المقالات

العبودية وتجارة الرقيق في العراق/3/ المفسوخة عقودهم من الحشـد الشـعبي

1615 2021-07-17

 

د.أمل الأسدي ||

 

ماهذا ؟ قالوا : يا أمير المؤمنين: نصراني ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : استعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه ، أنفقوا عليه من بيت المال.

هكذا تعامل علي الإنسان،علي القائد،حين شاهد الشيخ النصراني المكفوف وهو  يسأل!! بربكم كيف حقق الإمام هذه الموازنة؟ هو قائد عسكري، وسيفه بتار، ترتجف الأرض تحت قدميه إذا غضب لله، كيف تقدمت إنسانيته  علی عسكريته وحنكته،حتی صار حين يُذكر ،تُذكر الإنسانية المطلقة،فلايمكن لأي متحدث يريد التحدث في حقوق الإنسان،والتحضر وقبول الآخر...الخ إلا أن يستشهد بمقولة الإمام علي: (وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق).

هنا ياعلي، في أرضك التي منحتها الوجود والهوية وأزلت التهميش عنها،هنا  قبل سنوات قليلة، تكال الأعـداء عليها، كانت حرب إبـادة وتدمير لكل ما هو إنساني،وهناك من فتح الأبواب للعـدو ورحب واحتضن، فهبّ أبناؤك شاهرين أرواحهم، فقد ورثوا شجاعتك،هبوا ولم يعودوا إلا بتحقيق النصر(شـهداء وجرحی،وسيقان مبـتورة،ويتامی وثكالی،وبيوت خلت من أعمدتها...الخ) فهذا الوطن ولايمكن أن يسمحوا بتدنيسه!!

ياعلي، صور الشـ.هداء تملأ الشوارع، حين سلكت شارع القناة أذهلتني وجوههم الناظرة إلی المارة،فلكل وجه حكاية،وكأنهم يذكِّرون الناس بحكاياتهم،بتضحياتهم!!

ياعلي،لماذا هذه الأرض لاتشكر الفضل؟

هي السبب أم سكانها؟

هولاء الأبطال قدموا أرواحهم ولم يلتفتوا إلی عيالهم وذويهم،ولم يلتفتوا إلی من سبقهم من إخوتهم المغـ.دورين،طوتهم أرضك الطاهرة،وغطتهم حبات رمالك الذهبية،وامتص السكون ضحكاتهم!

ومازال إخوتهم مرابطين في سوح القتال،واضعين  أرواحهم علی كفوفهم،لايسألون الناس حمدا ولاشكورا!!

ومازال القوم يؤذونهم،يقابلون إحسانهم بالإساءة!!

ويشمتون فيهم حين تمتد يد العـدو عليهم!!

فسابقا كانوا يسمون شيـعتك بالعجم والشروگ والآن يسمونهم بالذيول!! وهم سادة القوم وشجعانهم،هم سادة الإيثار والمروءة،هم أبناء سيفك الذي لايُفلُّ!!

لا شكر،لاعرفان،لارد جميل،جراح بعدها جراح!!

أما المفسوخة عقودهم،فمصيبتهم مصيبة، لا أدري لماذا  يجب أن نتحمل الاستعباد؟ ولماذا  يكون المغرم لنا والمغنم لغيرنا؟ ولماذا يُداس علی حقوقنا ويجب علينا السكوت؟

هولاء فتية،خدموا الوطن، رموا بأرواحهم في لهوات الحروب،حرروا الأرض وصانوا العرض،وبالنتيجة يريدون أبسط حقوقهم فلا تُعطی إليهم!!

ياعلي، في هذه الأرض نجد المجـ.رمين مرفهين، يعيشون في سجون عامرة بالخير،مجهزة بكل وسائل الراحة،ولا شجاع يتصدی وينهي وجود هذا العفن رغم أنه يكلف الدولة مبالغ خيالية،رغم كل ما ارتكبوه من جرائم قتـ.ل وتفجـ.ير وتهجـ.ير وعمـالة!!

ياعلي، الإرهـابيون ومن ساعدهم خصصوا لهم الأموال،وجعلوا لهم الحقوق، وأما الذين دافعوا وحرروا فمازالوا علی  دكة الانتظار، خذلهم القريب قبل الغريب!

يالمرارة الخذلان!! استشهد الأب الرحيم وترك الحشـد يتميا!

من لليتامی؟ لماذا الكل يريد النيل من كرامتنا؟

قيل لهم: انتظروا الموازنة،فانتظروا

قيل لهم: ثبتنا حقوقكم، فتبيّن أنه هواء في شبك!!

الصكوك والمليارات تسافر نحو الشمال،والجوع والحرمان يستقر في قلوبنا!!

هل سيهبّ الشيعة مرة أخری إذا ما تعرض العراق للخطر بعد أن تجرعوا المر؟ هل استجابتهم هذه،ونخوتهم الحسينية تذلهم بدل أن ترفع شأنهم؟

هذا الطفل الصغير والأجيال اللاحقة كيف ستقتنع بضرورة التصدي للأعـداء والدفاع عن الوطن والجـهاد والمقـاومة؟

أيها الإمام العادل،ضربوا المتظاهرين  السلميين الذي يطالبون بحقوقهم،أهانوهم،مرغوا كرامتهم  في الأرض،استشهد بعضهم،وجرح بعضهم،والصمت والتدليس يحوم علی الرؤوس!!

تری أين الفضائيات التي أشعلت مدننا بالتحريض والتزييف؟ أين أدعياء الإنسانية والحرية؟

لماذا  يكون الظلم مضاعَفا علينا؟ يظلمنا الذي حررنا منزله وأغلقنا بابه المفتوح،ويظلمنا القريب الذي هو منّا!!

ياعلي، في الحروب يصدِّروننا؛لأن الميدان لايليق إلا بالشجعان،إلا برجال الله الذين لايخافون في الله لومة لائم!! وفي الرخاء يمنعون حقوقنا،ويتجاوزون علينا،وينالون من كرامتنا، ويقتلوننا!!

نحن أحرار، ونحن حماة الأرض ولسنا عبيدا عند حـ.زب أو مسؤول  أو مؤسسة!!

أعيدوا للمفسوخة عقودهم من الحشـد الشـعبي حقوقَهم واتقوا دعوة المظلوم،قبل أن تزلزل الأرض من تحت أقدامكم!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك