كندي الزهيري ||
ان التضليل والكذب أصبح سمة العملية السياسية في العراق ليس هنا للتعميم لكن التشخيص ذلك السم الذي يجري في عروق العراق، ان التضليل والكذب والخداع والتلون بكل لون بدافع مصالح الشخصية على حساب مصالح الشعب امرا مخجل إذا تم مقارنة بين تاريخ العراق وسمعة وما يحصل اليوم.
من أعجب العجب بأن هؤلاء لا يستحون من اي فعل قبيح طالما يؤمن مصالحهم الشخصية التي تكون فوق كل اعتبار، يتلونون في مواقفهم السياسية وآرائهم الاجتماعية والاقتصادية حسب ما تمليه استراتيجيات المصالح الآنية.
ثم يرتدون جلباب الزهد والتقوى ويتكلمون بها وتعجن في السنتهم امام عامة الناس وهذا بحد ذاته نفاق.
كما قال ووصف المختار الثقفي ذلك بقوله " ان النفاق يدخل إلى الميدان بلباس التقوى وهو وجهان لعملة واحدة، وجه نقش عليه اسم الله وهذا ما يراه الناس المخدوعين والجهلة والمنتفعين واصحاب الكسل الذين لا يبحثون عن طريق الحقيقة، والمستسلمين للواقع اما خوفا أو فقدان الامل وهذا ما يجعل من الظالم اقوى عود، واما وجه الله يراه اهل العلم والبصيرة النافذة الذين يبحثون ويحللون بأنصاف من دون تعصب أو أحقاد هدفهم معرفة الحقيقة وتبيانها للناس.
ان ميدان الجهل اساس سياسة الحرباء التي تعمل لمصالحها وعدم الرجوع إلى قاعدة" درء المفاسد مقدم على جلب المصالح " اصبحت معطلة بسبب عدم وعي الجمهور وتميزه للحقائق والدلائل.
نراهم يرتدون لباس التقوى والخوف على هذا الشعب امام الكاميرات متباكين على ضياع حقوق الناس واحالة الحضارة إلى خرابه، لكن حين يجتمعون فيما بينهم ترى وجوه ابليس وردائه على حقيقته وبوضوح تام وهؤلاء يصفهم القرآن الكريم بقول ((وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ)) لكن كيف ستكون نتيجة هؤلاء واتباعهم الجهلة الذين يميلون أين تميل الريح ليس لهم من قرار ((اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ))، أما من تبع هؤلاء أو يكثر سوادهم يصفهم القرآن ((وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ))
ليس التابعين فقط الذين لم يجنون سوى العناء والشقاء، انما المتحالفين معم سيقفون امام الله عز وجل فيخاطبهم ((أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ)).
ان السياسة فن يستخدم لخدمة المجتمع وتطويره ورفع مستوى المعيشة وتوفير حياة كريمة له، وليس صناعة الفوضى والخصوم من أجل عقد نفسية شخصية أو العمل بسياسة ميكافيلي التي تأخذ الكذب والاحتيال مشروعا لتحقيق أهداف غير سامية وغير شريفة، ان السياسي الناجح يكون واضح مع شعبه صديق لهم لا عدوا وأن يسعى إلى رفع اسم شعبه امام الامم والعالم بأجمعه.
لكن مع الاسف ان اغلب السياسيين في العراق وبعض الزعامات جعلت من الشعب عدو وناقم عليهم بسبب تصرفاتهم أو تصرفات حاشيتهم، فشيطنوا انفسهم بأيديهم حتى أصبح الشارع اليوم لا يؤمن بأي حكومة يشكلها هؤلاء ولا يؤمن بأي قرار يصدر عنهم أو اتفاق لكون لا يوجد ثقة بين الشارع العراقي والطبقة السياسية.
https://telegram.me/buratha