المقالات

الصدر..بين الممانعة والرضوخ

1357 2021-07-15

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

المتابعين للشأن السياسي العراقي ، يرون بوضوح الخط البياني الصدري في العملية السياسية مابين  صعود ونزول . على مر الأعوام التي تلت عام ٢٠٠٣ ، كان السيد الصدر ، وتياره قد مر بمراحل متعددة ، أبتدئها مقاوماً للمحتل  الإمريكي ، ومن ثم مشارك في العملية السياسية ، وهناك مؤشرات كثيرة على أداء نوابه  تحت قبة البرلمان ، وعلى التيار  بأكمله .

اليوم السيد الصدر ، أعلن بكل وضوح أنسحابه من الإنتخابات القادمة في خطاب متلفز ، بث من النجف الإشرف ، وقد حظى خطابه بأهتمام أعلامي كبير ، لما ورد فيه من مؤشرات خطابية لم تفاجيء الأوساط الأعلامية ولا حتى السياسية بقدر تفاجيء الرأي العام الشعبي العراقي . والسؤال هنا ، ماذا أراد الصدر بهذا الإنسحاب ؟ 

بأيجاز ، نرى أن السيد الصدر أراد أرسال رسائل متعددة من خلال هذا الإنسحاب الغير مفاجيء لنا والذي كنا نتوقع منه مفاجئه ، ربما لم تكن على مستوى الإنسحاب  من الإنتخابات .

 بعد سلسلة خطاباته التي صرح بها خلال الإسابيع الماضية من أن هناك من يحاول أغتياله ، وأن بعض السياسيين أعتبر وجوده ، أي الصدر ، عِبء على العملية السياسية من خلال تذبذب السلوك السياسي لدى هذا التيار الذي يتمتع بشعبية كبيره في الداخل العراقي ، وحقيقه هذا هو الرهان الكبير الذي طالما راهن به السيد مقتدى الصدر بقلب أوراق العملية السياسية في أي وقت يشاء . السؤال هنا ما هي الرسائل التي بعثها الصدر من خلال هذا الإنسحاب ؟

♦️  أولاً ، أن القواعد الشعبية للتيار الصدري أخذت بالأنحسار ، بعد أن بات من المسلمات أن الصدر يقف خلف رفع قيمة صرف الدولار وأن الحيف الأقتصادي قد أرهق المواطن كثيراً ، وأن  الأنتخابات ربما لن تفرز له مقاعد تؤهله للوصول الى رئاسة الوزراء التي أصبحت أمنية صدرية .

♦️ ثانياً نعتقد أن الإخفاق الكبير بتقديم الخدمات في وزارة الكهرباء والصحة ، واللتين تحسبان على الصدر بكل حيثياتها ،وآخرها أحتراق المرضى الراقدين في مستشفى الإمام الحسين ( ع ) في محافظة ذي قار ، وقبلها مستشفى أبن الخطيب ، في أبشع صوره قدمت للعالم من خلال مصيبة  ( حفلات الشواء ) التي هزت ضمير الأنسانيه على امتداد المعمورة . علماً أن هاتين الوزارتين بلا وزراء لأنهما أستقالا بعد الهوان الذي لحق بالمواطنين جراء النقص الحاد في تجهيز البنى التحتية المطلوبة .

♦️ ثالثاً ، أعادة الخارطة الإنتخابية في مخيلة الجمهور الصدري ، الذي قرر عدم التصويت للمرشحين ، الذين تحوم حولهم شبهات كبيرة من الفساد ، وجُلهم له ماضٍ سيء ، وخصوصاً في ما يسمى اللجان ( الإقتصادية ) الغير شرعية ، والتي أصبحت من المسٌلمات الصدرية ، والتي بات الكل يعرفها ويعرف من يقف خلفها .  ربما أعادة التموضع والتخندق أمام الجمهور الصدري ، هي من جعلت هذه الرسائل ، تخرج للجمهور في هذا المفصل الحساس من تأريخ الإزمة الخانقة التي تعصف بالعراق . أجمالاً نرى إن السيد الصدر بخطابه اليوم قد هرب الى الأمام للتنصل من المسؤوليات التي عصبت برأسه ورأس تياره .

على مستوى الإمنيات ، نتمنى أن يعود السيد الصدر عن قرار الإنسحاب ، ولكن على طريقة ترتيب البيت الشيعي وذلك من خلال أجراء مصالحة كاملة مع باقي التيارات والأحزاب الإسلامية  المشاركة في العملية السياسية ، وخصوصاً دولة القانون ، والفتح . نعتقد بهذه العودة ، وهذا الإنفتاح على الآخرين ستتشكل الكتلة الإكبر تحت قبة البرلمان ، وسيكون أخراج المحتل الإمريكي منوطاً بهذه المصالحة ، التي تحتاج الى قرار جريء من لدن السيد الصدر ، وبهذا يغلق الباب على من يحاول دق أسفين البغضاء بين المكون الواحد ، وخصوصاً هناك تخندق لشركائنا في الوطن ، والذين لايروقهم التوحد تحت خيمة المواطنة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك