحه وعظمتها ، وهم من يضعون  الاساسات او القواعد او السياسات العامة لإدارة الامور وفق مصالح شعوبهم ، فاذا كانت تلك القواعد او الشروط مبينة على اسس صحيحة وواقعية ، تكون النتائج جيدة جدا ، والشواهد والوقائع كثيرة على ذلك ,والعكس صحيح تماما .

من ادارة الدولة العراقية منذ سقوط النظام السابقة و ليومنا هذا يقتفر الى مؤهلات او قدرات ادارة الدولة ، ولم يتعلم من التجارب السابقة او من تجارب الاخرين كيف تدار الامور ، بل بقي بين  مطرقة التدخل الخارجي  في ادق التفاصيل والسندان الواقع والتركة الثقيلة ، بسبب سياسية نظام البعثي في تدمير مؤسسات الدولة العراقية ، ولم يستطيع طوال سبعة عشر سنة عجاف من تغير ذلك النهج الذي دمر البلد وقتل العباد ، لتكون النتائج كما نراها اليوم من فاجعة الى اخرى ، ومن كارثة الى اشد من الاولى ، ولعل القادم سيكون الاسواء على العراقيين كافة ، وفي تاريخ الدولة العراقية منذ عام 1921.

لا اقصد مما تقدم الاهانة او التنكيل بأحد او الاساءة ، لأننا نعلم جيدا ظروف البلد العامة وحجم التحديات والمخاطر المحدقة بنا ، وحجم الصراع الدولي القائم في المنطقة ، والعراق خصوصا ، لكن الحق يقول عندما تولي اشخاص يفتقرون الى الخبرة والكفاءة في السلطة ،  ويشرعون القانونيين وفق مصالحهم الشخصية ،   ويغيب الحساب الشديد عن الفاسد والمقصرلأسباب سياسة او انتخابية  تكون النتائج بهذا الشكل الفضيع .

وليس بعيدا عن السابق قد يكون ما حصل امس حادثة تقف ورائها جهات تريد خلط الاوراق ، وتأجيج الاوضاع وخصوصا في مدينة مازالت تعاني الامرين ، ودماء ابناها لم يجف بعد احداث المظاهرات الاخيرة، وهنا اكرار كلامي  بنفس الاتجاه من يحكمنا اليوم يتحمل كل ذلك ، لأنه بصراحة سكنوا القصور الفاخرة ، ويعيشون في ملذاتها ، وهناك من يصفق لهم ،ويسير خلفهم مهما كانت النتائج ، ونسوا وتناسوا ان هناك شعبنا مظلوم مضطهد ، وهم يقودون دفة حكمه .

كما قلنا في نهاية المقدمة علينا اولا تغير القصة او من وضع القصة بأكملها ،والا سنشهد المزيد من هذه الاحداث المؤلمة  في مدينة  التاصرية  وغيرها من المدن الاخرى كما حدث مسبقا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابواحمد من النجف الاشرف
2021-07-13
اذا صلح الراس صلح الجسد فاجعة الناصريه الاليمه وماقبلها وماياتي بعدها يتحملها رؤساء الكتل والاحزاب والتيارات بعد٢٠٠٣ الى اليوم لانهم الهتهم مصالحهم الشخصيه ومصالح فئاتهم ولو كان الشعب لديه الوعي الكامل لفتح هو التحقيق مع الحكومه ومن شرعها واجازها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك