📌🖊غدير التميمي ||
لم تمضي سوى ثلاث اشهر على حادثة مستشفى ابن الخطيب فتاتي فاجعة اخرى تدمي القلوب ، في الوقت الذي تنتشر فيه سلالات كورونا المتحررة الخطيرة ويلتجأ المواطنون الو القطاع الصحي من اجل التمسك بارواحهم من هذا الوباء فيكونون حبيسين النار !! في اي بلد هذا يحدث مثل هذا الامر الكارثي ، ألسنة اللهب ذاتها تطارد مرضى فيروس كورونا المحتمين في مستشفى الحسين للعزل بمحافظة ذي قار لتخلف عشرات القتلى الذين قضوا حرقا داخل المستشفى نتيجة انفجار 3 أسطوانات أوكسجين من بينهم كودار طبية وعناصر أمن.
اليوم نشهد انهيار كبير جدا في القطاع الصحي وغياب دور الدولة في إصلاحه وإعادة تأهيله والإجراءات الحكومية التي أعقبت الحريق لم تكن كافية فالجميع اصبح يشكك بتلك الإجراءات ويرون الناس عامة أنه لا فائدة من الإصلاح في ظل استمرار نفس الطبقة السياسية في الحكم يعني باللغة الدارجة (لاتحل ولاتربط) ، مقتل المصابين في المستشفى سيزيد من عمق الفجوة بين المواطنين وساسة الحكومة المبنية على الفساد بأنواعه ويقلل من إمكانية أية إصلاح يدعيه المنخرطون في هذه الحكومة القاتلة.
هول الفاجعة دفع السلطات المحلية بالمحافظة لإعلان حالة الطوارئ، بينما استدعت مديرية صحة ذي قار الأطباء المجازين للالتحاق بعملهم ، وأعلنت مديرية صحة ذي قار ارتفاع حصيلة شهداء الحريق لمرضى كورونا إلى 92 شهيدا وذكرت وزارة الصحة وصول الشهداء الى 39.
كما قرر رئيس الوزراء تشكيل لجنة تحقيق حكومية للوقوف على أسباب حريق مستشفى الحسين، نتيجة الإهمال المرتبط بالفساد المستشري في كافة مؤسسات البلاد وهذا التحقيق لن يغير شيء فهو مثل سابقه .
الإصلاح الحقيقي يتطلب توفر الإرادة السياسية والدعم الشعبي وهو ما لن يتحقق ضمن منظومة الفساد المستشري أو بالإعلان الحكومي المبتذل عن تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الحريق الحقيقة ومعالجة الخلل الحاصل في القطاع ومحاسبة المقصرين اشد العقوبات فقد ذهبت من جراء فسادهم ارواحنا وليست بالشيء القليل ..