المقالات

الحرباء والسياسة..!

2148 2021-07-19

 

كندي الزهيري ||

 

ان التضليل والكذب أصبح سمة العملية السياسية في العراق ليس هنا للتعميم لكن التشخيص ذلك السم الذي يجري في عروق العراق، ان التضليل والكذب والخداع والتلون بكل لون بدافع مصالح الشخصية على حساب مصالح الشعب امرا مخجل إذا تم مقارنة بين تاريخ العراق وسمعة وما يحصل اليوم.

من أعجب العجب بأن هؤلاء لا يستحون من اي فعل قبيح طالما يؤمن مصالحهم الشخصية التي تكون فوق كل اعتبار، يتلونون في مواقفهم السياسية وآرائهم الاجتماعية والاقتصادية حسب ما تمليه استراتيجيات المصالح الآنية.

ثم يرتدون جلباب الزهد والتقوى ويتكلمون بها وتعجن في السنتهم امام عامة الناس وهذا بحد ذاته نفاق.

كما قال ووصف المختار الثقفي ذلك بقوله " ان النفاق يدخل إلى الميدان بلباس التقوى وهو وجهان لعملة واحدة، وجه نقش عليه اسم الله وهذا ما يراه الناس المخدوعين والجهلة والمنتفعين واصحاب الكسل الذين لا يبحثون عن طريق الحقيقة، والمستسلمين للواقع اما خوفا أو فقدان الامل وهذا ما يجعل من الظالم اقوى عود، واما وجه الله يراه اهل العلم والبصيرة النافذة الذين يبحثون ويحللون بأنصاف من دون تعصب أو أحقاد هدفهم معرفة الحقيقة وتبيانها للناس.

ان ميدان الجهل اساس سياسة الحرباء التي تعمل لمصالحها وعدم الرجوع إلى قاعدة" درء المفاسد مقدم على جلب المصالح " اصبحت معطلة بسبب عدم وعي الجمهور وتميزه للحقائق والدلائل.

نراهم يرتدون لباس التقوى والخوف على هذا الشعب امام الكاميرات متباكين على ضياع حقوق الناس واحالة الحضارة إلى خرابه، لكن حين يجتمعون فيما بينهم ترى وجوه ابليس وردائه على حقيقته وبوضوح تام وهؤلاء يصفهم القرآن الكريم بقول ((وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ)) لكن كيف ستكون نتيجة هؤلاء واتباعهم الجهلة الذين يميلون أين تميل الريح ليس لهم من قرار ((اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ))، أما من تبع هؤلاء أو يكثر سوادهم يصفهم القرآن ((وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ))

ليس التابعين فقط الذين لم يجنون سوى العناء والشقاء، انما المتحالفين معم سيقفون امام الله عز وجل فيخاطبهم ((أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ)).

ان السياسة فن يستخدم لخدمة المجتمع وتطويره ورفع مستوى المعيشة وتوفير حياة كريمة له، وليس صناعة الفوضى والخصوم من أجل عقد نفسية شخصية أو العمل بسياسة ميكافيلي التي تأخذ الكذب والاحتيال مشروعا لتحقيق أهداف غير سامية وغير شريفة، ان السياسي الناجح يكون واضح مع شعبه صديق لهم لا عدوا وأن يسعى إلى رفع اسم شعبه امام الامم والعالم بأجمعه.

لكن مع الاسف ان اغلب السياسيين في العراق وبعض الزعامات جعلت من الشعب عدو وناقم عليهم بسبب تصرفاتهم أو تصرفات حاشيتهم، فشيطنوا انفسهم بأيديهم حتى أصبح الشارع اليوم لا يؤمن بأي حكومة يشكلها هؤلاء ولا يؤمن بأي قرار يصدر عنهم أو اتفاق لكون لا يوجد ثقة بين الشارع العراقي والطبقة السياسية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك