المقالات

النار العراقية..


 

عبدالزهرة محمد الهنداوي ||

 

النار هي النار، في الهند وفي الصين،  في امريكا وروسيا، والاردن والبحرين، ومدغشقر، وجزر القمر، وهاييتي ورواندا، وفي انحاء الكون كله، نجدها صديقة حميمة للماء،  من دون ان يبغي احدهما على الاخر، فلا النار نفخت الماء فتبخر، ولا الماء أطفأ النار ، فترمدت.

في كل بلدان العالم تمارس النار مهامها في تحريك المصانع العملاقة، والقطارات و"التريلات" وكل انواع السيارات، و والبواخر التي تمخر عباب البحار، والصواريخ العابرة للقارات، والطائرات، صغيرها وكبيرها..

ونارنا لاتختلف عن نار العالمين، ربما اختلافها البائن، هو ازليتها، اذ مازلنا ومنذ دهور طويلة، ننظر الى تلك النار  دائمة الاشتعال المنبعثة من رحم ارض العراق،  في محافظتي البصرة وكركوك، بسبب احتراق الغاز المصاحب للنفط، هذا الغاز الذي يمثل ثروة هائلة فيها (٦٠ حظ)، الا انها تذهب جفاء.

هكذا عرفنا نارنا في سابق الازمان والدهور، ولكنها هذه المرة، قررت ان تتولى مهاماً جديدة، مستغلة انتشار كورونا وبناتها المتحولات "ألفا" و"بيتا" و"غاما" و"دلتا" اللواتي فقن امهن في مستوى الفتك بالبشرية، فازداد عدد ضحاياهن بنحو مرعب وخطير، في العراق، وفي كل بلدان العالم،  وهنا استغلت نارنا الظرف، لتدخل على خط الازمة بقوة، حرقا وتخريبا، فبدأت في مستشفى ابن الخطيب ببغداد، ملتهمةً  البشر والحجر، لتحيل المشهد الى مزيج من الركام والاشلاء، وعاشت الدولة في حينها وبجميع فعالياتها الرسمية والشعبية، حالة من الحزن، واللوم، والبحث عن الذي حرّض النار وشجعها ووفر لها الاجواء المناسبة لترتكب جريمتها الشنعاء، بحق اؤلئك الذين لجأوا الى "ابن الخطيب" طلبا للنجاة، من الفيروس اللعين، فكان ما كان من اجراءات ولجان وتحقيقات، انتهت بمغادرة وزير الصحة منصبه، وحمد الناسُ اللهَ على البلوى، على امل ان لاتتكرر الجريمة في مكان اخر، وكان من المفترض بعد كارثة "ابن الخطيب"، ان تكون هناك اجراءات حازمة وصارمة، في جميع المشافي والمؤسسات، لمنع تكرار الجريمة، الا ان ماجرى بدا وكأنه "فرّة عرس"، فوقعت  ذات المصيبة، هناك في مستشفى الحسين بمدينة الناصرية.

وقطعا، لو التزم الجميع باجراءات السلامة والامان، لما كان ما كان،

ومن هذه الاجراءات، عدم السماح لاي كان بالتعامل مع قناني غاز الاوكسجين، الا من قبل المختصين، وعدم السماح بدخول اكثر من مرافق واحد مع المريض، ومنع الزيارات للمصابين بكورونا، وتوفير قناني اطفاء الحرائق، لتكون جاهزة عند الضرورة، وتوفير سيارة اطفاء مرابطة بنحو دائم في جميع المستشفيات، مع عدد معقول من سيارات الاسعاف، وتأمين مخارج طوارئ  معلومة،والاهم من ذلك ان تكون هناك متابعة صارمة لضمان تأمين تلك المتطلبات، وهنا يمكن ان نتحدث عن امكانية عدم تكرار جرائم النار، التي باتت تنفذ جرائمها كلما اقترب العيد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك