علي فضل الله ||
التفاوض الدولي قد يعتبر علم بحد ذاته نتيجة التطور الحاصل في العلاقات الدولية، والخوض في غماره يحتاج من الباحث الالمام بعلوم وامور عدة، فهو بمثابة معركة دبلوماسية، تشبه الى حد ما المعارك العسكرية والامنية، لذا نجد مفاوضات تمتد لسنين عدة، خذ مثلا" مفاوضات الملف النووي الايراني أمتدت الى قرابة العقد من السنوات أو أكثر ورغم الاتفاق لا زالت المفاوضات جارية.. إذن المفاوضات الدولية ضرورة ملحة لاستقرار المجتمع الدولي لانها قائمة على حل أزمة دولية او تحقيق مصلحة مشتركة بين الاطراف المتفاوضة.
وكما وإن هنالك خسارة وربح في المعارك العسكرية، نفس الحال نجد في المفاوضات الدولية، وهذا ما يجبر الاطراف الدولية المتفاوضة على الاستعداد والتحضر للمعركة الدبلوماسية، وركيزة ذلك هو الفريق المفاوض الذي عليه يتسلح بالخبرة والمعرفة والدراية بما يملك من نقاط قوة وضعف وماذا يريد من الطرف المفاوض الاخر، وما هو سقف التفاوض.
نقول ماذا أعدت حكومة الكاظمي من فريق للتفاوض مع الجانب الامريكي، فهل تمت الاستعانة من حيث الخبرة بالفريق المفاوض القديم لعام 2008، لكي يسعف الفريق الحالي بالخبرة التفاوضية، كما وإن الفريق الحالي يحتاج اساتذة التخطيط الاستراتيجي، العلوم السياسية، القانون،الاقتصاد والمال والاختصاصات الاخرى التي تتعلق بمجريات التفاوض.
المؤسف إن تلك الضرورات لا نجدها حاضرة لدى الفريق العراقي التفاوضي، كما إن المراقب للحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية، يلحظ وكأنه هنالك أستهزاء من الحكومة العراقية بهذه المفاوضات، وكأنما نتفاوض مع إحدى دول العالم الثالث الفقيرة، فهل هذا الإستهزاء نابع من إهمال وعدم دراية بأهمية محتوى ونتائج هذا الحوار؟ أم هو إذعان وضغط من قبل السفارة على حكومة الكاظمي ومستشاريه يصل حد الضغط وتحديد أسماء بعض الفريق التفاوضي من قبلهم؟ ولماذا لم نجد من يمثل هيئة الحشد أو رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية؟ تلك علامات إستفهام تبين إن مقدمات الحوار جاءت بتصميم أمريكي وكل ما على حكومة الكاظمي التنفيذ.
وبعد كل هذه الجولات من الحوار الاستراتيجي، والتي لم تجرى أية جولة من وحالتها في العراق !!!، هل سينتج الحوار الإستراتيجي لنا اتفاق ملزم للامريكان؟ معاهدة أو إتفاقية، لكن هذه أمريكا فإنها ناكلة العهود والمواثيق، خذ مثلا إتفاقية المناخ والتي بينت تلك الاتفاقية الدولية، إن الولايات المتحدة الامريكية تتسبب بقرابة30% من نسبة تلوث عالمنا، لكننا شاهدنا إنسحاب امريكا من الاتفاقية، دون الاكتراث لكل المجتمع الدولي، لذا في حال قررت التنصل من الاتفاقية التي إن قررت إبرامها مع العراق... واحدة من الحلول التي نستطيع أن تقيد الولايات المتحده الامريكية، هو وضع يوقف زمنية في موضوع التنفيذ، لأن الحوار يتناول مجالات عدة، كإصلاح المنظومة الكهربائية ضمن سقف زمني الإسبوع التنافسي وليس الاحتكاري أي السماح للشركات العالمية بالدخول والمشاركة.
أخيرا" ما هو قرار الحكومة العراقية التي من المفترض دخلت بإجتماعات مطولة مع الكتل السياسية التي قررت في البرلمان إخراج القوات الأمريكية، كان نتاجها قرابة ستة عشر نقطة يجب أن تضمن الإتفاقية، أهمها في حال بقاء قوات أمريكية أي كان مسماها، تكون خاضعة لتفتيش الأجهزة الرقابية، وتبين بالأرقام الدقيقة عديد قواتها واسلحتها، ورفع العقوبات عن كل الشخصيات العراقية التي تعرضت لعقوبات أمريكية، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى لا نريد أن نستبق الفريق المفاوض فيها.
https://telegram.me/buratha