المقالات

واذا " أم الخرسان" سئلت. باي ذنب قتلت؟

1306 2021-07-13

 

حمزة مصطفى ||

 

لم يكن الله سبحانه وتعالى يحتاج إلى جواب منا نحن البشر حين قال " واذا الموؤدة سئلت. باي ذنب قتلت". " أم الخرسان" التي قضت في حريق مستشفى الإمام الحسين بالناصرية لا تحتاج هي الأخرى الى جواب منا عن سبب مقتلها حيث تعمل ماسحة لارض المستشفى الخربة لكي تعيل أطفالها الخرسان. هي تعرف كل الأسئلة وكل الأجوبة. والأهم انها تعرف متى تموت وكيف تموت ومن يكفنها اذا بقي من جسدها شي يصلح لقبر في بلاد أدمنت المقابر جماعية وفردية. ماتت أم الخرسان وبقي الخرسان ينطقون بكل لغات الأرض. ليس مهما كيف ماتت حرقا أم حرقة؟ خنقا أم اختناقا؟ لوعة أم حسرة. الموت كما يقول الشعراء واحد وان تعددت أسبابه. لا تنطبق هذه القاعدة على " أم الخرسان".

 أم الخرسان فوق القواعد والاحتمالات. ماتت مرتين. مرة في الحياة ومرة في الموت. كانت تموت حيث لا تجيد سوى مهمة مسح الأرض لكي يعيش الخرسان. واليوم عادت للحياة بعد أن رفعت شهيدة من أجل يحيا الخرسان بارثها الوحيد الذي تركته لهم وهو قرار الدولة عدها شهيدة واكيد سعيدة لان الخرسان من بعد موتها سيعيشون على راتب شهري ياتيهم نهاية كل شهر بالكي كارد أو الماستر كارد أو أي كارد.

 سيسمن الخرسان لان الطعام سيكون وفيرا، والماء صالحا للشرب. لكنهم سيتساءلون عن غياب الام التي كانت صرتها المليئة بما يتبقى من صمون جاف بمبنى السندويج بنل تعادل صورتها وهي تبتسم لهم مع كل .. اه. أو ونة.

غابت صورتها وشيلتها وحنانها الجارف وصوتها الذي يحمل كل اللوعات. سيبقى شبحها يحوم حول الخرسان ناطقا بلغة بابجدية جديدة لا حروف لها قابلة للنصب أو للجر أو للكسر. لكنها تعادل كل الابجديات. صمت الخرسان الابدي يستحيل إلى صرخة مدوية تعيد طرح كل الأسئلة ولا جواب. اعطوني جوابا لسؤال القرآن عن الموؤدة اعطيكم جوابا عن سؤال الخرسان عن الشهيدة.

لك الحمد مهما استطال البلاء

ومهما استبد الالم

لك الحمد أن الرزايا عطاء

وان المصيبات بعض الكرم                                  

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك