المقالات

كان خادما لعيال الله..

1569 2021-07-22

 

✍🏻: د. عطور الموسوي ||

 

توفاه الله يوم الثاني من شهر ذي الحجة 1442 الموافق 13 تموز 2021

وكلما مر يوم من ايام هذا الشهر الحرام هاجت بي الذكريات لذلك العام الذي تشرفت وإياه بحج بيت الله الحرام مع وفد حجيج مؤسسة الشهداء حيث لكل شهيد مقعدا لذويه ..

لم اره الا مشمرا عن ساعديه وكل وقته يساعد كبار السن ويدفع عرباتهم في شوراع مكة وعند الحرم وصعيد عرفه ..

وتولى مرافقة العديد منهم معينا لهم لأداء مناسكهم بين طواف وسعي ومتطوعا لقضاء حوائجهم..

من هؤلاء الذين لازمهم حتى العودة الى ارض الوطن الحاجة بدره ام فارس زوجة شهيد وام لاربعة شهداء من اهالي مدينة الدجيل المضحية ..

كانت امرأة مسنة ومفجوعة القلب ولا مرافق معها فتبناها اخي السيد ولازمها ايما ملازمة فكنا نراهما اثناء اداء المناسك وهي تمسك بساعده وتتكأ عليه ويسير معها الهوينا على قدر طاقتها فتطول مدة طوافهما وسعيهما ويردد لها الأدعية بكل طيب خاطر وصفاء نفس ..

تتعب من السعي فيجلسان معا بين الصفا والمروة لتلتقط انفاسها ويكملا السعي ..

صادفتهما اثناء السعي فطلب مني اسنادها لحين ما يعيد شد ازار ثوبه يخشى عليها ان تسقط .. ناولتها ساعدي فاندهشت من شدة الضغط الذي واجهني كانت تتكأ عليه بكل وزنها فأحسست ان كتفي تكاد ان تنخلع  لحظتها..

غبطته على صبره معها وتحمله هذا العناء دون ان يشعرها بضيق بل كان يلاطفها ويشجعها لتكمل المناسك وهي تدعو له في تلك الساعات الفضيلة : " بعد گلبي يابه .. الله رحمني بيك يمه سيد حسان وعوضني عن وليداتي الشهداء.. الله ينطيك حتى يرضيك "

هكذا كان وهكذا مضى لربه مضحيا خدوما مؤثرا على نفسه .. لم تعرف عائلته اي مسؤولية الا بعد ان التحق بالرفيق الاعلى كان يؤدي كل المهام عنهم جميعا يواصل ليله بنهاره ولا ينام الا قليلا ..

كان خير عوض لوالدي بعد ابنيهما الشهيدين، بارا بأبيه حتى يوم وفاته قبل ربع قرن وبارا بأمه حتى آخر لحظة من حياته .. وهو يجود بنفسه تحت وطأة المرض يسأل عنها ويوصينا بها ..

خطفه هذا الوباء ومشاريع الخير توقفت بعده كفالة الايتام وزيارة المحتاجين وصلة الارحام والمنقطعين عنا منهم خاصة،

نم قرير العين يا أخي وليرحمك الله برحمته الواسعة، لم تقصر ابدا .. كفيت ووفيت ..وقلبك المحب لعيال الله وخدمتهم واعمالك الحسنة تلك وغيرها ستتلقاك بين يدي الله ..

يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم..

 

الخميس 22 تموز 2021

2 ذو الحجة 1442

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك